بهذه الخطوات يستطيع أطفالكم بناء علاقات سليمة

نحن الآن بصدد الحديث عن أنقى عالم، هو عالم البراءة والمرح والصفاء، عالم الأطفال الساحر الذي لا يمل منه إنسان، فالطفل يولد بنقاء لا مثيل له، ويبدأ في إكتساب المهارات والخبرات من المحيطين به، فهلا حافظنا على نقائه، وهلا أمهلناه الفرصة لتعليمه كل ما هو إيجابي عن العالم الجديد الذي ينتظر إحتكاكه به في وقت ما.
 
فالطفل يحتاج  لمرافقة واعية  وتدريب جيد وسوي يعزز من ثقته بنفسه ومن نموه العقلي والنفسي والإجتماعي، يعده لبناء علاقات إيجابية هادفة وبناءة والأقرب الى السلام حتى يكون قادر بمفرده على ذلك، وهذا هو أهم ما تبنيه في الطفل، نعم فتكوين العلاقات والإحتكاك بالآخر ليس بالأمر السهل
 
والآن ستلقي الضوء السيدة منى الفغالي دوماني  متخصصة في التواصل العلائقي وفي العناية العلائقية والصحة المجتمعية في حضانة دبي  Potentiel et Petit Boutchou، على أهمية التواصل العلائقي والإنساني بحسب منهجية جديدة، مبتكرة من قبل السيد(Psychosociologue) Jacques Salomé  الفرنسي الأصل وهي ESPERE®  (M.E) Méthode، والمعروفة باسم"الطاقة المحددة لبيئة علائقية وجودية في المدرسة": ESPERE®، من خلال ندوة نظمتها الحضانة للأهالي والمربيات لتعم الفائدة على الأطفال.
 
وهذه المنهجية الجديدة ((ME، هي علم مختص بالعلاقات ولا يمكن أن يكون دقيقا كبقية العلوم لأنه يتعلق بالإنسان الذي هو في تطور دائم، علما أنه “الكائن الأرقى والتواصلي بامتياز”.
 
فهي تدعونا إلى الإبتعاد عن النظام اليومي المليء بالإتهامات المتبادلة، والحكم على الآخرين، والظن بهم، والمقايضة، والتهديد والسلطة، بالبحث عن نظام آخر وجودي أكثر رقي من حيث احترام الأنسان لنفسه وللآخرين.
 
والآن كيف يمكن إستعمال وتطبيق أسس هذه المنهجية في مختلف ميادين الحياة اليومية حيث يمكن ذلك من خلال تقنيات عدة منها ما يلي: 
1.المنديل (Echarpe ou foulard) الذي يجسد العلاقة رمزياً على شكل مثلثفالعلاقة شأنها شأن الكائن الحي، تحتاج إلى رعاية وإهتمام من حيث دورها كجسر تواصل بين طرفين مهما كان نوع العلاقة بينهما (حب، زواج، أهل، بنوة، أخوة، عمل، مدرسة، جيران...الخ)، فكل إنسان يختلف عن الآخر ولكنه يستطيع التواصل رغم إختلاف الطرف الآخر عنه.
2. عصا الكلام، وهي التي تسمح لكل شخص أن يتكلم عن نفسه، على أن يقابل ذلك بإصغاء الآخرين كرد فعل ملائم.
 
3.طرح لتجارب يعيشها الأهل والمربين مع الأطفال، وذلك عن طريق استعمال تقنية التجسيد الرمزي.
 
والآن ماذا عن دور الأهل؟
للأهل أدوار ومهمات متعددة منذ تكوين الطفل، مرورا بولادته وتطوره. فإذا كانت هذه المهمات إطارا واضحا مرسوما بإحترام ومحبة، تؤول بالأهل والطفل إلى استقلالية انسانية، ذهنية وفكرية وبالطفل إلى إدارة حياته ووجوده بالاحترام والمحبة والتحرر الراقي. فعلاقة الأهل بالطفل ثابتة، وهي تحدد مساره العلائقي. وتترك رواسب كثيرة وغير صحية إذا نقصتها الجودة، والتقبل والأسس العلائقية الصحية.
 
كما يجب التشديد على أهمية مقاربة الطفل منذ الولادة حتى عام ثلاث سنوات وتعلقه بأبويه، على أنها مقاربة حنان وحب وعطاء مجاني. فهي سيف ذو حدين، فهي تطور لديه غريزة التسلط إذا لم يستطع الأهل الإنتقال إلى المهمات الأخرى بسلاسة وتوازن.
 
وتتعدد اللغات التي يستعملها الإنسان منذ ولادته للتواصل مع أهله، والبيئة المحيطة به، وهي : اللمس، النفس ثم الصوت ، وحركة الجسد، الرسم والحلم، والتصرف والأمراض، واللعب الرمزي، والمعاكسة والرفض، وأخيرا التساؤلات والكلمات.
 
ومن هنا تشدد منهجية ESPERE®، على أهمية تغيير نظرة الإنسان إلى التجارب اليومية، وأيضا على أهمية مسؤوليته في الاصغاء لأحاسيسه ودوره بما يجري أو يحدث له بِعمق وواقعية وإيجابية، كم تشدد كثيرا على الابتعاد، في خضم كل ذلك، عن اتهام الآخر ( الأهل، المجتمع، الظروف، ...الخ).
 
فمن الأهمية السماح للطفل بأن يأخذ فرصته في المرافقة  والتعلم والتوجيه الأصح، وتمهيد الطريق له ليتميز، ويستقل وينطلق، فيما بعد مستخدما ومطورا على طريقته هو، ما تم تزويده به من مهارات تواصل وخبرات مميزة.