الخرس الزوجي بين الضغوط والانطوائية

من المفترض أن تكون المنازل سكنا ومكانا آمنا نبتعد فيه عن ضغوط الحياة ومتطلباتها، إلا سرعة الحياة وكثرة ضغوطها انتقلت لتصيب البيوت هي الأخرى ما يؤثر سلبا في جميع أفراد العائلة. وتفقد الأسرة بسبب هذه الضغوط وخصوصا الأزواج "لغة الحوار والتواصل" ولو في الحد الأدنى منه، وتبرر بعض النساء هذه الحالة بالقول إن الرجال يتغيّرون كثيراً بعد الزواج من حيث عدم تقدير أحاديث المرأة، أو إظهار الاهتمام بما تقوله، فيما يرى الرجال أن المرأة لا تعي كمية المشاكل والضغوط الحياتية التي يعانونها، مؤكدين أن فترة ما قبل الزواج لا تقارن مطلقا بما بعد الزواج، من حيث المسؤولية والهموم المتوالية في العمل. خبراء علم الاجتماع يرون أن غياب الحوار بين الأزواج أو حالة الخرس الزوجي سببه الانشغال بالأمور والمشاكل الحياتية العامة واختلاف الزوجين في الطباع وطريقة التفكير والمستوي الثقافي، كذلك تراكم المشاكل يؤدي إلى القول بأن عدم التحدث عنها خير من مواجهتها. ومع الاعتراف بأن ليس كل الناس قادرين على التعبير عن عواطفهم، هناك درجات من هذه القدرة من الإفاضة والمبالغة والإغراق إلى الصمت الكامل، أي أن هناك الزوج الدافئ داخليا وخارجيا والقادر على نقل أحاسيسه، وهناك المشتعل داخليا والبارد خارجيا الذي لا يستطيع أن يعبر عن عواطفه لزوجته وكأنه متبلد الوجدان "الشخصية الانطوائية". والمشكلة الحقيقية تتركز في هؤلاء الصامتين الذين يجدون حرجا شديدا في الإفصاح عن عواطفهم والمشكلة الكبرى أن يتمتع الاثنان بالشخصية الانطوائية وهنا يكون من الصعب جدا أن يسعدا بعواطفهما وهذا بالتأكيد سوف ينعكس على أبنائهما من حيث التربية والنشأة فتكون نسبة الخرس الحواري كبيرة عند الأبناء.