طفلي يكذب: ماذا أفعل؟

هي: ريهام كامل
 
الكذب آفة خطيرة جدا، وسلوك مذموم ومرفوض من المجتمع والناس، والشخص الذي يكذب يحيا حياة بائسة غير سوية تتخللها العديد من الثغرات التي تؤثر على حياته في كافة المجالات كحياته الشخصية والمهنية وفي تعاملاته الأساسية مع الناس، لذا لا تتركي أي مجال ليكون طفلك ضحية للكذب، بل تابعي طفلك دوما واتبعي حدسك في التعامل معه والتعرف على حقيقة ما يقول حتى تتداركين الأمر بسهولة ويمكنك التغلب عليه.
 
والآن، لماذا يكذب الطفل؟
أوضح بعض الدراسات أن تصرفات الكبار في كثير من الأحيان هي الدافع لكذب الطفل، ولكن توجد حتما عوامل أخرى تدفع الطفل للكذب،  ولكي تكون لدينا حلول للقضاء على هذه الآفة الخطيرة، ينبغي أولا أن نتعرض للأسباب أو العوامل التي تدفع الطفل له والآن نذكر منها:
 
•خيال الطفل
فقد يكون سببا رئيسيا لدفع الطفل للكذب، فالطفل يستخدم خياله لتأليف قصص غريبة تجمع بين خياله وما روي له من قصص وحكايات مثيرة، وهو ليس بالأمر الخطير ولا داعي أبدا للقلق في هذه الحال ، فالكذب الخيالي لا يضر الأطفال في هذا العمر بل هو أمر طبيعي.
 
•العلاقات الإجتماعية 
يكذب الأطفال في سن المراهقة وما قبله بهدف كتمان أمر ما وبحسب العلاقة الإجتماعيه التي تربطه بذلك الشخص، فنجد أن البعض منهم يعطي لنفسه الحق في الكذب على والديه وعدم ابلاغهم بحقيقة أفعاله في المدرسة بل وهروبه منها في بعض الحالات التي تستحوذ فيها علاقة الصداقة على اتخاذ القرار فيها، كذلك قد يود الطالب أو الطفل في هذا السن أن ينهي علاقته بزميل ما فيضطر للجوء للكذب حرصا منه على مشاعر الآخرين، فيسر له أسباب وهمية غير حقيقية.
 
•الإنتقام
يلجأ الطفل للكذب أحيانا إنتقاما من شخص آخر يكرهه ويريد أن يشوه صورته أمام الآخرين، ولهذا دلالة نفسية تؤكد تعرض الطفل للتوتر النفسي والضغط العصبي فهو يحتاج لوقت كاف ليدبر ويخلق الكذبة ليرويها وكأنها حقيقة.
 
•الدفاع عن النفس
فإذا كنت أيتها الام من معاقبة شديدة لطفلك عندما يكذب، فقطعا فهو سيتخذ الكذب كحيلة دفاعية عن نفسه ولإبعاد ما ينتظره من عقاب عنه.
 
•دلالة مرضية
قد يكون كذب الطفل لسبب مرضي يجب الإنتباه له، يلجأ إليه الطفل الأكبر أو المراهق لرغبته في التعتيم على أمر ما أو مشكلة ما تسبب في حدوثها، لذلك فهو يخلق الأكاذيب لإلهاء الآخرين في أمر آخر.
 
والآن فما الحل؟
 
أولا: القدوة الحسنة
فلا يصح أبدا أن نطالب أطفالنا بالصدق ونحن فاقدوه، لأن ذلك يربك الطفل، فكوني دوما أنت ووالده مثالا للصدق وتأكدوا بأن عمر ما قبل المدرسة يحتاج أن يتعلم من أفعالكم وليس بالكلام فقط.
 
ثانيا: كوني صديقة لطفلك
إن تكوين صداقة قوية مع الطفل تكون بمثابة طوق نجاة له من العديد من المشكلات والتخلص من السلبيات التي قد تعترض طريق حياته من صغره، فكوني الصديق المخلص، والحضن الدافئ الذي يشعره دوما بالأمان، فبذلك ستكونين المرشد والمعلم الأول الذي يثق فيه دوما.
 
ثالثا: كوني مراقبة جيدة له
راقبي أفعاله وأقواله وأربطي بينهما لتنتبهين بسرعة في حال شعورك بأن طفلك يكذب، حتى تستطيعي توجيهه في الوقت المناسب.
 
رابعا: انتبهي لأصدقائه
يجب عليك التعرف على أصدقاء ومراقبتهم والتعرف غلى أسرهم، فقد تكونين معلمة جيدة لطفلك، لكنك لا تعلمين ما يفعله ما أصدقاؤه، فقط تأكدي من أن سلوكهم لا يختلف عن سلوك طفلك.
 
خامسا: تعريف الكذب للطفل
في مرحلة عمرية معينة يكون طفلك قادر على فهم ما تقولين، لذا عرفيه بالكذب وبأثاره السلبية المدمرة لشخصية الفرد ومستقبليه، وأنه سلوك غير مرغوب فيه ويجلب العديد من المشاكل.