رسائل أم إلى ابنتها المراهقة

الرياض – شروق هشام 
 
في الوقت الذي يستعد فيه الغالبية للاحتفال مع أمهاتهم بيوم الأم، تبقى أمهات الفتيات المراهقات الأقل حظاً في التقدير والاحتفال من قبل بناتهن، ويكون الأمر صعباً جداً على الأم لتدرك أنها لم تعد تحتل المركز الأول والأكثر أهمية في حياة ابنتها المراهقة. 
 
لا شك أن العلاقة التي تجمع بين الأم وابنتها تمر في فترة المراهقة بمراحل انفصال لتعود أواصرها وتتبلور في مراحل أخرى، ومن المؤسف أن العديد من المراهقات ينسين أن القرب من الأم يقدم الدعم النفسي للنمو، ويخفف من مشاعر الكبت والقلق والخوف، ولكنّ الأمر الجيد هو أنّ هذه فقط مرحلة مؤقتة وستنتهي. 
 
علقت على هذا الموضوع الاستشارة النفسية سهير محمد، حيث أوضحت أننا لو توغلنا بأعماق كل أم سنجد بداخلها العديد من الرسائل التي تتمنى ايصالها إلى ابنتها المراهقة، من شأنها إعادة التوازن في علاقتهما، 
وأهم هذه الرسائل:
 
-أحبكِ رغم كل شيء: 
يجب أن تدرك المراهقة أن مشاعر الحب أو جسر المحبة الذي يجمع بينها وبين أمها هو أقوى الجسور في حياتها فهو معبر الأمان الحقيقي لها في المستقبل، ومهما حدث بينهما فان هذا الجسر قائم لا يتأثر ولا يتزعزع. 
 
-حاوريني: 
يلعب الحوار بين الأم وابنتها المراهقة دوراً أساسياً وفق تقريرات اختصاصيي علم النفس، فهو يقلّص فارق العمر بين جيلي الأمهات والبنات ويساعد البنات في تعزيز ثقتهن بأنفسهن ويحقق لهن الاستقلالية. 
 
-صارحيني: 
المصارحة تبقي الأمهات قريبات من بناتهن ومطلعات على مشكلاتهن وهمومهن، ما يمكّنهن من التدخل السريع عند الحاجة.
 
-انصتى إليّ: 
إذا تحدثت الأم وكررت نفس الكلمات ونفس الحديث آلاف المرات، فعلى المراهقة ألا تضجر منها وأن تنصت لها وتستوعب نصائحها بشكل كامل.
 
-تحملي قسوتي: 
يجب أن تتذكر المراهقة أن قسوة أمها عليها من أجل مصلحتها فقط.
 
-لا تغلقي الباب في وجهي: 
كثيراً ما تغلق المراهقة الباب بقوة في وجه أمها وتتصرف كأنها خصمها، وقد يجبر ذلك الأم على التعلق أكثر فأكثر بسلطتها، فتزداد الأمور سوءاً.
 
وأضافت الاستشارة النفسية نصيحة إلى المراهقات فقالت: "عندما تكون العلاقة بين الأم وابنتها غير سوية ولا تقوم على العناصر والرسائل السابقة، فإنَّ مشاكل عديدة سوف تتعرض لها الفتاة منها اللجوء إلى غرباء تظن أنَّهم متنفس لها وبديل عن الأم الحنون، ومن يستمع لها ويرشدها، وقد يكون الشخص الذي تلجأ إليه الفتاة لا يمتلك مقومات الارشاد أو النصيحة فتقع في متاهات لا تحمد عقباها، أو حتى قد تلجأ إلى وسائل الاتصال الحديثة التي أصبحت عند هذا الجيل سيفاً ذا حدين، كما قد تقع الفتاة فريسة أشخاص يصطادون في مثل هذه الحالات في الماء العكر، وهناك شباب وفتيات قد سقطوا في مدارك الفتنة والضياع لأنَّهم لم يعيشوا الأمان في أسرهم وبشكل خاص الأم، ولم يتسلحوا بالوعي الكافي، ولم يقدموا على المصارحة الفعلية لبعض مشاكلهم خوفاً أو كرهاً".