سحر الحكايات التراثية في "المهرجان العالمي لرواية القصص" بجزيرة النور في الشارقة

تستضيف جزيرة النور، في إمارة الشارقة، الدورة الثانية من "المهرجان العالمي لرواية القصص – حكايات على الجزيرة"، تحت شعار "جذورٌ ودروب"، أيام الجمعة والسبت خلال الفترة الممتدة من مساء يوم 23 فبراير حتى 17 مارس 2018، ليقدم للزوار والجماهير مزيجاً تفاعلياً غنياً من سحر الحكايات التراثية، وفنون الموسيقى والرقصات.

تراث المنطقة

ويُوفّر المهرجان، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، فرصة ثمينة لتعزيز الروابط بين الجمهور، والذاكرة الشفهية، وتراث المنطقة، الغني بالقصص الشعبية والتراثية الخالدة، إذ اختار المهرجان "جذورٌ ودروب" شعاراً لدورة 2018 ليؤكد أن الحكايات التراثية تمثل جذور الشعوب وثقافتها وهويتها، حيث جابت تلك الحكايات عوالم عديدة، وحطت رحالها في جميع أرجائه، لتلعب دوراً بارزاً في تعزيز التبادل الثقافي بين الشعوب.

ويتولى الإدارة الفنية لبرنامج المهرجان باولا بالبي، ودافيد باردي للمرة الثانية على التوالي، وهما من أشهر رواة القصص والمدراء الفنيين لأبرز مهرجانات رواية القصص العالمية، الملتزمين بتوفير تجربة فريدة من فن رواية القصص لجماهير دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال نخبة من المتخصصين العالميين الموهوبين، إلى جانب عدد من المواهب المحليّة.

أبرز الحكواتيين 

ويتخلل المهرجان مجموعة من الحكايات والقصص الشعبية من التراث الشفهي لسبع دول مختلفة باللغتين العربية والإنكليزية، يرويها عشرة من أبرز الحكواتيين ورواة القصص المحترفين، ترافقهم المعزوفات الموسيقية، والرقصات، والفنون المرئية، ويتناول البرنامج عدداً من المواضيع المتنوعة التي تناسب جميع الأعمار، أهمها؛ الحكايات القديمة، والأساطير، والحكمة، والعلوم، والأدب الساخر، وأدب الرحلات، وغيرها من المواضيع التي تسط الضوء على جماليات التراث الشفهي.

وينطلق المهرجان اليوم 23 فبراير الجاري بباقة غنية من العروض، منها عرض "العمق في الحكايات"، و" سر الحكواتي"، وتشمل قائمة الضيوف المشاركين في الأسبوع الأول من المهرجان رائدة القرمازي من تونس، وباولا بالبي، ودافيد باردي، ومارتينا بيشالي من إيطاليا، وشيرين سيف من الهند، ولمياء توفيق من مصر، إذ يشاركون الجمهور قصصاً فريدة من ثقافاتهم المختلفة، ترافقهم المعزوفات الموسيقية والرقصات الهندية الكلاسيكية التراثية.

الحكايات العربية الشعبية 

ويركز اليوم التالي، السبت، على الحكايات العربية الشعبية للتجار والمسافرين، ويحتفي بالتراث الشفهي الإماراتي، حيث يستمع الجمهور للقصص الساحرة عن تجارة القماش، والبخور، والتوابل عبر طريق الحرير، الذي شكّل جزءاً بارزاً من تاريخ المنطقة العربية.

ويجمع الأسبوع الثاني من المهرجان غوتو ديفيس من المملكة المتحدة، ودافيد باردي، وباولا بالبي، ومارتينا بيشالي من إيطاليا، ولمياء توفيق من مصر، وشيرين سيف من الهند، الذين يُظهرون مهاراتهم ومواهبهم في فن رواية القصص من خلال مجموعة من العروض، منها؛ " قصص، وأغانٍ، وموسيقى من أرض حكايات " كان يا مكان""، و" قصصٌ وقصائدُ قصصية من أوروبا القديمة" و"الأساطير الفرعونية"، ويأسر الفنان غوتو ديفيس الجمهور بمعزوفاته على آلة الأكورديون، وقصص وأغاني من التراث الكلتي، الذي ينتسب إلى مجموعة أوروبية استخدمت اللغة خاصة تعتبر فرعاً من اللغات الهندية الأوروبية.  

قصص وأغاني

وتشمل الجلسات والفعاليات الأخرى، عرضاً بعنوان "الطريق إلى القلب"، يجمع بين القصص والأغاني والموسيقى عن الحب من طرف واحد، والحب الحقيقي، ولهفة العشاق.

وفي الأسبوع الثالث من المهرجان، تستضيف جزيرة النور الحكواتيين والموسيقيين أندرس بيف، ويوهان تيودورسون من السويد، ليأخذا الجمهور في رحلة فريدة إلى مملكة الحكايات الاسكندنافية، على إيقاع كلماتهم المروية، والمعزوفات الموسيقية على الآلات الوترية التراثية، أما لمياء توفيق، ودافيد باردي، وباولا بالبي، وماتيا دي بييرو، ومارتينا بيشالي فيشاركون في جلسات وعروض مختلفة منها؛ " حكايا الأقزام والسحرة"، و" حكاية الخطيبة الصهباء"، و" كلماتٌ ترقص وخطواتٌ تغني"، في مزيج فريد من القصص والحكايات، والموسيقى، والرقصات من الغرب، والشرق الأوسط، والشرق الأقصى.

اليوم العالمي لرواية القصص 

وتحتفي عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة من المهرجان بـ"اليوم العالمي لرواية القصص"، وتتناول موضوع "الحمقى الحكماء"، ويُعتبر حدثاً رسمياً لهذا الاحتفال العالمي بالتقاليد والعادات التراثية الشفهية.

ويركز برنامج الأسبوع الأخير من المهرجان، على نوادر "جحا"، أحد أشهر الشخصيات، وأكثرها شعبية في الأدبيات الشفهية بدول البحر الأبيض المتوسط، وشبه الجزيرة العربية، بالإضافة إلى قصص أخرى لشخصيات مماثلة من مناطق مختلفة من العالم، ويشمل فعاليات " حكايا جحا والحمقى الآخرين"، و"هيا نتبادل القصص"، و" حكم من نوادر الحمقى والمغفلين"، أما عرض " وعاشوا في سعادة أبدية!"، فيمثّل ختام المهرجان الذي يُعتبر أحد أبرز الفعاليات الثقافية والترفيهية على صعيد المنطقة.