للأم.. إنتبهي فالإكتئاب وراء عزوف طفلك عن الطعام

يعد رفض الطفل للطعام من اكثر المشاكل التي تؤرق الكثير من الأمهات، لما يثيره لديهم من مخاوف ترتبط بصحة طفلها، وهنا تبدأ الأم في التفكير مليا في الأمر، وتحاول التغيير والتنويع في الأصناف لترضي طفلها وتسر بتناوله للطعام، وفي حالات كثيرة قد يستجيب الطفل لكل ذلك، ولكن ما يصعب الأمر على الأم عدم إستجابة الطفل لكل محاولاتها.. فما السبب؟
 
يرجع الأطباء ذلك إلى إحتمالية أن يكون الطفل مصاباً بالإكتئاب، فكما ذكرنا من قبل أن الإكتئاب ليس حكرا على الكبار فقط، وأنه يعي جيدا الطريق إلى الأطفال، وقد أكدت دراسة حديثة نشرت نتائجها مجلة "بيدياتريكس" الأميركية، أن الأطفال الذين يعزفون عن تناول الطعام، أو يواجهون صعوبة في الإقبال على تناوله قد يكونوا تعرضوا لمواجهة ضغوطات عاطفية سبب لهم الإكتئاب ما يستدعي ضرورة إستشارة الطبيب على الفور لخطورة الأمر.
 
وشكلت هذه الدراسة مجموعة من 3433 مشاركا، وكان من أهم نتائجها أن أكثر من 20% من الأطفال في الولايات المتحدة، ما بين سن 2 الى 6 سنوات يجدون صعوبة في تناول الأطعمة وأن 18% منهم يجدون "صعوبة معتدلة" في تقبل الطعام، في حين أن 3% يواجهون صعوبات شديدة جدا في تقبل الأطعمة المقدمة إليهم.
 
وقد أوضحت مديرة مركز "ديوك" فيما يتعلق بإضطرابات التغذية والمعدة الرئيسية للدراسة، نانسي زوكر، أن الأطفال محل الدراسة ليسوا الأطفال الإنتقائيين الذين يقبلون على تناول صنف دون الآخر، بل تعني الدراسة بالأطفال الذين لديهم صعوبة كبيرة في الإقبال على تناول الأطعمة لدرجة خطيرة تثير مخاوف وقلق المحيطين، لما له من آثار صحية ضارة بالطفل، إضافة إلى التحول الغريب الذي يحول بين ترابط الطفل بأهله وأسرته.
 
وإهتمت الدراسة بالأطفال المصنفين في الفئة الثالثة والذين يجدون صعوبة شديدة جدا في تقبل الطعام، لأنهم يعانون من إضرابات نفسية تصل إلى حد الإكتئاب، كما أنهم يواجهون أعراض اضطراب جديد يسمى "افويدانت - ريستريكتيف فود إينتايك ديزورد"، وقد أضيف هذا التشخيص الجديد إلى الموسوعة الأميركية للأمراض العقلية سنة 2014، للمساعدة في التغلب على مشكلة عزوف الطفل عن الطعام، وإتخاذ خطوات هامة لعلاجه من الإكتئاب.