لا تقعي فريسة الإضطرابات النفسية

القلق والخوف والوقوع فريسة لأفكار معينة، والميل نحو القيام بعمل أو سلوك معين، كرد فعل لموقف أو ظرف معين حدث فعلاً أو على وشك الحدوث، يُعتبر شيئاً طبيعياً في حياة الإنسان اليومية، حيث أن هذه المشاعر حسب رأي خبراء الصحة النفسية ما هي إلا صمام الأمان، الذي يقوم بتحذير الإنسان من وجود خطر ما يهدد الجسم وضرورة تجنب هذاالخطر من خلال سلوك أو ردود فعل معينة.
 
وفي الواقع فإن الجسم يقوم عند حدوث مشاعر الخوف والقلق بسلسلة من التغييرات الفسيولوجية الداخلية التي من شأنها مساعدة الإنسان على التعامل مع موقف الخطر الوشيك سواء بالهرب من الموقف أو مواجهة الموقف. لكن عندما تصبح مشاعر الخوف والقلق شيئاً دائماً في حياة الإنسان اليومية وتزداد حدتهاإلى درجة التأثير سلباً على قدرته للقيام بوظائفه اليومية الحياتية بصورة طبيعية وبالكفاءة المعتادة، فإن هذه المشاعر السلبية تتحول إلى مرض أو بالأحرى مجموعة من الأمراض تُسمى مجتمعةبأمراض القلق النفسي.
 
وهذه الأمراض متفاوتة في الشدة وفي درجة الخطورة التي تشكلها على صحة الإنسان الجسمية (البدنية) أو النفسية.
 
وبما أن الجميع عرضةٌ لمثل هذه المواقف، فإننا بالتأكيد عرضةٌ لاضطرابات نفسية ستؤثر على حياتنا وأدائنا وقدراتنا الجسدية والفكرية، تأثيراً سلبياً قد يطال المحيطين بنا أيضاً في حال استحكمت بنا هذه الإضطرابات بشكل كبير ما قد يؤثر على حياتنا بشكل كبير ويدفعنا نحو مشاعر سلبية تؤذينا جسدياً ونفسياً.
 
لذا ننصحك بعدم الوقوع فريسةً لأي اضطرابات نفسية قد تؤذيك وتسلبك السعادة والإطمئنان الضروريان في حياتك، وتعلَمي مواجهة أي اضطرابات بالصبر والحكمة والروية لمعالجتها قبل أن تكبر وتستفحل.
 
إن الحياة اليومية ما هي إلا سلسلةٌ من المواقف والتجارب المريرة والسعيدة، ولا مفر منها مهما حاولنا. فلنكن على استعداد جسماني ونفساني لمواجهتها والتعلم والإستفادة منها قدر الإمكان، وليكن سلاحنا الدائم لمواجهتها هو التوكل على الله والثقة بالنفس وتطمين الذات على أن هذه الإضطرابات ما هي إلا مرحلة مؤقتة ستمر بسلام إن استطعنا الصمود بوجهها.