د. معتز كوكش: مخاطر محتملة على الاطفال من استخدام الشبكة العنكبوتية

في عصرنا الحديث أضحى الإنترنت الأداة الرئيسة في التواصل والتعلم لدى الكبار والصغار على حد سواء، مع فارق أن الأطفال في هذا العصر أصبحوا أكثر معرفة وإطلاعا من والديهم. والعالم الضيق بدأ يتسع شيئاً فشيئاً أمام أطفالنا من خلال شبكة الانترنت. ويعتبر عنصر السلامة مسألة مهمة تشغل بال الكثيرين من معلمين ومربين مع العلم أن الخطر لازال محدقاً في استخدام أداة الإنترنت حتى وقتنا هذا.
 
ومع تزايد استخدام الأطفال للإنترنت وغياب آليات الحماية الفاعلة لمراقبة ما يحدث على هذه الشبكة العالمية كان الأطفال في أحيان كثيرة ضحية لعمليات الاستدراج والاستغلال وللممارسات غير الإنسانية، ومن هنا كان لزاماً على الدول إيجاد آليات فاعلة لحماية الطفل من أي ممارسات.
 
وأثبتت دراسات ذات صلة أن تأثير مشاهد العنف في والإنترنت والأفلام والعاب الفيديو والعاب الكومبيوتر على الأطفال حتى سن 18 سنة، تحد من استثارة التفكير والعواطف، فتؤدي إلى سلوك عدواني لدى الأطفال، وتزيد من احتمال تعرض هؤلاء الأطفال عند كبرهم للاضطربات النفسية والتعود على الكحول والمؤثرات العقلية وحتى ارتكابهم الجريمة.
 
ومع تنامي الإعلام الالكتروني، فقد تزايدت أعداد الشكاوى من المضايقات الالكترونية، أو ما يسمى "التخويف الالكتروني"، إضافة إلى مضايقات التحرش الجنسي وأنواع أخرى من حوادث الإيقاع بالضحايا.
 
ورغم أن شتى الدراسات تعتمد على تعريفات مختلفة، وعلى طرق متنوعة للقياسات الخاصة في هذا المضمار، إلا أنها تشير إلى أن ما بين 9 و34 في المائة من المراهقين والمراهقات في الولايات المتحدة يقعون ضحية للمضايقات الالكترونية (التي تعرّف بأنها نوع من التهديد او التخويف او القذف، لكنها ليست مضايقات جنسية).
 
كما تشير الى ان ما بين 4 و21 في المائة من الأشخاص يقفون وراء هذه المضايقات. وأظهر استطلاع أميركي اجري عبر الهاتف للأطفال والمراهقين بين أعمار 10 و17 سنة، أن 13 في المائة منهم قد تسلموا نوعا ما من رسائل التحرش الجنسي الالكترونية خلال السنة المنصرمة، منهم 4 في المائة تسلموا رسائل ملحة للالتقاء بهم في الخارج.
 
وفي هذا الصدد قال الدكتور معتز كوكش الخبير في تقنية المعلومات ومكافحة الجرائم الالكترونية ان الاطفال يحبون البحث والغموض ومع رفض الآباء للكثير من استخداماتهم فإنهم يلجؤون إلى استخدام الدهاء وإخفاء الكمبيوتر عن والديهم وهم يقومون وبعفوية التسجيل في لعبة أو الاشتراك في خدمة غرف الدردشة مع أنهم لا يفهمون عواقب الكشف عن معلومات شخصية للغرباء. بل قد يقعون في شراك البحث عن صورة وأو أي نوع من التلميحات الإباحية.
 
وحول المخاطر المحتملة التي يمكن ان يواجهها الاطفال عبر الشبكة قال الدكتور معتز كوكش ان ما يسمى بـ"drive-by downloads" (أي تلك البرامج التي تحمل على جهاز الحاسوب الخاص بك تلقائيا عندما تتصفح الانترنت)؛ اضافة الى خطورة نقل العدوى مثل خلال برامج تشارك الملفات (P2P) التي تتيح للمستخدمين الآخرين الاطلاع على الملفات الموجودة في حاسوبك.
 
واضاف الدكتور كوكش ان الإعلانات غير المرغوبة بما فيها النوافذ الدعائية وبرامج الإعلانات الموجهة: بعضها ينصب على جهازك من الانترنت تلقائيا مع البرامج المجانية؛ المواقع الإباحية؛ اضافة الى غرف الدردشة والتحرش الالكتروني.
 
ما هي الخطوات التي يتوجب علي اتباعها لأحمي أطفالي؟
 
يقول الدكتور معتز كوكش ان هناك خطوات يجب على الاهالي اتباعها في حماية اطفالهم وتتلخص في :
 
•تحدث إلى أطفالك عن المخاطر التي يمكن أن تواجههم في الانترنت وذلك بسرد القصص (حتى لو كانت وهمية).
 
•ثبت جهاز الحاسوب في غرقة الجلوس وحاول قدر الامكان ان تكون الشاشة مكشوفة للجميع.
 
•مصادقتهم في الشبكة العنكبوتية: شجع أطفالك على التحدث عن تجاربهم في العمل في الانترنت وكل ما يزعجهم.
 
•التاكد من حصول كل جهاز على نسخة اصلية من برامج Internet Security  وان لا تكون برامج مقلدة