عبق وأصالة الماضي
أجدادنا كانوا يحثّون أولادهم على أهمية الاعتماد على الطعام الطبيعي الشعبي منذ الطفولة لضمان حياة صحية وطويلة، دعوني أبدأ من دولة الإمارات الحبيبة وخبز الرقاق الإماراتي اللذيذ، والذي يعتبر وجبة صحية لسهولة هضمه، وخاصة إذا تم تحضيره من طحين البر. ويعتبر خبز الرقاق البرّ بديلا صحيا عن خبز الحبوب الكاملة، ويمكن تناوله في وجبة الفطور أو العشاء، وإذا تمت إضافة اللبن الرائب عليه، فستحصلين على طبق لذيذ وصحي يزوّدك بالطاقة والبروتين والكالسيوم والبكتيريا النافعة، ويتميز بكونه خفيفا على المعدة.
أما طبق التبولة من بلاد الشام، والذي يعتبر من المقبلات اللذيذة والصحية، فتتميز بغناها بالفيتامينات، وخاصة فيتامين سي والمعادن ومضادات الأكسدة والألياف الغذائية التي نحصل عليها من الخضار، إضافة إلى البرغل الذي يستبدل حاليا بالكينوا لسهولة هضمها وغناها بالألياف الغذائية والبروتين والطاقة ولخلوها من الغلوتين.
ولا ننسى طبق الكُشري، وهو الطبق المصري الشعبي الشهير والذي يعتبر مصدرا غنيا بالبروتين والألياف الغذائية والطاقة، كذلك طبق الحراق بإصبعو السوري الشهير، والذي يزين كل الموائد السورية والعربية، لطعمه اللذيذ الحامض والمقبّل، ولفوائده الصحية الكثيرة، فمزج البقول من العدس مع الحبوب والمعكرونة يسهم في تزويد الجسم بالبروتين الكامل ذاته الموجود باللحم،
ويعتبر البرغل بالحمص، الطبق الأشهر في المناطق الساحلية في بلاد الشام لطعمه المميز وغناه بالطاقة والبروتين والألياف الغذائية. ولايمكنني أن أنسى وأنا أتكلم عن الأكلات الشعبية التراثية وفوائدها الصحية. الحديث عن أكلة الحبوب التي تعتبر مصدرا كاملا للبروتين وغنيا بفيتامينات "ب" والمعادن والألياف الغذائية والطاقة، والذي يعطي الشعور بالدفء، وخاصة خلال أيام الشتاء الباردة، وكذلك تحتوي على اليانسون المفيد في تعزيز المناعة. وأخيرا وليس آخرا أكلة المغلي، والتي تتكون من الكراوية مع المكسرات ومبشور جوز الهند، والتي تقدم ساخنة في سوريا، وباردة في لبنان في حفلات ومباركات الولادة، باعتبارها طعاما غنيا بالمغذيات، وخاصة للمرأة المرضع.
