سعوديات اشتهرن بإبداعاتهن بفن القط العسيري

يتمثل فن "القَط العسيري" المُسجل كتراث عالمي ضمن القائمة التمثيلية للتراث غير المادي لدى منظمة "اليونسكو" والمهتمة بالثقافة والتراث العالمي، بتلك الزخارف والرسومات الفنية على جدران البيوت التهامية القديمة، والذي يوجد بزخارفه الرائعة كنماذج متعددة في أعمال الديكور والأثاث والأزياء السعودية، والذي برعت فيه السعوديات عموما ونساء منطقة عسير خصوصا، ومن ذلك اخترنا لكم سعوديات اشتهرن بإبداعاتهن بفن القط العسيري.

فاطمة علي أبو قحاص

فاطمة علي أبو قحاص

تعد الراحلة فاطمة علي أبو قحاص من رائدات فن القط العسيري، حيث اشتهرت بريادتها وتميزها في هذا الفن الذي مارسته باحترافية لنحو 70 عاما، ونجحت في نقش اسمها على جدران رواد هذا الفن بالمملكة، وحجزت لنفسها مكانا كبيرا بين عظماءه بأعمالها وتصميماتها الرائعة، وأصبحت من مشاهير الفن والشخصيات التراثية بالمملكة، وتركت إرثا كبيرا يزين القصور والمتاحف والمزارات السياحية بعسير، مثل حصن رازح وبيت آل الزهر في الخليس، وحصن آل علوان (مسمار) الذي يضم متحف ألمع الدائم للتراث، ولها جدارية كبيرة تتعدى عشرات الأمتار، في مدخل فندق قصر أبها الفاخر.

كما فازت أبو قحاص بجائزة أبها لعام 1418هـ، في الخدمة الوطنية، ونالت جوائز وشهادات تقديرية من اللجان التراثية في منطقة عسير، واختيرت كأشهر شخصية تراثية في مهرجان الجنادرية لعام 2007.

فاطمة الألمعي

فاطمة الألمعي

تعد فاطمة الألمعي من أشهر المبدعات في فن القط العسيري، حيث افتتحت متحفها الصغير "متحف فاطمة" لفنون النقش داخل منزلها، ويضم هذا المتحف الفريد قرابة 400 قطعة فنية وأثرية من فن القط منقوشة بأناملها الذهبية، بهدف تأصيل الفنون التراثية وإحياءها من جديد، والذي بات مزاراً سياحياً يقصده الكثير من السياح في المنطقة، كما أنها مدربة معتمدة ومشرفة على العديد من الدورات التدريبية للنقش العسيري، وقامت بتدريب أكثر من 150 متدربة في عسير، وخططت مشروعها لهذا المحترف بحيث يكون فيه متسع لاستقبال المتدرِّبات من الفنانات والحِرفيات الراغبات في إتقان هذا الفن التراثي الخاص بالمنطقة، كما كان للألمعي مشاركة مهمة كممثلة للمملكة في "الأيام الثقافية" في الجزائر، قدمت فيها عرضاً للقط وللملابس التقليدية، وكذلك مثَّلت احدى المناسبات الثقافية للمملكة التي أقيمت في دولة الإمارات.

ويعد المتحف الذي أسسته فاطمة الألمعي نموذج مصغَّر عن الطراز المعماري في منطقة عسير الذي يقوم على البناء بالحجر، ويضم ثلاثة أركان، الأول منها مخصص للقط في رجال ألمع، والثاني للقط في عسير السراة وبلاد قحطان، أما الركن الثالث فهو خاص بالملابس التقليدية في نجران وجيزان وعسير، وتمثِّل الأثواب المعروضة فيه ملابس الفلاحة والرعي، إضافة إلى المصوغات والحلي النسائية المشغولة من الفضة.

ريما الباز

 انجزت الفنانة ريما الباز جدارية القط العسيري بمهرجان الجنادرية 32

صممت الفنانة ريما الباز جدارية القط العسيري بمهرجان الجنادرية 32 في جناح الجمعية السعودية للمحافظة على التراث "نحن تراثنا"، ضمن احتفائها بتسجيل القط العسيري لدى اليونسكو، وكانت الجدارية التي تم تصميمها من قبل الفنانة ريما الباز بالأسود والأبيض بطول أربعة أمتار، على أساس أحد النقوش المتواجد في منزل الفنانة في قرية رجال ألمع وبحيث يتوالى زوار المهرجان على تلوينها.

وكانت جمعية "نحن تراثنا" قد توجهت بالشكر للمصممة المبدعة ريما الباز على تنفيذها رسمة القط والتي كانت هوية احتفالية القط العسيري، حيث أن فكرة الجداريات بدأت في احتفالية "نحن تراثنا" لتسجيل القط العسيري لدى اليونسكو في عسير، وقد كان أول من بدأ بتلوين جدارية أبها الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير، تم بعد ذلك تكرار التجربة في مهرجان الجنادرية في واحة هيئة السياحة والتراث الوطني حيث لاقت اقبالاً منقطع النظير استدعى عرض أكثر من جدارية في اليوم الواحد.

جميلة ماطر

اهتمت الفنانة التشكيلية جميلة ماطر بفن القط العسيري ووصوله من المحلية إلى العالمية، وخاصة بعد إدراجه في منظمه اليونسكو كفن تراثي غير مادي، وكانت سفيرة عن هذا الفن، وعن وطنها إلى العالم عندما شاركت بتنفيذ لوحتين للقط العسيري في المعرض الذي مثل استضافة مدينة باريس لفن "القط العسيري"، كضيف شرف ضمن فعاليات اليوم العالمي للمرأة، والذي شهد تعاونًا بين الجمعية الوطنية للتراث "نحن تراثنا"، والمندوبية السعودية الدائمة لدى اليونسكو.

وكانت الفنانة ماطر قد عملت مباشرة أمام الجمهور على لوحتين للقط العسيري، إحداهما بالألوان الطبيعية المستخرجة من جبال عسير، والأخرى بالألوان الحديثة، كما شارك الجمهور في تلوين لوحة ثالثة تمثل هذا الفن، في المعرض الذي شهد تنوعا في زواره ما بين دبلوماسيين ومسؤولين وممثلي مندوبات، وطلبة مدارس وفنانين من مختلف أنحاء العالم وزوار اليونسكو والمجتمع الباريسي.

رحمة الأسمري

اهتمت الفنانة رحمة الأسمري بالرسم و إحياء التراث العسيري، وخاصةً التراث الغير منتشر على نطاق واسع، وبالتحديد الفنون عند المرأة قديماً مثل فن القط العسيري وغيرها من فنون النسيج والخياطة، ونقلت كل هذا على لوحات فنية لإبرازها للمجتمع، كما قامت بجهود متنوعة لنشر التراث العسيري النسائي، وعملت كمُدربة للفن التشكيلي وللفن العسيري والجنوبي بشكلٍ خاص، ولُقبت بسيدة "فن القط العسيري"، وأقامت الأسمري معرض منزلي للرسم والأزياء التراثية في أبها، انطلاقا من شغفها بالتراث القديم وجماله، وإحياءً للفن التراثي العسيري النسائي "القط العسيري" المليء بالتنوع، بينما تطمح لنشر هذا الفن لكل مناطق المملكة ودول الخليج والعالم العربي والعالمي.