إرتكاب الأخطاء ليس عيباً و لكن... ؟

من يدّعي أنه لا يخطئ فقد أخطأ في حق نفسه أولا، ومن أعاب على من أخطأ فقد نسي أخطاءه التي يحاول أن يتبرأ منها وكأنه إنسان معصوم وبلا خطيئة مهما كانت. فالإنسان يخطأ ليتعلم لا ليتبرأ من الخطأ، وإذا تبرأ منه وهو على ظهر الأرض لن يستطيع ذلك وهو في باطنها، ألا نظرة بتعقل يا من لا تعترف بخطؤك وتحب أن تظهر بدون خطيئة.
 
غاليتي، ما من إنسان على وجه الأرض إلا وأخطأ، والخطأ ليس عيبا ولكن الإستمرار والتمادي فيه هو العيب بعينه، وهو إصرار يلحق بصاحبه أذى كبيرا، فلا تيأسي من أخطائك بل قومي من نفسك وارجعي لربك وهو كريم يحب الخطائين ويحب التوابين المتطهرين.
 
ألا تعلمين أن الله يفرح بتوبة عبده عن خطأ فعله ويغفر له، فلا تيأسي أبدا من روح الله، ولا تكوني بذلك ظالمة لنفسك، وقاتلة لها، حاكمة عليها بالسجن المؤبد في عالم من اليأس.
 
واعلمي أنه إذا تملك اليأس منك، ستزداد أخطاءك، لأنك تحملين نفسك ما لا طاقة لها به، وهو لومك الدائم وتوبيخك لنفسك وهو الأمر الذي يبقيك كما أنت خائفة، فاقدة الأمل في الغفران، غير واثقة من قدراتك وإرادتك في التغلب على أخطائك وتصليح ما أفسد رغما عنك.
 
فاسرعي بالتوجه إلى الله عز وجل، وستشعرين براحة لا مثيل لها، فإنه سبحانه لا يرد من يلجأ إليه، ولا يترك من يستنجد به، جربي ولن تندمين صغرت أخطاؤك أو عظمت فارجعي إلى الحي القيوم الذي بيده إصلاح النفوس والأمور، فلا تبخلي على نفسك بذلك أبدا.
 
لذا فاختلي بنفسك وحددي أخطاءك وأرسمي خطة جيدة لتفاديها في المستقبل وسجلي الدروس التي استفدتيها منها لتكون خبرة جيدة لكي عند المرور بنفس المواقف التي حدثت فيها الأخطاء.
 
وتذكري دوما أن الله عفو كريم يحب العفو عمن يطلبه.