خاص:مؤلفة ومخرجة "لازم أعيش" تكشفان كواليس العمل الدرامي الأبرز عربيا عن معاناة مرضى البهاق

"لازم أعيش" إحدى حكايات مسلسل "إلا انا" ويشارك في بطولته مجموعة كبيرة من النجوم تتقدمهم الفنانة جميلة عوض، وقد نجح العمل في جذب انتباه الجمهور منذ بدأية عرضه لأول مرة بسبب استثنائية فكرته التي تناقش قضية مرضى البهاق، والمعاناة التي يعيشون فيها بسبب نظرة المجتمع، وسعت كل من كاتبة المسلسل السيناريست نجلاء الحديني ومخرجة العمل مريم أحمدي، لتقديم عمل درامي إنساني في قضيته وفكرته وطرحه من جميع الزوايا.

التحضير لفكرة حكاية "لازم أعيش"

حكاية "لازم أعيش" بدأ عرضها يوم 24 أكتوبر الجاري ضمن حكايات مسلسل "إلا أنا" فكرة العمل لفتت الأنظار لها بشدة منذ بداية عرضها خصوصا لكونها لأول مرة تتم مناقشة قضية تتناول مرضى البهاق في عمل درامي أو سينمائي مصري وهكذا أكدت مخرجة العمل مريم أحمدي في تصريحاتها لـ"هي" فقالت: " فكرة (لازم أعيش) هي جريئة بالتأكيد، ومنذ اللحظة الأولى لطرحها كان يعتقد البعض أن صدى الفكرة من الممكن أن لا يحقق نجاح مقبول، لكونه موضوع إنساني من الدرجة الاولى لكن من وجهة نظرى أرى أن الفن من أدواره الرئيسية أن يقدم مثل هذه النوعية من الأعمال، وأن نطرح أفكارا جديدة تقدم نماذج تلامس قلوب الجمهور دون أن تؤذي المشاعر بشكل قاسي، ولأول مرة تقدم قضية مرضى البهاق في عمل درامي، حيث أن هناك أعمال فنية كثيرة ناقشت قضايا العديد من الأمراض لكن البهاق لم يحصل على اهتمام في الأعمال الفنية، ومن هنا جاءت فكرة تقديمه".

نجلاء الحديني كتابة حكاية "لازم أعيش" أوضحت كذلك كيف جاءتها فكرة العمل الذي  كانت تسعى لتقديمه في فيلم سينمائي قبل أن تقرر بالتعاون مع المخرجة مريم أحمدي  لتقديمه في عمل درامي فقالت: "فكرت في تقديم هذا الموضوع منذ عشر سنوات تقريبا عندما التقيت بسيدة بسيطة حكت لي عن معاناة ابنتها التي أصيبت بالبهاق وارتدت النقاب لتداري ما أصابها وأن هناك عريس تقدم لخطبة الفتاة والأم تخشي أن يصرف نظر عن الزواج اذا عرف أن الفتاة تعاني من هذا المرض، ومن هنا قررت أن أقدم عملا عن مرضى البهاق وما يعانون منه، وكنت أنوي تقديمه كفيلم سينمائي يحمل اسم (أبيض وردي) ثم منذ ثمانية أشهر تقريبا قررت تقديمه كمسلسل مع شركة اروما ليعرض على شاشة dmc ".

الكتابة نجلاء حديني

أهم الصعوبات التي واجهت فريق عمل حكاية "لازم أعيش"

"لازم أعيش" عند بداية التحضير لها واجهت كل من الكاتبة نجلاء الحديني والمخرجة مريم أحمدي العديد من الصعوبات وذلك بسبب فكرة العمل الإنسانية في كل تفاصيلها والتي تحتاج إلى تركيز ودقة متناهية في اختيار كل كلمة في العمل للمحافظة على مشاعر مرضى البهاق وكذلك إحساس المشاهد الذي قد يتأثر بحجم الألم الواضح الذي يعاني منه مريض البهاق ولذلك حرصت كل من الكاتبة والمخرجة على المحافظة على اختيار كل كلمة بعناية فتقول نجلاء الحديني: "الموضوع حساس وإنساني وكان على أن ادرسه جيدا من الناحية الاجتماعية والنفسية حتى استطيع أن أعبر عما يتعرض له مرضى البهاق من صعوبات ومواقف وكيف يمكن لأن يؤثر ذلك علي حياتهم وتقبلهم لذاتهم، و كان على أن أفكر في كل مشهد وكل وصف وجملة حوار جيدا قبل أن اضعها علي الورق،  كما أنني سعيت إلى أن اجعل الموضوع أعم واشمل لأتحدث عن ظاهرة منتشرة في المجتمع وكيف يمكن مواجهة كل ذلك والانتصار في النهاية علي كل هذه الصعوبات".

مريم أحمدي مخرجة العمل أكدت كذلك على أن هناك العديد من الكلمات تم حذفها حرصا على مشاعر مرضى البهاق فتقول: "من الصعوبات التي مررنا بها بالتأكيد هو محاولة المحافظة على تقديم عمل إنساني بدون استخدام أي كلمات قد تجرح أي انسان، وقد قمنا بحذف بعض الكلمات من العمل لتنفيذ ما نريده، لكن بالنسبة لي تواصلت مع مريضة بهاق واخبرتها على بعض الكلمات التي قد تعتبر جارحة لهم، لكنها أخبرتني بكلمات أكثر قسوة يتنمر بها البعض عليهم، لكننا رغم ذلك حرصنا على عدم استخدام أي من هذه الكلمات حفاظا على مشاعر الجميع".

أحمد خالد صالح وجميلة عوض في حكاية "لأزم أعيش"

ردود فعل واسعة حول نجاح حكاية "لازم أعيش"   

"لازم أعيش" حكاية حققت نجاحا ملفتا من الحلقة الأولى وقد أكدت المخرجة مريم أحمدي أنها لم تكن متوقعة مثل هذا النجاح فقالت: "لم اتوقع ردود الفعل الكبيرة من قبل الجمهور حول العمل الذي حصد نسبة مشاهدة مرتفعة وإعجاب قطاع واسع من الناس، ولم أكن أتخيل هذه التفاعل الكبير، واتابع بشكل مستمر رأي الجمهور بعد عرض كل حلقة، حتى بعضهم الذي تساءل عن السبب في كون العمل يعرض بشكل سينمائي وليس درامي فأريد أن اؤكد له أن هذا كان مقصودا نظرا لنوع الفكرة التي نقدمها"، بينما اوضحت أيضا الكاتبة نجلاء الحديني موقفها من نجاح العمل فقالت: "سعيدة جدا بردود الفعل حول حكاية (لازم أعيش) وأن الفكرة الأعم قد وصلت للجمهور وهي أن مرض البهاق هو مجرد نموذج لما هو منتشر في المجتمع من تنمر وأن علينا التعليم كيف نقبل المختلف عنا، فالله قد خلقنا مختلفين، وأن نكون أكثر رحمة وتسامح مع بعضنا البعض اذ اننا قد نسهم عن قصد او بدون قصد في تشويه وتدمير حياة اشخاص آخرين، وكم كنت سعيدة عندما قرأت تعليقات من اشخاص يحكون عن أنفسهم او عن آخرين وما تعرضوا له وكيف وجدوا أن حكاية (لازم أعيش) تعبر عنهم وتمسهم بصورة مباشرة".

نجلاء الحديني كشفت كذلك سبب تغير اسم العمل من "ابيض وردي" إلى "لازم أعيش" فقالت: "(أبيض وردي) كان اسم ناعم ومحبب ومعبر لوصف البهاق وكان المقصود منه أن يجعلنا نتقبله، و(لازم أعيش) اسم يعبر عن التحدي الذي يعيشه ليس فقط مرضى البهاق وإنما كل شخص مختلف تعرض لضغوط وصعوبات وقرر أن يتغلب عليها ليعيش، فجاء القرار بتسمية الحكاية باسم (لازم أعيش)"، ويشارك في بطولة حكاية "لازم أعيش" كل من جميله عوض، أحمد خالد صالح، خالد أنور، نجلاء بدر، باسم مغنيه.

صناع حكاية "لأزم أعيش"