انتخاب شيخة ناصر النويس أميناً عاماً لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة 2026 – 2029
اختارت منظمة الأمم المتحدة للسياحة، بأغلبية أكثر من 160 دولة، سعادة شيخة ناصر النويس أميناً عاماً للمنظمة للفترة من عام 2026 إلى عام 2029، وذلك عقب انتخابها في مايو الماضي من قبل المجلس التنفيذي للمنظمة، بعد أن استكملت بنجاح خطوات الترشح والانتخاب والفوز وفقاً لبروتوكول المنظمة.
وجاء هذا الإعلان خلال مشاركة وفد دولة الإمارات برئاسة معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة، في اجتماع الجمعية العامة للمنظمة في دورتها السادسة والعشرين، التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض خلال الفترة من 7 إلى 11 نوفمبر الجاري.
شيخة النويس أميناً عاماً لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة
بهذا الاختيار، تصبح شيخة النويس أول امرأة في العالم وأول شخصية إماراتية تقود منظمة الأمم المتحدة للسياحة منذ تأسيسها قبل خمسين عاماً. ويعكس هذا الإنجاز ثقة المجتمع الدولي بالكفاءات الإماراتية ودورها في قيادة مستقبل السياحة العالمية، كما يعبر عن نجاح مسيرة دولة الإمارات في دعم وتمكين المرأة وترسيخ حضورها في مواقع القيادة الدولية.
أكد عبدالله بن طوق المري أن هذا الحدث يمثل لحظة تاريخية ليس لدولة الإمارات فحسب، بل للمنطقة العربية والقطاع السياحي العالمي، موضحاً أن اختيار أول امرأة لقيادة منظومة السياحة العالمية يجسد المكانة الدولية المرموقة للدولة في مجال السياحة ودبلوماسيتها الاقتصادية. وأشاد معاليه بدور القيادة الرشيدة في تمكين الكفاءات الوطنية وتقديم إسهامات مؤثرة داخل المنظمات الدولية، بما يعزز حضور الإمارات كشريك قادر على قيادة مبادرات التنمية الاقتصادية العالمية.

كما وجّه الشكر للدول الأعضاء التي دعمت ترشيح الإمارات، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز يحفز على المزيد من العمل لتعزيز مستقبل السياحة العالمية نحو مسار أكثر استدامة وازدهاراً.
أوضح معالي عبدالله بن طوق أن الإمارات استطاعت عبر العقود الماضية ترسيخ مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات السياحية عالمياً، مستندة إلى بنية تحتية متقدمة، واستثمارات استراتيجية ذات أثر طويل الأمد، وتنوع ثقافي يعكس قيم الانفتاح والتسامح. كما ساهم قطاع النقل الجوي في تعزيز موقع الإمارات كمركز عالمي للتبادل الاقتصادي والثقافي والمعرفي، عبر الربط بين الشرق والغرب وتسهيل حركة المسافرين والسياح.
رؤية شيخة النويس.. الابتكار والاستدامة وتمكين المجتمعات
من جانبها، أعربت سعادة شيخة ناصر النويس عن شكرها للدول الأعضاء على الثقة التي حظيت بها، مؤكدة أن السياحة تمثل جسراً للتواصل الإنساني، وعنصراً أساسياً لتعزيز التفاهم والسلام والتنمية المستدامة بين الشعوب. وأشارت إلى أن وصولها لهذا المنصب ما كان ليتحقق لولا دعم القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، وتركيزها على تمكين المرأة في مختلف المجالات، بما في ذلك قطاع السياحة الذي أصبح اليوم محركاً رئيسياً للتنمية المستدامة.
وأضافت النويس أن رؤيتها للمرحلة المقبلة تقوم على تحويل التحديات إلى فرص، وتطوير الكفاءات البشرية، وتعزيز الابتكار والاستدامة، إلى جانب دعم المجتمعات المحلية والشباب والمرأة، بما يعزز النمو السياحي المستدام على مستوى العالم.
رسم ملامح مستقبل السياحة العالمية
شهدت الدورة الحالية مجموعة من الاجتماعات المكثفة للجمعية العامة والمجلس التنفيذي، تناولت موضوعات استراتيجية تتعلق بمستقبل السياحة العالمية، من بينها تحسين استدامة القطاع السياحي، وتطوير المهارات البشرية، ودعم التحول الرقمي والابتكار في الوجهات السياحية. وتمثل هذه الاجتماعات نقطة انطلاق لمرحلة جديدة تعيد فيها السياحة صياغة دورها في اقتصاد الدول، خاصة في ظل التحديات الحالية مثل التغير المناخي والتحول الرقمي وتغير سلوكيات المسافرين.
كما شددت الاجتماعات على أهمية إعادة بناء القطاع السياحي العالمي على أسس مرنة وأكثر استدامة، بما يحقق التوازن بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية والثقافية.