كيف تربين الأطفال المعنفين؟

الإهمال والاعتداء الجسدي أو الجنسي والاعتداء العاطفي أو النفسي هي أشكال العنف التي يتعرض لها الأطفال عموماً وتختلف نسبة كل نوع بحسب المجتمع والبيئة المحيطة.
 
ولكن ما يهمنا الآن هو كيفية التعامل مع الطفل المعنف وكيفية تربيته وتحسين نفسيته وتفادي الآثار السيئة التي تنتج من جراء العنف الذي تعرض له الطفل.
 
أجابتنا عن هذه الأسئلة أخصائية الخدمة الاجتماعية نيفين عشو التي اوضحت: 
 
للعنف آثار جمة على نفسية الطفل ونشأته وأخلاقه وحتى صحته، وتختلف تلك الآثار حسب نوع العنف الذي تعرض له، ولكن بشكل عام كلها آثار لا تحمد عقباها تظهر نتائجها على الطفل بعد التعرض للعنف مباشرة وتبعاتها تظهر على سلوك الطفل وشخصيته ونفسيته لاحقاً.
 
التشخيص المبكر.. علاج 
 
علاج الطفل بوقت مبكر قدر المستطاع خصوصاً في حالات زوال العنف عن الطفل، أو إذا كان العنف من خارج المنزل كالمدرسة أو الشارع أو أي مكان آخر بعيد عن المنزل أمر يمكن السيطرة عليه وتداركه وذا آثار قليلة نوعاً ما.
 
أما في حال عدم زوال العنف واحتمالية تكراره وأن يكون نابعاً من أحد أفراد العائلة المقربين، فهنا تكمن الصعوبة في العلاج، والذي قد يتطلب جهدا أكبر ووقتا أكثر.
 
الأهل.. المعالج الأول
 
وأضافت الاخصائية أن الأم أو الأب هما المعنيان بعلاج الطفل المعنف أكثر من الاخصائي نفسه، وعن أساليب العلاج  لا بد أن نعلم أنها تختلف حسب نوع العنف الذي تعرض له الطفل وبشكل عام أهم تلك العلاجات هي:
 
-إبعاد الطفل المعنف بشكل نهائي عن الشخص الذي صدر منه العنف قدر المستطاع.
 
-خلق جو الأمان والاستقرار والاطمئنان للطفل أهم مراحل العلاج.
 
-استخدام التفريغ الوجداني ودفع الطفل للتكلم عن مشكلته وعن مخاوفه وشعوره مما حدث.
 
-دعم الطفل نفسياً وعاطفياً فالأطفال يتميزون بالمرونة ويتكيفون مع الأوضاع الجديدة بسهولة.
 
-عدم لوم الطفل بأي شكل من الأشكال أو وضع الخطأ عليه، أو أنه السبب في ما حصل له من عنف.
 
-الرسم التعبيري طريقة جيدة جداً للطفل الذي لا يستطيع التعبير بالكلام، وطريقة ناجعة لإيصال المعلومات له.
 
-الدراما أوالتمثيل أيضا أسلوب رائع للتفريغ النفسي مع الأطفال والكبار و يحدث من خلال تمثيل الوقائع التي تحدث مع الطفل ومن الممكن أن يجسد الطفل مخاوفه ويسقط غضبه وخوفه من الأحداث التي يمر بها.
 
-إشراك الطفل بنشاطات وألعاب مع أطفال آخرين حتى يفرغ الطاقة السلبية من داخله، فالأطفال يعبرون عما بداخلهم عن طريق اللعب.
 
-الاهتمام بصحة الطفل الجسدية والاهتمام بغذائه ونومه، نقطة مهمة ليتقبل الطفل العلاج بشكل جيد.
 
أما في الحال عدم زوال العنف عن الطفل ووجود الشخص المعنف بشكل دائم ينبغي المتابعة مع اختصاصي لأن الأمر سيكون بالغ الخطورة على الطفل من كافة الجوانب.