إدفع الملايين واستأجر المشاهير!

تعتمد حفلات أعياد الميلاد، الزفاف، عيد الزواج، النجاح وغيرها من المناسبات السارة في نجاحها على استئجار المطربين والمطربات والراقصات والفرق الاستعراضية أو حتى الساحر ليقوم ببعض الخدع البصرية. وهذا بغرض الترفيه عن المدعوين وخلق جو من الأنس يجعل منها ليلة لا تنسى. وبغض النظر عن وجود اي وسيلة ترفيه في تلك المناسبة او غيابها، غير أن المحبين سيتقاطرون من كل حدب وصوب ليشاركوا صاحب الدعوة فرحته تلك، مثقلين بأسمى التمنيات بالتهاني والسعادة. غير أن استئجار هؤلاء الاشخاص أخذ مع مرور الايام منحىً آخر كلياً، ليشمل بعض المشاهير، بغض النظر عن مواهبهم الترفيهية، من ممثلين ورياضيين وعارضات ازياء أو حتى سياسيين وكتَاب وغيرهم. والهدف من هذا كله: جني المال والربح المضاعف. أما المناسبات التي يتم الاستعانة بهم فيها هي حفلات افتتاح المطاعم والنوادي والملاهي وتوقيع الكتب أو حتى لمجرد الظهور في مناسبة خاصة لاعبين دور "صديق العائلة" أو "احد المعارف" لصاحب الدعوة "الكريم". وهذا الظهور كفيل بان يزيد من شعبية صاحب المطعم أو الملهى ويزيد من نسبة الإقبال عليه. أما الثمن فهو بضعة ألوف او ملايين من الدولارات، وفقاً لتسعيرة هذا الشخص في بورصة المشاهير. ومما لا شك فيه أن هؤلاء المشاهير المطروحين برسم الإيجار يستغلون شهرتهم وحب الجماهير لهم إلى اقصى درجة، ولضخ المزيد من الأموال السهلة إلى جيوبهم العامرة. ويتحدث مايك إيسترمن وكيل شركة أميركية تؤمّن الشخصية المشهورة المطلوبة للمناسبات في أي مكان من العالم قائلاً: "في إمكان أي شخص أن يستأجر من يريد من المشاهير، لكن لكل منهم سعراً وتعرفة تتراوح بين ألف دولار و... مليونين.. فمن يرفض العرض يمكن إغراؤه بزيادة المبلغ". ويضيف إنه توجد شخصية مشهورة لكل ميزانية، وفي استطاعة كائن من كان استئجار الشخصية التي يريد للظهور في أي مناسبة يمكن أن تخطر على بال.. المهم توافر المال الكافي لدفع الإيجار.... ومن المؤكد أن وجود شخصية مشهورة في أي مناسبة سوف يجذب الكثير من المعجبين ووسائل الإعلام التي تريد تغطية تحركات الشخصية المشهورة، مما يعني تسليط الأضواء على المناسبة الخاصة أو العامة. وتقول شبكة «فوكس» التلفزيونية في تقرير مصور حول هذا الموضوع إن مسلسلات الواقع مثل «اميركان آيدول» و«ذا باتشيلور» و«سيرفايفر» و«جيرسي شور» وغيرها الكثير باتت منبعاً لمشاهير من الجنسين مستعدين لعمل أي شيء من أجل البقاء تحت الأضواء، خاصة إذا كانت الثروة تهبط مع هذه الأضواء. أما الشخصية التي تحتل المرتبة الاولى على قائمة أسعار مشاهير هوليوود، فهي الليدي غاغا، إذ إنها تشترط الحصول على مليوني دولار مقابل ظهورها في مناسبة خاصة أو عامة. و تحتل فرقة الروك "ميتاليكا" المركز الثاني في القائمة بعد الليدي غاغا.. وتتقاضى هذه الفرقة المؤلفة من أربعة أشخاص مليوناً وخمسمائة ألف دولار. وفي المركز الثالث يأتي المغني أرماندو بيريز المعروف باسمه الفني «بيتبول»، وهو في الحادية والثلاثين من عمره ويتقاضى ثلاثمائة ألف دولار. المركز الرابع يحتله المغني والموسيقي والراقص ومؤلف الأغاني شافر سميث المشهور باسمه الفني ني – يو ( 33 عاماً) وهو يتقاضى مائتي ألف دولار مقابل ظهوره في مناسبة خاصة أو عامة. يقول متعهدو العديد من الشركات العاملة في مجال استئجار المشاهير إن في الإمكان استئجار كيم كارديشيان بمائة وخمسة وعشرين ألف دولار. ومن المعروف أن كيم شاركت في العام الماضي في افتتاح محل تجاري في "دبي مول" لقاء مبلغ مماثل. اما الممثل شارلي شين فتسعيرته مضاعفة لأنه يصر على الحصول على ربع مليون دولار مقابل الظهور في أي مناسبة عامة أو خاصة. وهو مستعد للسفر إلى أي مكان في العالم طالما أنه يحصل على المبلغ المطلوب، وهو يصر على السفر بطائرة خاصة يتعيّن على صاحب الدعوة توفيرها. وقد يكون المدعو كاتباً ومن الممكن الاستفادة من الحفل للتوقيع على نسخ من كتابه الجديد.. وفي هذه الحالة يمكن خفض قيمة الإيجار. ففي شهر فبراير الماضي وافقت الممثلة تيريسا غايدس بطلة المسلسل التلفزيونيReal Housewives of New Jersey على تلبية دعوة لحضور حفل فني مقابل خمسة عشر ألف دولار لأنها استغلت الفرصة لتقديم كتاب عن الطبخ من تأليفها. وفي عيد الحب 14 فبراير الماضي أيضاً لبت الممثلة والمغنية والراقصة بولا عبدول دعوة لحضور حفل للعزاب من الجنسين أقامه موقع على الإنترنت مقابل السماح لها بتقديم نماذج وتصميمات جديدة من المجوهرات التي تحمل اسمها في الحفل. وبالطبع جذب حضورها الآلاف من المشاركين الذين تسابقوا على شراء تلك المجوهرات. أما نجوم الرياضة، فيحظون في الولايات المتحدة بشهرة كبيرة بل إن بعضهم أكثر شهرة من سياسيي الصف الأول، وفي مقدمة نجوم الرياضة هذه الأيام يأتي لاعب كرة القدم الأميركية تيم تيبو الذي يتقاضى خمسين ألف دولار مقابل الظهور في أي مناسبة عامة أو خاصة. ويرتفع السعر إلى خمسة وستين ألفاً إذا كانت المسألة تتطلب السفر بشرط أن يتولى صاحب الدعوة دفع تكاليف السفر والإقامة كاملة. أما لاعب كرة السلة الأكثر شهرة شاك أونيل فتقدر ثروته بأكثر من خمسمائة مليون دولار وبالتالي يستحيل أن يقبل الظهور في أي مناسبة بمبلغ أقل من مائة ألف دولار. أما مايكل جوردان عملاق كرة السلة فيرفض الظهور في أكثر من مناسبتين طوال العام وتسعيرته تقارب المليوني دولاراً، لكن بعض قدامى الرياضيين يوافقون على الظهور في المناسبات الخاصة أو العامة مقابل مبالغ تتراوح بين خمسة آلاف وعشرين ألفاً. ومن المتعارف عليه بين العاملين في مجال استئجار المشاهير أن يدفع صاحب الدعوة مقدماً نصف المبلغ المتفق عليه ويدفع الباقي بمجرد وصول الشخصية المشهورة إلى موقع المناسبة قبل البدء بأي شيء. وعادة ما يتقاضى الوسيط ما نسبته عشرة في المائة من قيمة العقد. يقول الخبراء إن الكثير من الحوادث المؤسفة قد جرت في الماضي كأن يكون الداعي سدد المبلغ كاملاً لكن الشخصية المشهورة لم تحضر، أو العكس.. أن تلبي الشخصية الدعوة، وفي آخر لحظة يرفض الداعي الدفع وهنا تبدأ المشاكل القانونية التي لا نهاية لها. ومن المناسبات التي تحولت إلى فضيحة تحدثت عنها الصحف الأميركية قبل قرابة سنة، حفلة فنية خاصة أقيمت في أحد كازينوهات مدينة أتلانتا ودعيت لحضورها عارضة الأزياء المشهورة التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى التمثيل جانيس ديكنسون مقابل خمسة وسبعين ألف دولار عداً ونقداً. لكن المشكلة التي لم يتوقعها أحد بدأت مع وصول ديكنسون وهي في حالة سكر وإعياء شديدين حتى أنها لم تستطع الوقوف على قدميها مما أفشل الحفلة وسبب إحراجاً كبيراً لصاحبها ولمن اقترح اسم ديكنسون.