أنثري رذاذ سعادتك على الآخرين

إنه موسم الأعياد، ونهايةٌ لسنة مضت واستقبالٌ لسنة جديدة. موسمٌ يعكس فرحته على الجميع، الصغير منهم والكبير، إن كان بتبادل الهدايا أو بالزيارات الإجتماعية أو السفر والرحلات. فلمَ لا تفكري في نهاية سعيدة لهذه السنة وبداية أسعد للسنة القادمة؟
 
يُقال أن الهدية رمزٌ للمحبة أكثر منها قيمةٌ مادية، فهي تعبيرٌ عن محبتنا ومودتنا للآخر. وقد فسَرها الإخصائي النفسي "صامويل لوباستي" بكونها تشبه الغذاء الممنوح من الأم لولدها، بحيث أنه لا توجد أمٌ تُرضع طفلها غير الحب والحنان أو تعطيه لقمةُ لا تمتزج بحبنها ومودتها له. إذن لتكن الهدية أفضل تعبير لأحبائك في هذا العيد، مهما كانت وكيفما كان سعرها. والصغار يحبون الهدايا أكثر، فاختاري لهم هدايا تفرحهم وتدخل السرور إلى قلوبهم، والأفضل أن تكون من المفضلة لديهم أو يرغبون باقتنائها.
 
تبادل المحبة
تقول الكاتبة ليلى شحرور: "ما نحتاجه فعلاً في هذا العالم أن ندرك كيف نحب الآخرين ونستغلّ الأشياء، عوضاً عن استغلال الآخرين وحب الأشياء".
 
كل يوم، نطمح للمزيد من الأشياء الجميلة، فننسى الآخرين أو نتجاهلهم وتصبح للأشياء المادية قيمة أكبر لدينا من الناس الموجودين في حياتنا. وكم من مرة قمنا باستغلال الأفراد للوصول إلى الأشياء، وهي أبشع ما نعيشه في هذا الزمن المادي.
 
إذن، لتكن الأعياد فرصةً لنا لحب الآخرين لا حب الأشياء، وليكن تبادل المحبة معهم مثل تبادل الهدايا. تبادلٌ نقيٌ خالصٌ لا شائبة فيه، لنثر المحبة والسعادة في عائلاتنا ومع أصدقائنا وأحبتنا. قد تكون فرصتنا الأخيرة للتمتع معهم بهذه المحبة، إذ من يدري إن كنا نحن أو كانوا هم المفارقون في العام القادم. 
 
كل شيء يأتي ويذهب، إلا المحبة تبقى في القلوب والعقول والذكريات أبداً. فلتكن محبتك طاغيةً هذا الموسم، وانثري رذاذ سعادتك على الآخرين. 
 
لنحتفل معاً
موسم الأعياد هو موسم الإحتفالات، فليكن لك إحتفالك الخاص مع عائلتك. من تزيين البيت، إلى إعداد الأطباق الشهية، إلى تبادل الهدايا والتسامر والتواجد معاً، كلها أساليب للإحتفال الأفضل مع من نحب. فليجتمع الجميع كباراً وصغاراً لتبادل الهدايا وتناول الطعام والأحاديث والأخبار والضحكات معاً، فلا أجمل من أن تحتفلوا معاً.
 
يمكنكم أيضاً نشر جو من الفرحة والغبطة على الآخرين، خاصةً المحرومين. أعطي لنفسك ولعائلتك درساً قيَماً بمساعدة المحتاجين، إن من خلال تحسين أوضاعهم أو التبرع لهم بأشياء يحتاجونها. إن أعظم أنواع العطاء هو منح السعادة للآخرين، وهذا الموسم هو الوقت الأمثل لتكوني وعائلتك سبباً في سعادة محتاج على وجه هذه البسيطة.
 
عسى أن تحمل السنة القادمة بشائر الخير والحب للجميع.