هل رفض ملك السويد اختيار ابنته الأميرة فيكتوريا كولية للعهد؟

هل رفض ملك السويد اختيار ابنته الأميرة فيكتوريا كولية للعهد؟

عبد الرحمن الحاج
12 يناير 2023

شهدت النظم الملكية الأوروبية الكثير من التغير والتحديث على مر العقود الماضية، لعل أبرزها التعديلات الخاصة بقوانين ولاية العرش في أوروبا والتي كانت تعطي في الماضي الأولوية في ولاية العرش لورثة العرش من الذكور، وحاليا أصبحت الغالبية العظمى من العائلات الملكية الأوروبية لا تعطي الأولوية في ولاية العرش لورثة العرش الذكور ولكن وفقا لترتيب الميلاد بحيث يصبح وريث العرش هو الابن الأكبر للملك أو الملكة الحاكمة سواء كان ذكر أم أنثى، وهو ما يطبق حاليا في الكثير من دول أوروبا بما في ذلك السويد إلا أن تعديلات قانون ولاية العرش في السويد كانت مثار الكثير من الجدل بسبب تطبيقها بأثر رجعي مما ترتب عليه تجريد الأمير كارل فيليب Prince Carl Philip من منصب ولي العهد ومنح المنصب لشقيقته الكبرى الأميرة فيكتوريا Crown Princess Victoria.

قصة تجريد الأمير كارل فيليب من منصبه كولي لعهد السويد

قصة تجريد الأمير كارل فيليب من منصبه كولي لعهد السويد
قصة تجريد الأمير كارل فيليب من منصبه كولي لعهد السويد

عندما ولد الأمير كارل فيليب في عام 1979، كانت قوانين ولاية العرش في السويد، لا تزال تعطي أولوية ولاية العرش لورثة العرش الذكور،  لذلك حصل الأمير كارل فيليب تلقائيا على لقب ولي عهد السويد بعد مولده، بالرغم من أن والده الملك كارل السادس عشر غوستاف ملك السويد، كان لديه ابنة كبرى وهي الأميرة فيكتوريا King Carl XVI Gustaf، ولكن في عام 1980 قامت السويد بتعديل قانون ولاية العرش وإلغاء الجزء من القانون المتعلق بإعطاء الأولوية لوراثة العرش للذكور، وهو الأمر الذي أيده الملك كارل السادس عشر غوستاف ولكن الأزمة الحقيقية هنا، كانت بسبب قرار البرلمان السويدي بأن يتم تطبيق ذلك القانون بأثر رجعي بحيث يتم تجريد الأمير كارل فيليب من منصب ولي عهد ومنح المنصب لشقيقته الكبرى الأميرة فيكتوريا، وهو الأمر الذي عارضه الملك كارل السادس عشر غوستاف وأعلن رفضه له بوضوح، وقال وقتها إن سبب استيائه من القرار ليس بسبب رفضه لفكرة خلافة الورثة النساء للعرش وإنما لاعتقاده بأن قرار تجريد ابنه الأمير كارل فيليب من منصبه كولي للعهد غير صحيح وغير عادل.

ملك السويد يتحدث مجددا عن موقفه من تطبيق التعديلات الجديدة لقانون ولاية العرش في السويد بأثر رجعي

ملك السويد يتحدث مجددا عن موقفه من تطبيق التعديلات الجديدة لقانون ولاية العرش في السويد بأثر رجعي
ملك السويد يتحدث مجددا عن موقفه من تطبيق التعديلات الجديدة لقانون ولاية العرش في السويد بأثر رجعي

 

الجدل المثار حول تطبيق التعديلات الجديدة لقانون ولاية العرش في السويد بأثر رجعي، عاد مجددا بعد مرور عدة عقود من إقرار وتطبيق التعديلات الجديدة، بسبب مقابلة جديدة للملك كارل السادس عشر غوستاف مع تلفزيون السويد SVT، سئل خلالها عما إذا كان موقفه من تطبيق التعديلات الجديدة لقانون ولاية العرش في السويد بأثر رجعي، قد تغير إلا أن ملك السويد أصر على أنه لا يزال يعتقد أن تطبيق القانون بأثر رجعي لم يكن القرار الصحيح وقال عن ذلك: "تطبيق القوانين بأثر رجعي أمر معقد وشديد الصعوبة، ولا يبدو قرار حكيما بالنسبة لي، لذلك، نعم، مازلت على موقفي من قرار تطبيق تعديلات قانون وراثة العرش بأثر رجعي، كان من الأفضل والأسهل تقبل ذلك إذا ما طبق القانون على الجيل القادم، لا بأس بذلك، ولكن ابني الأمير كارل فيليب كان قد ولد بالفعل، ثم فجأة تغير كل شيء وفقد منصبه، لذلك كان ذلك غريبا ويصعب تقبله على ما اعتقد"، وبسؤاله عما إذا كان يعتقد أن تطبيق التعديلات الجديدة لقانون وراثة العرش في السويد بأثر رجعي، كان أمر غير عادل، أجاب قائلا: "نعم، أعتقد ذلك".

اتهام لملك السويد برفضه لوجود ابنته الأميرة فيكتوريا في منصب ولي عهد السويد والملك يعلق

اتهاما لملك السويد برفضه لوجود ابنته الأميرة فيكتوريا في منصب ولي عهد السويد والملك يعلق
اتهاما لملك السويد برفضه لوجود ابنته الأميرة فيكتوريا في منصب ولي عهد السويد والملك يعلق

ترتب على ذلك توجيه اتهامات للملك كارل السادس عشر غوستاف بأنه يفضل أن يشغل منصب ولي عهد السويد ابنه الأمير كارل فيليب وليس ابنته الأميرة فيكتوريا، وهو ما نفاه ملك السويد في بيان رسمي صدر في يوم 5 يناير 2023، تضمن ما يلي: "خلال الخريف، وفي مناسبتين مختلفتين خلال مقابلة تلفزيونية، تلقيت أسئلة حول تعديلات قانون ولاية العرش في عام 1980 لصالح الطفل البكر. - بغض النظر عن الجنس، وشاركت أفكاري حول خسارة الأمير كارل فيليب لمنصبه كولي للعهد بأثر رجعي بسبب تلك التعديلات، ولكنني تألمت كثيرا عندما سمعت في وقت لاحق تعليقات تدعي أنني لا أقف خلف ابنتي الأميرة فيكتوريا ولية عهد السويد، ووريثة العرش السويدي، لذلك أريد أن أوضح أنه لا ينبغي أن تتم تفسير إجاباتي خلال المقابلة على أنها انتقاد لوضع خلافة العرش الحالي أو لولية العهد الأميرة فيكتوريا، فكرة وراثة امرأة للعرش هي أمر بديهي وطبيعي بالنسبة لي بالطبع، وخليفتي هي الأميرة ولية العهد".

الملك كارل السادس عشر غوستاف ملك السويد، اختتم بيانه بالثناء على الأميرة فيكتوريا وعلى تفانيها في العمل من أجل السويد على مدار السنوات الماضية، ووصفها قائلا بأنها: "تمتلك رصيد غير عادي وتمثل قيمة هائلة بالنسبة له ولعائلته وللسويد"، وقال أيضا: " أنا فخور بها وبعملها الدؤوب من أجل السويد".