تعرفوا على العادات التراثية في الأعراس الفلسطينية

ما زالت معظم الأعراس الفلسطينية تحتفظ بمراسمها التراثية المتناقلة عبر الأجيال على الرغم من محاولات الاحتلال طمس الهوية الفلسطينية. فهذه المراسم التراثية يمكن ملاحظتها سواء داخل فلسطين أو حتى في الأعراس الفلسطينية خارج الوطن التي تحمل معها بعضاً من ذاكرة أرضها وأجدادها من خلال الاحتفال بحفلات الزفاف وفق الطقوس الفلسطينية.

وعلى الرغم من انتشار ظاهرة لجوء البعض إلى الأعراس العصرية في صالات الأفراح في فلسطين إلا أن جزءاً من العرس سيحمل بالتأكيد تراث الهوية الفلسطينية سواء من خلال ليلة الحناء التي يتم تنظيمها بطريقة تراثية أو من خلال الأغاني الشعبية الفلسطينية والرقصات الوطنية خلال حفل الزفاف.

وفي المجمل فإن التقاليد الفلسطينية في تنظيم الأعراس تتشابه مع مثيلاتها في بلاد الشام سنتعرف على أبرز ملامحها:

ليلة الحناء في فلسطين

ينظم الفلسطينيون "ليلة الحناء"، سواء للعريس أو العروس، قبل ليلة من الزفاف وخلالها يجتمع أصدقاء العريس في سهرة شبابية معه بينما تدعو العروس صديقاتها وقريباتها للاحتفال حتى ساعات متأخرة من الليل.

بالنسبة لسهرة العريس فإن أصدقاءه يجتمعون للسهرة معه في ساحة واسعة، وتبدأ السهرة بالدبكة المشهورة عند أبناء القرى والمدن الفلسطينية عامة، مترافقة مع الأغاني التراثية التي توارثوها مثل العتابا والميجانا والسماح والزجل والمواويل الشعبية ورقصات "الطيارة" و"الدحية" مترافقة مع حركات الرقص التراثي.

أما بالنسبة إلى سهرة حناء العروس فتسهر النساء في المنزل مع عروستهن والبعض بات يفضل تنظيم هذه الليلة في الصالات مع الحفاظ على تقاليد هذه الليلة التراثية إذ يغنين النساء أغاني تراثية والبعض يستقدم مطربة شعبية لإحياء هذه الليلة. وخلال هذه السهرة تطل العروس على الضيوف بأجمل الثياب التي تبدلها مرارا خلال السهرة ومن ضمنها تتألق بـ"الثوب الفلاحي المطرز" وبعض الملابس التراثية أيضا.

عروس فلسطينية بثوب مطرز ليلة الحناء

ويتم خلال هذه الليلة نقش الحناء للعروس بعد أن يأتي أهل العريس الى السهرة، وفي بعض المناطق الفلسطينية يقوم العروسان بجبل الحنة سوياً ومن ثم نقش الحناء على يد العروس والضيوف. وطريقة تقديم الحناء يجري بأسلوب مميز حيث يتم وضع صرر الحناء على صينية كبيرة مزينة ترقص بها العروس ثم يتم توزيعها على الحاضرات.

 

View this post on Instagram

A post shared by Palestinian.weddings (@weddings.of.palestine)

 

جانب من ليلة حناء تم تنظيمها في قاعة:

 

View this post on Instagram

A post shared by Palestinian.weddings (@weddings.of.palestine)

 

يوم الزفاف الفلسطيني

تنقسم حفلات الزفاف في فلسطين إلى أسلوبين. فالغالبية العظمى من الفلسطينيين ما زالوا يتجهون نحو تنظيم حفلات زفاف تقليدية تراثية تحافظ على هويتهم حتى في خارج الوطن بينما يتجه البعض إلى الصالات لتنظيم حفلات زفاف عصرية.

بالنسبة إلى الزفاف التقليدي فإن الكثير من أهل القرية يهبّون لمساعدة أهل العروسين في التحضير للزفاف خصوصا في ما يخص تحضير وليمة عرس كبرى يتم خلالها ذبح الخراف لإعداد الطعام.

كذلك فإن أصدقاء العريس يقومون في يوم الزفاف بمساعدته في الاستحمام وارتداء ملابسه الجديدة ورش العطور. وعند خروج العريس بعد الاستحمام تكون ثلة من الشبان ينتظرونه ليزفوه بالأغاني التراثية مثل "طلع الزين من الحمام، الله واسم الله عليه".

يرافق الموكب العريس الى مكان الحفل ويستمرون بالغناء له إلى حين موعد الغداء حيث يتم إقامة مأدبة الغداء للضيوف ثم يواصلون الأغاني حتى العصر ثم يزفونه إلى منزل عروسته برفقة الحضور وفي سيارات مزينة بالزهور والأكاليل التي تطلق أبواقها حتى الوصول إلى منزل العروس.

وعند وصول العريس يتم زف العروس إليه بواسطة والدها وأخوتها وأعمامها واخوالها ويصطحبها العريس إلى المنزل الزوجي في الموكب الحاشد نفسه.

 

View this post on Instagram

A post shared by Palestinian.weddings (@weddings.of.palestine)

 

ومن التقاليد في بعض المناطق  بأن يسارع العريس إلى عش الزوجية فيكشف عن وجه عروسه، ويقدم لها الهدايا، ثم يعود إلى الرجال للسهر معهم واستئناف جولة جديدة من الاحتفال.

العرس الفلسطيني العصري

الصورة بين العرس الفلسطيني التراثي تختلف عما هو عليه في العرس الفلسطيني العصري لناحية الطقوس والحضور وتقديم الطعام والكثير من التفاصيل الأخرى.

فعندما يرغب العروسان بتنظيم حفل زفاف عصري فإنهم يتجهون إلى اختيار قاعة زفاف في أحد الفنادق، وتكون حفلة الزفاف مختلطة يجتمع فيها أهل العروس وأهل العريس، والأصدقاء والأحباء على عكس العرس التراثي الذي يتم فيه تنظيم احتفالين منفصلين عند اهل العروسين. وعلى الرغم من أن بعض العرسان في الأعراس العصرية يقومون باختيار زفة تراثية تعبر عن الهوية الفلسطينية وكذلك بالنسبة لبعض الأغاني إلا أن جزءا آخر يتجه لاختيار الموسيقى والاغاني الشرقية والغربية على حد سواء وتشهد الحفلة رقصات شرقية واخرى غربية بحسب الأغاني التي يتم تشغيلها.

 

View this post on Instagram

A post shared by Palestinian.weddings (@weddings.of.palestine)

 

أغلب هذه الحفلات يتجه إليها الشباب في مراكز المدن والمحافظات الفلسطينية، وهذه الأعراس، غالبا لا يجري فيها إطلاق للنار تعبيرا عن الفرحة والبهجة كما يحصل في حفل الزفاف التقليدي خصوصا في القرى والأرياف، بل تقتصر طقوسها على الرقص الغربي والرقص المحلي وبعد الانتهاء من العرس يتم نقل العروس إلى بيت الزوجية في موكب من السيارات يتم خلالها إطلاق  الزمامير والزغاريد.

في هذا الفيديو تشاهدون جانب من الأعراس الفلسطينية العصرية:

 

View this post on Instagram

A post shared by Palestinian.weddings (@weddings.of.palestine)

 

يُشار إلى أن مقاطع الفيديو ومعظم الصور تم الحصول عليها من صفحة weddings.of.palestine على انستغرام.