اديث بياف: غنّت "الحياة الوردية" التي لم تعشها

ان اديث بياف هي تلك الاسطورة الفرنسية صاحبة القامة القصيرة والجسم الهزيل التى نافست برج ايفل بأهميتها بالنسبة لفرنسا. وحتى لو كان هناك شخص لا يعرفها، فأنه لا بد ان يكون قد سمعها هنا او هناك وهي تصدح بصوتها العذب اغنيتها الشهيرة La vie en rose. 
 
وعلى الرغم من من وفاتها منذ قرابة الاربعين عاماً، الا انها لا تزال بالنسبة للفرنسيين مغنية القرن التي امتد صوتها ليسافر اقطار الدنيا. هي، ذلك العصفورة الصغيرة - وهو معنى كلمة بياف - التي غنّت للجميع عن "الحياة الوردية" إلا لنفسها. هي تلك المرأة المتألمة والأنثى المسحوقة، تلك المتمردة على القوانين ونواميس البشر التي عاشت حياتها المقتضبة تتخطى لحظة ألم تلو الأخرى، والتي تلاشت بعشق الجمهور لها. بقيت تغنّي الى ان تسقط تعباً، ثم تقف على رجليها النحيلتين لتغنّي وتطرب العاشقين من جديد. كانت تغنّي في الشوارع الباريسية الفقيرة منذ نعومة أظافرها لتحصل على قوت يومها، الى ان عاشت سنوات من المجد الممزوج بالدموع وسطع نجمها في فرنسا وحول العالم. ولم يأفل هذ النجم حتى عندما سلخها مرض سرطان الكبد عن الحياة عندما كانت في الـ47 من العمر. لم تساهم طباعها الحادة والمزاجية وتصرّفاتها الفوضوية الا في زيادة معجبيها لأن كل هذه الصفات غير الحميدة التي لازمتها، لم تكن الا "أعراض جانبية" للدواء التي كانت تسقيه بكل حب لكل عشاق فنها، والمتمثل بصوتها وأغنياتها.
 
ومن اهم أقوال اديث بياف الدّالة على شخصيتها:
-أريد أن أُدمِع عيون الناس حتى ولو لم يفهموا معاني كلمات أغنياتي.
 
-النوم مضيعة للوقت. أخاف ان أنام.. انه نوع من الموت.
 
-إن ثمن الحب الذي لا بد من دفعه هو دموع الألم.
 
-أنا غبيّة! أقولها دائماً وأكره نفسي ولا ثقة لي بها مطلقاً.
 
-أود أن أرى انساناً واحداً يعترف أنه كان جباناً في يوم من الأيام.
 
-كنت جائعة وأرتجف برداً، ولكنني كنت حُرَة أيضاً: حُرّة أن لا أستيقظ باكراً، حُرّة أن لا أنام ليلاً، وأن احلم وأن يكون لي آمالاً.
 
-أن أنجح في فرنسا حيث الناس يتكلمون لغتي ويفهمونها لا يعني لي شيئاً.
 
-الغناء هو طريقة للهروب. إنه عالم آخر حيث لا اعود موجودة على كوكب الأرض.
 
-حياتي كطفلة قد تصدمكم بكونها بائسة، ولكنها في الحقيقة كانت جميلة.
 
-يقول الناس أنني قد أغني كلمات دليل الهاتف وان أحوّلها الى أغنية رائعة.
 
-جاء الوقت كي أحاول التعويض عن كل الذين جرحتهم في الماضي.
 
-لا يهمني مطلقاً كلام الناس عنّي. لا أبالي بقوانينهم ابداً.
 
-كل ما قمت به في حياتي هو التمرّد.
 
-لست على علاقة غرامية باحد الآن.. فقد عقدت العزم أن أصبح جديّة وأن اعمل بكل قوّتي.
 
-لا أريد أن اموت وأنا عجوزاً.
 
-إذا كان الله قد اعطاني كل هذا المال، فلأنه يعرف مسبقاً أنني سأنفقه على الغير.