مدربة الحياة الدكتور ولاء الشحي لـ"هي" : التغيير الأساسي لأي نجاح في حياتنا ينبع من الذات

دبي : "سينتيا قطار" Cynthia Kattar
تصوير: "إيلينا" Elena من The Factory

تُعتبر الدكتور ولاء أحمد الشحّي من أبرز الرائدات الإماراتيات في مجالات مختلفة، فهي مهندس عمليات أول لدى هيئة تنظيم الاتصالات بدبي، تحمل في جعبتها 15 عاماً من الخبرة في مجال الأعمال وريادة الأعمال. تولي الشحّي اهتماماً بالغاً لمفهوم تمكين المرأة، وهي تعتبر أنّ نجاحها المهني هو ثمرة إصرارها وتركيزها وتفانيها في العمل. وتعد ولاء مدربة في فنون لحياة العصرية وخبيرة في التنمية الذاتية وتعزيز الوعي بالذات والتحفيز، إلى جانب اهتماماتها المتعلقة بجوانب الابتكار والسعادة. كما تؤمن ولاء بدور التأمل باعتباره سبيلاً لعلاج الروح، حيث تعتمد التأمل سلاحاً لمو جهة السلبية وتحديات الحياة العملية. معها كان هذا للقاء.

بداية أخبرينا عن طفولتك وعن دراستك وأبرز اهتماماتك.
طفولتي كانت جدا مميزة وممتعة، عشت كل تفاصيلها كفتاة شقية تنافس الأولاد، وتثبت أن الفتاة تستطيع تحقيق المستحيل، فأنا أكبر إخوتي، وكلهم كانوا من الذكور، فكان التحدي أن أتميز، وبالفعل تميزت بالاعتماد على نفسي في تكوين شخصيتي اليوم، في المدرسة منذ طفولتي كنت من المجتهدات والمتفوقات المتميزات، كنت صديقة وزميلة للجميع وشخصية اجتماعية. تخرجت في جامعة الإمارات العربية المتحدة عام 2002 حاملة شهادة بكالوريوس في الهندسة الكهربائية، ثم التحقت ببرنامج ماجستير إدارة الأعمال في "الجامعة الكندية بدبي"، والتي نلت منها درجة ماجستير إدارة الأعمال عام 2014 . وحصلت على شهادة الدكتوراه في إدارة المشاريع الهندسية واستراتيجيات إدارة الأعمال المتقدمة من الأكاديمية الأمريكية.

أنتِ مهندس عمليات أول لدى هيئة تنظيم الاتصالات في دبي، أطلعينا على منصبك. وما أبرز مهامك؟
عملي تقني يعتمد على اختصاصي ومجالي، لدراسة المشاريع الداخلية ومتطلباتها، إضافة إلى الأمور التي أتخصص فيها في الصحة والسلامة البيئية في مكان العمل، والأمور الإدارية التي تعنى باستراتيجية وتحقيق استراتيجية الدولة. العمل ضمن فريق أمر ممتع ومسؤولية في آن واحد، وتشجيع رؤسائي الدائم وتجهيزهم إيانا للقيادة من أكثر الأمور التي تزرع بداخلنا الثقة للعطاء والتميز المستمر. هنا في هيئة تنظيم الاتصالات نحن نعمل كعائلة واحدة فوق قمة التميز.
ما أبرز الصعوبات التي واجهتك في هذه المجال؟
جميع مجالات العمل تحمل في طياتها أنواعا مختلفة من المصاعب، لكن كيفية التأقلم والتعايش معها إضافة إلى البحث عن الحلول الابتكارية لها هو من أهم المصاعب التي تواجه المهندس أو التقني عموما، إضافة إلى التجدد المستمر في الأنظمة، وما يتوافق معه من مجاراة كل حديث وجديد وتوفير المتطلبات وتحديد المعوقات ووضع الحلول لها. إضافة إلى أنك مهندسة، أنت أيضا مدربة تحفيزية.
أخبرينا أكثر عن هذا الشق من حياتك المهنية؟
من اهتماماتي ومنذ طفولتي كانت الأمور التي تخص المجال النفسي وتطوير الذات، نهلت من هذا البحر الكثير، وكنت أجتهد لحضور الكثير من الدورات المتخصصة، وقراءة الكتب، حتى إنني كنت في الجامعة أثناء دراستي للهندسة أحضر محاضرات كلية علم النفس والاجتماع، على الرغم من أن جدولي كان مزدحماً، لكن كانت تلك المحاضرات بمنزلة المتنفس وسط قساوة وجفاف المواد العلمية. عشت في حياتي تجربة الانفصال، فوقفت وقفة مع نفسي، وهنا قررت أن أطبق كل ما تعلمته، وبالفعل كان هذا القرار بمنزلة قفزة نوعية في حياتي، وعلمت أن رسالتي الحقيقية في الحياة هي العطاء، وعطائي هو أن أبث هذا النور لغيري، أن أرشدهم وأساعدهم، لكن يبقى القرار قرارهم والاختيار اختيارهم. وهكذا أصبحت مدربة حياة معتمدة، ومدربة في تطوير الذات والوعي، لأني على يقين بأن التغير الأساسي لأي نجاح في حياتنا ينبع من الذات.

أطلقت كتابك الأول "عذرا حبيبي" وأنت اليوم في صدد التحضير لكتابك الجديد.  أخبرينا عن بداية عشقك للكتابة، وماذا تعني لك؟ وماذا عن كتابك الجديد؟
منذ صغري كان صديقي الكتاب، فكنت أعشق القراءة وخاصة الشعر، أبي رحمه الله كان يشدو لي دوما بأهازيج الغوص، وكنت أرحل معه فوق ذاك الموج وآتيه بين أمواج البحار، فبدأت محاولاتي، وكان رحمه الله يشجعني دوما، وكانت البداية في حصص التعبير المدرسية عندما أتقمص أدوارا في القصص والأحداث، وأسردها فوق السطور. والكتابة روح تسكنني وعشق أتنفس به الحياة، وعلى الرغم من كل شيء وكل الصعاب كان قلمي وورقي صديقيَّ الوفيّين. كتابي الجديد، متعة أعيشها وثمرة قاربت على القطاف، على الرغم من صعوبة إنجازه لأنه قريب جداً مني، لأنه طابع جديد، فهو ليس خواطر أو شعراً، لكنه نكهة جديدة تجمع أفكاراً عدة، وسيرى النور قريبا جداً.

أين تجدين نفسك أكثر في الهندسة أم في التدريب التحفيزي أم في الكتابة؟
سؤال أسميه السهل الممتنع، قد يعترض البعض على إجابتي، لكنها شخصيتي، أنا أعيش دوري، وأستمتع بكل لحظة فيه عندما أكون في أي من هذه الشخصيات. لأن الطاقة التي أملكها بداخلي تمنحني الثقة واليقين بأنني أستطيع، وأنا أؤمن بأنني صانعة المستحيل. كل وظيفة تميزني وترمز لي.

ما نصيحتك للمرأة الإماراتية والخليجية الشابة الطموحة التي تسعى وتحلم بتحقيق أحلامها؟
أولاً أهم خطوة هي أن تسألي نفسك: ماذا أريد؟ ولماذا؟ ومن ثم كيف أحققه؟ والأهم أن تثقي بذاتك وقدراتك وأن تكوني محفزاً ذاتياً، الحياة مليئة بالتحديات والسقوط لا يعني الفشل، والفشل لا يعني النهاية، بل هي تجارب لنجاحات أكثر. أحبي ذاتك وأحبي نفسك. الاستمرارية مهمة مهما بَطُؤ المسير، لكن نستمر. وضع خطة يساعد على وضوح الدرب. التقييم مطلوب للتعرف إلى الإنجاز وأين وصلنا وماذا نريد أن نحسن. طلب التميز وليس الكمال لأن التميز فاصلة ونكمل، أما الكمال فهي نقطة في نهاية السطر. العمل العمل العمل، أجل فمن دون العمل لا يكون الإنجاز. كوني أنت، استفيدي من الآخرين لكن لا تقلدي. التقبل والرضا مفتاح الأبواب المغلقة، وكف الشكوى سر البركة. وعيشي اللحظة. وتنفسي الحب واللطف والسلام. وعلى رأس القائمة يقين كامل بالنجاح وتوكل على الله.
ما أبرز نصيحة تلقّيتها على الصعيدين المهني والشخصي؟
"الحب" أحبي نفسك، فأنت الشمس. أشرقي يشرق عالمك وكل ما يدور حولك، فأنت مركزه، أما إن أظلمت فسيظلم كل شيء فيه.
ما الشخصية الأكثر تأثيرا في حياتك؟ ولماذا؟
أمي وستبقى أمي، فهي منبع لكل نجاح في حياتي، وكل قوة أملكها وإنجاز وتميز وصلت إليه، لأنها ربتني هكذا أن أثق بنفسي وقدراتي، واكتسبت قوتي منها، وتعلمت من صبرها وجهادها، هي المعلمة الأولى لكل هواية أحببتها وما زلت أعشقها، وهي من غرس حب المغامرة في نفسي، وهي من شجعني على كل هدف أخطط له. أحبك أمي.
ما مشاريعك المستقبلية؟
برنامج جماهيري مجتمعي أنشر فيه الوعي بأسلوب قريب من القلوب، وأستمع فيه أكثر إلى ما يجول في خواطر من يفقدون الأمل، ويتيهون عن الطريق.