ضرب الأم أمام الأطفال

إن أحد أشد المخاطر النفسية التي يمكن أن يتعرض لها الطفل هي رؤية أحد ابويه يتعرض لخطر جسدي من أي شخص، فكم سيكون من المريع في مسألة العنف المنزلي أن يشاهد الطفل أحد والديه يمارس عنفا جسديا ضد الآخر خصوصاً وإن كانت الأم هي التي تتعرض لنوع من أنواع العنف. فالضرب أحد هذه الأنواع التي تؤذي الطفل عند مشاهدته أمه بهذا الحال.
 
علقت المستشارة الأسرية هناء حجازي على ذلك قائلة: "مما لاشك فيه أن الطفل بالطبع يتأثر تأثرا نفسيا شديدا حين يرى أمه تتعرض للأذى من قبل أبيه. وقد أثبتت الدراسات أن ثلث الأطفال الذين يشاهدون أمهاتهم يتعرضون للضرب يعانون من مشكلات سلوكية ونفسية. منها القلق والخوف والتأتأة والبكاء المتكرر والأرق ومشكلات في الدراسة هذا بالإضافة إلى مشاعر الحزن التي تصيب الطفل والتي قد تؤدي إلى إصابته بالكآبة، وكذلك إحساسه بالعجز عن حمايه أمه من ذلك الأب، خاصة عند الأولاد في سن المراهقة وما فوق".
 
وأضافت المستشارة أن "الأولاد الذين يشاهدون آباءهم يضربون أمهاتهم عرضة لأن يمارسوا نفس الفعل على زوجاتهم لاحقا. بينما البنات اللاتي يشاهدن ذلك يكبرن ليتقبلن هذه المعاملة من الزوج بشكل أكبر من غيرهن من الفتيات".
 
واردفت: "أخيرا إن هذه الآثار التي ذكرناها تجعل من المهم ألا تقبل المرأة هذا العنف على نفسها لأنه لا يؤثر فقط على صحتها ونفسيتها بل هو يؤثر أيضا وبشكل مباشر على أولادها. فالأم التي تقبل هذه المعاملة وهذا العنف حتى تحافظ على البيت والأولاد  يجب أن تعلم أن ذلك ليس مبررا لتتعرض للعنف وليس قرارا صالحا من أجل الأولاد، لأن الأضرار التي يصاب بها الأطفال من العيش تحت سقف بيت من هذا النوع تكون أشد خطورة من الجانب النفسي والاجتماعي على الأطفال من العيش مع والدين مطلقين".