انتبهوا لتأثير الخلافات الزوجية على الأطفال

مهما تقارب الزوجان فكريا واجتماعيا وتعليميا ومهما كان بينهما حب وتفاهم فلكل منها شخصيته وطباعه المختلفة عن الاخر لذلك لا يخلو اي من منزل زوجي من المشاكل والنقاشات والخلافات بكل درجاتها الكبيرة والصغيرة.
 
فما تأثير كل ذلك علي الاطفال وكيف يمكن تداركه؟!
 
من الموكد أنه كلما زادت حدة الخلافات زاد تأثيرها على الابناء مهما كانت أعمارهم فلا فرق بين صغير وكبير.
 
فالصغير سوف يتأثر من الاصوات والصراخ والنقاش الحاد الذي يترك بنفسه نوع من الكره تجاه أحد الوالدين وغالبا ما يكون الأب وقد تدفعه هذه الأمور للاكتئاب الذي قد يعبر عنه بالبكاء أو كثرة الصراخ أو التراجع الدراسي والصحي. وستبقى بذهنه كثير من المشاهد لا يمكن نسيانها كأنها اصبحت محفورة بذاكرته مهما تقدم بالعمر خصوصاً وأن كان هناك نوع من أنواع العنف يتعرض له أحد الابوين.
 
أما بالنسبة للأبناء المراهقين وكذلك الشباب فسيكون للمشاكل تأثير أصعب فقد يتطاول أحدهم على أحد أبويه كنوع من الدفاع عن الطرف الاخر أو حتى التحيز لاحدهما وهذا يعمق الخلاف في العائلة وقد يؤدي إلى التشتت.
 
ومن جانب آخر قد يكره الابناء أجواء المنزل المشحونة بالمشاكل فلا مكان للأمان والاستقرار ويبدأون بالابتعاد اكبر وقت ممكن عن المنزل أو تركه كليا ومن المعروف أن هذا له نتيجة سلبية على السلوك والاخلاق هذا ولا ننسي أن هؤلاء الأبناء على اختلاف أعمارهم قد يتطبعون بما يشاهدونه من صراخ وانفعالات غير حسنة.
 
إذاً على الابوين اولا الاقتناع بأن المشاكل والخلافات لها تأثير على الاطفال لا يمكن تجاهله وينبغي الاتفاق على أساليب نقاش محترمة وعدم إشراك الابناء في أي خلافات وإن أمكن وهو الافضل ألا يكون الخلاف أمام الابناء أو في وجودهم إما بالخروج من المنزل أو الدخول إلى غرفة مغلقة. والاهم ان يعملوا أن أصعب مشهد يراه الطفل في حياته هو والده ووالدته أثناء الخلاف ولن ينسى ذلك حتى لو تصالح الأبوان.