طفل الإثني عشر: ماذا يحتاج من والديه؟

طفل الإثني عشر: ماذا يحتاج من والديه؟

14 يناير 2014
دبي ولاء حداد
 
قد يغيب عن بال الأمهات والآباء أهمية مرحلة ما قبل المراهقة عند أطفالهم سواء الذكور أو الإناث، ويتصرف الكثير مع أطفالهم على أساس أنهم مازالوا أطفالا صغاراً،  ولا يعلمون أن لهذه المرحلة التي تبدأ من سن التاسعة وتنتهي في سن الإثني عشر بالمتوسط شكلا مختلفا عن مرحلة الطفولة وكذلك مرحلة المراهقة، كما وتعتبر مرحلة مهمة جداً في تكوين مشاعر وميول الأطفال وتصرفاتهم استعدادا لسن المراهقة وتعتبر أيضا مرحلة هادئة نوعاً ما وكأنها استعدادا للمراهقة الصاخبة المتفجرة المشاعر والتصرفات.
 
تسمى هذه المرحلة العمرية للأطفال مرحلة الطفولة المتوسطة، أي أنهم لم يعودوا صغاراً ولم يبلغوا بعد مرحلة المراهقة، كما تسمى هذه المرحلة أيضاً مرحلة الكمون كما أطلق عليها العالم فرويد، حيث تكاد تنعدم المشاعر الجنسية في هذه المرحلة، ويصبح التركيز أكثر على الهوايات والنشاطات والألعاب الجماعية.
 
الأطفال في مرحلة ما قبل المراهقة يعيشون أفضل مراحل نموهم، وهي مرحلة تكوين الصداقات القوية، وتفريغ الطاقات بشكل أكبر من قبل، وكذلك ينمو لديهم فهم الشخصيات والتفريق القوي بين الحق والباطل، وبين المفيد والضار، وتختلف نظرتهم نحو المواقف والأمور اليومية لتصبح أثر نضجاً، حتى أن مفهوم الدراسة والتعلم يزداد لديهم، فيبدأون بتعلم أنواع رياضات مختلفة ونشاطات جديدة، ويصبحون أكثر استقلالية بشخصياتهم التي تتضح وتتبلور عما قبل، وفي هذه المرحلة أيضاً تبدأ أحلامهم المستقبلية الواقعية واختيار أي المهن التي يفضلونها لنفسهم عملياً.
 
مع كل هذه التحولات ينبغي على الأهل دعم الأطفال في هذه المرحلة كثيراً، وتوفير احتياجاتهم الخاصة ومساعدتهم في صقل المواهب والخبرات، ومنحهم ما يطلبونه من أجل الهوايات والألعاب والنشاطات بشكل معقول، وترك مساحة من الحرية لهم مع المراقبة اللامباشرة لتصرفاتهم وانفعالاتهم، والتركيز على الأمان والاستقرار في المنزل، وإعطائهم الإحساس الكامل بقيمتهم وكيانهم كعضو مهم في العائلة لتتعزز الثقة في النفس وبالتالي تستقر العواطف والجوانب النفسية والاجتماعية، حتى يدخلوا في مرحلة المراهقة بشكل سليم وينتهوا منها دون خسائر نفسية، وبتصرفات عقلية وسوية، ويعيشوا كل مراحل حياتهم على أكمل وجه.