حوارات مجلة "هي" في بيت الحكمة مع 4 قياديات ناجحات من إمارة الشارقة

إشراف وحوار:  "سينتيا قطار"  Cynthia Kattar

تنسيق الجلسة التصويرية: " مايا صباح"  Maya Sabbah

ماكياج: لينا من Guerlain 

تنسيق الأزياء: ميثاء الأنصاري، مصممة ومؤسسة "ميثاء الأنصاري"  Maitha Al Ansari

تنسيق المجوهرات: شروق المدفع، مصممة ومؤسسة "شروق المدفع"  Shurooq Al Midfa

تصوير: "محمد هلو" Mohamed Helo

تم التصوير في House of Wisdom في الشارقة

في أروقة بيت الحكمة في قلب إمارة الشارقة، بيت الكتب وأحد أبرز المراكز لتبادل الأفكار والثقافات في الإمارات، التقينا بـ 4 قياديات ناجحات من إمارة الشارقة، إيمانا منا بأهمية تسليط الضوء على شخصيات لمعت في مجالات مختلفة.

في هذه الحوارات الشائقة، اكتشفي مسيرة مديرة العضوية والخدمات في مجلس سيدات أعمال الشارقة مريم بن الشيخ التي تسعى من خلال مركزها إلى تمكين المرأة في المجال الاقتصادي، ومديرة مشروع Sweetopia عائشة السوقي، وعضوة مؤسسة لمشروع وتطبيق تعليم اللغة العربية Arabee فرح لاكاني، إضافة إلى مؤسسة Organic Guild لتطوير الصناعة العضوية مريم الجنيبي.

 

مدير ة العضوية والخدمات في مجلس سيدات أعمال الشارقة مريم بن الشيخ: نسعى إلى تعزيز الاهتمام بالمجالات غير التقليدية

مدير ة العضوية والخدمات في مجلس سيدات أعمال الشارقة مريم بن الشيخ

 

حدّثينا بداية عن طفولتك ودراستك وبداياتك.

في طفولتي وخلال نشأتي، لطالما كنت مميّزة بالنسبة إلى والدي، إذ كان يرى فيّ شيئا من صفاته، وكان يحاول تحفيزي دائما، لأنه كان يؤمن بقدرتي على الإنجاز. ولطالما كان والدي سندي وهو أكبر داعم لي. وكذلك الأمر بالنسبة إلى والدتي طبعا. خلال نشأتي، لطالما أردت أن أحقّق تغييرا يكون له صدى إيجابي في المجتمع. لذلك، تخصّصت في العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية في الشارقة، فهذا الاختصاص يخوّلك الدخول إلى أيّ مجال تريدينه، ويمكّنك من مناقشة كلّ المواضيع، واكتساب خبرة في هذه المواضيع. وعقب الجامعة، عملت في مجال تشجيع الاستثمار، ولا سيّما في أوروبا والمملكة المتحدة. ثم شاركت في برنامج الشارقة للقادة، حيث تعلّمت الكثير عن كيفية استخدام الأدوات التي درست عنها، داخل إمارة الشارقة. وبعد ذلك، انضممت إلى مجلس سيدات أعمال الشارقة، حيث كان هدفنا تحقيق رؤية الشيخة التي تسعى إلى التمكين الاقتصادي للمرأة. نحن نشكّل إذا فريقا يعمل على تحقيق هذا الهدف والمرأة هي ثروتنا. نحن نسعى إلى تعزيز دور المرأة في البيئات الأكثر استدامة وإلى تسهيل وصولهن إلى المجالات التي يردنها والعمل فيها. تجدر الإشارة إلى أننا لا نركز على القطاعات المزدهرة حاليا وحسب، بل نهتمّ أيضا بالمجالات التي ستزدهر وتنمو خلال السنوات القادمة والمشاريع المستقبلية. كما أننا نحاول إشراك المرأة في القطاعات غير التقليدية، إذ عادة ما نرى المرأة تدخل المجالات التقليدية كالأزياء والموضة، وهو الأمر الذي ندعمه بالكامل، لكنّنا نريد إشراك المرأة في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أيضا. وبالفعل، فإنّ معظم النساء اللواتي نتعامل معهنّ يبدين اهتماما في هذه المجالات، خاصة في ظل الدعم الذي توفّره إمارة الشارقة ضمن رؤية الشيخ سلطان بن محمد القاسم يحاكم الشارقة والشيخة هند حول تمكين النساء، ولا سيما الشابات منهنّ، فهذا يمنحنّ ثقة في النفس لاحقا لاختيار ما يناسبهنّ. إنّ إمارة الشارقة سبّاقة فعلا في هذا الموضوع.

حدّثينا عن منصبك الحالي بصفتك مديرة مجلس سيدات أعمال الشارقة.

إنّ هدفي بصفتي مديرة مجلس سيدات أعمال الشارقة هو تحقيق أهداف الشيخة لتمكين المرأة في المجال الاقتصادي. أمّا داعمي الأكبر، فهو فريقي الذي يقف وراء نجاح كلّ ما أفعل. يتشكّل فريقي من نساء شابات مثقفات ومتحمّسات لمساعدة النساء الأخريات. لذلك ركّزنا على وضع استراتيجية للنساء في الشارقة، ولا سيّما في المجال الاقتصادي، فضلا عن إتاحة الفرصة أمام النساء للوصول إلى المستثمرين والزبائن، وتسليط الضوء في المجتمع على ما يمكن للنساء تقديمه. دوري هو أن أسهّل الأمر على النساء. وهذا ما نجحنا في فعله في مجلس سيدات أعمال الشارقة. لدينا أيضا في المجلس أقسام التسويق والتواصل والدراسات والتطوير والشراكة. نعمل كلّنا بقيادة الشيخة هند بصفتها رئيسة المجلس.

 كيف تعاملتم مع أزمة كورونا؟ وكيف استمرّ عملكم في ظلّ هذه الجائحة؟

لحسن حظنا في مجلس سيدات أعمال الشارقة، كنّا قد بدأنا اتّباع أسلوب العمل عبر الإنترنت، ووضعنا كل وثائقنا ومعلوماتنا وتطبيقنا وعملنا على الشبكة. لذلك، كان من السهل جدا علينا مواصلة العمل عن بُعد. حتى إن عدد الأعضاء ارتفع خلال الجائحة لأن الناس كانوا يبحثون عن ورش العمل هذه وهذا الدعم والشعور بالأمان، وكان من الضروري أن يعلموا أن هناك مجلسا يسعى إلى دعمهم بشكل كامل. لكن بالطبع لم نستطع المشاركة في المعارض بحكم الإقفال العام في زمن الكورونا. هذا هو الشيء الوحيد الذي فاتنا لأننا نحبّ المشاركة في المعارض، ونحب دعم أعضاء المجلس وتقديمهم إلى المستثمرين والزبائن والشركاء المحتملين. ولكن نأمل أن نعاود هذا النشاط مع إعادة فتح المعارض.

 دائما ما تشجّع إمارة الشارقة الأعمال والنشاطات الثقافية. إلى أين تتّجه الشارقة في السنوات القادمة؟

 إنّ إمارة الشارقة سبّاقة في هذا المجال. ففي الوقت الذي نفكّر فيه نحن في السنوات الخمس أو العشر المقبلة، يتميّز الحاكم باستشرافه المستقبل البعيد. فهو يملك خطة استراتيجية حول الموضع المستقبلي لإمارة الشارقة. أينما تنظرين في الشارقة، تجدين الثقافة ولمسة الحاكم الخاصة، سواء في المباني الحكومية، أو المبادرات الشبابية، أو شؤون المرأة، أو الفنون أو المتاحف، إذ تضمّ الشارقة أكبر عدد من المتاحف في الإمارات العربية المتحدة. حتى إن معظم المواقع الإماراتية المدرجة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي موجودة في الشارقة. هذه الإمارة هي رائدة في هذا المجال، وأنا لديّ ثقة عمياء في هذا الشأن لأن الحاكم يعلم جيدا ما يفعله، وهو وراء هذه الرؤية لجعل الشارقة مركزا ثقافيا وفنيا. تجدر الإشارة أيضا إلى المؤسسات التي افتتحتها الشيخة بهدف التركيز على الطفل والفنون والحرف للأطفال والنساء على حدّ سواء، بحيث يظهر الفنّ والثقافة في كل قطاع في الشارقة. وأما المكان الذي نجلس فيه الآن، "بيت الحكمة"، فهو يشكّل قطعة فنية حيث تتجسّد الاستدامة في هذا المكان العزيز جدا على قلب الحاكم. وبالفعل، أينما نظرنا في الشارقة، تدهشنا الثقافة والفنون المنتشرة. حتى إن الأجانب القادمين من خارج الإمارات يذهبون إلى الشارقة قبل أي مكان آخر للاطلاع على الثقافة الإماراتية.

 ما السر وراء إيجابتيك الدائمة؟

 هذه نعمة من الله وأمانة من حاكم الشارقة. حين بدأت في العمل، حرصت على إعطاء كل ما لدي، لأن الحاكم استثمر فينا وفي الشباب وعمل على تثقيفنا. أقلّ ما يمكن أن نفعله هو ردّ الجميل لإمارة الشارقة. وقد أتيحت لي فرصة إدارة مجلس سيدات أعمال الشارقة وفرصة عضوية لجنة الشؤون المالية والاقتصادية والصناعية التابعة للمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة. هذه الفرص التي أعطيت لي هي بمنزلة أمانة، وعليّ  أن أعمل بصدق ونزاهة. إنّ كل ما أفعله هو خدمة للأهداف والرؤية الموضوعة. إنّ الشباب في الشارقة في أيدٍ أمينة. أمّا في ما يخصّني شخصيا، فأنا أسعى إلى إرساء إرث وإحداث وقع إيجابي وخدمة جيلي وجيل الشارقة المستقبلي. أنا أؤمن بأن الإنسان يحصد نتيجة أعماله، لذلك، ينبغي علينا العمل والقيادة بنية حسنة.

 أين ترين نفسك في المستقبل؟

 هذا سؤال مفتوح على الكثير من الاحتمالات، لأنني مستعدّة لإنجاز كل ما أكلّف به كي أتمكّن من وضع مهاراتي وأدواتي في خدمة المصلحة العامة. أمّا على الصعيد الشخصي، فأنا أسعى إلى إرساء إرثي الخاص، وأن أثقّف نفسي أكثر. أريد أن أكون قادرة على خلق هذا المستقبل لي ورد الجميل لإمارة الشارقة. أما في مجلس سيدات أعمال الشارقة، فنسعى إلى تعزيز الاهتمام بالمجالات غير التقليدية كما ذكرت سابقا. وبعد العيد، ستكون للمجلس انطلاقة مذهلة ومبادرات جديدة. نحن موجودون لمساعدة الناس في نهاية الأمر.

مديرة مشروع Sweetopia عائشة السوقي: نجاحنا يعود إلى التجدد والشغف

مديرة مشروع Sweetopia عائشة السوقي

 

حدّثينا عن مشروعك الذي بدأته في عام 2009.

 بداية كان مشروعا منزليا تماما. بدأته في البيت مع والدتي. كنّا نحاول ابتكار أفكار جديدة من الحلويات كالحلويات الغربية التي نضيف إليها نكهاتنا العربية الخاصة كحلوى التشيز كيك. كانت بدايتنا بسيطة جدا، حتى إن وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن رائجة جدا، فكنّا نتلقّى الطلبيات عبر جهاز البلاكبيري. ثمّ بدأ اسمنا ينتشر شيئا فشيئا في الشارقة ثم في عجمان، ومع الوقت انتشرنا في كل أنحاء الإمارات. ومع تطوّر عملنا، درسنا كيفية إدارة المشاريع، خاصة أنني لا أملك خلفية في العمل التجاري، فاختصاصي الأساسي هو الهندسة. في عام 2012، قرّرت التفرّغ بالكامل للأعمال، فاستقلت من وظيفتي وخلال سنة، أي في عام 2013، افتتحت متجري الأول بتمويل من والدتي وأخي. ولم نكن نتوقع إقبالا ضخما بالشكل الذي شهدناه. لقد مررنا بمراحل كثيرة خلال إدارة المشروع، وبدأنا نتوسع في المنتجات ونعرضها للبيع في متاجر حلويات أخرى. في عام 2017، قرّرنا تحقيق نقلة نوعية كاملة في المشروع كتغيير الموقع والانتقال من المنطقة الصناعية في الشارقة. وفي عام 2018، افتتحنا فرعنا الثاني في منطقة مويلح، المدينة الجامعية، وحوّلنا الفرع الأوّل إلى مطبخ مركزي يورّد إلى الفرع الثاني. واليوم لدينا ما يقارب الـ70 منتجا، بما في ذلك وجبات خفيفة صحية والسلطات الصحية. وبينما كنّا في متجرنا الأول نكتفي بتقديم قهوة مجانية للزبائن، لدينا اليوم مقهى متكامل مع قائمة طعام ووجبات عشاء. كما أُعيدَ تشكيل الكثير من المنتجات. دخلنا مجالا جديدا للمرة الأولى. وقد أحبّ الناس كل منتجاتنا في جميع أنحاء الإمارات. وكنّا نورّد منتجاتنا للمقاهي التي لا تملك مطبخا مركزيا. قبل جائحة كورونا، بلغ عدد المقاهي التي نتعامل معها 20 مقهى في الإمارات. ولكن مع الوباء، انخفض هذا العدد.

 كيف تأقلمتم مع جائحة كورونا؟

 كان الأمر صعبا في بداية الجائحة، إذ لم نكن نعلم إلى أين ستتجّه الأمور في ظل الوباء. قرّرنا الإغلاق لمدّة أسبوعين، وكان ذلك قبيل شهر رمضان. وكان فريق العمل بمنزلة عائلتي، وأبدوا مساندتهم لي في أي قرار أتّخذه. استأنفنا العمل في اليوم الأوّل من رمضان والحمد للّه، كانت مبيعاتنا كفيلة بإنقاذ المتجر للشهور الثلاثة المقبلة. ومع إعادة فتح البلاد منذ شهر أكتوبر، تحسّنت مبيعاتنا بنسبة مئة بالمئة. والآن أصبحنا نعرف زبائننا وطريقة تفكيرهم أكثر فأكثر. أحدثنا تغييرا جذريا حتّى في شكل الهوية البصرية للمشروع، ولدينا اليوم قائمة طعام لكلّ فصل من فصول السنة. وبدأ الناس يترقّبون جديدنا.

 ما سر نجاح SweetOpia؟

التجدد والشغف. أنا لا ألجأ إلى تعيين موظّفين لديهم خبرة في الطبخ. لقد عملت بنفسي على تعليم فريق العمل الأول الذي بدأت معه، وهذا الفريق علّم الموظفين الآخرين. ودائما ما أسأل عن حاجة السوق بهدف ابتكار المنتج المناسب من دون تقليد لأي فكرة أخرى. إنّ الإنسان الذي يملك شغفا لا يضعف أبدا.

ما مشاريعك المستقبلية؟

حاليا، ندرس إمكانية إيصال بعض موادنا ومنتجاتنا إلى مرحلة التجميد قبل وصولها إلى المستهلك. ولكن لا يزال هذا المشروع قيد البحث، إذ يهمّنا الحفاظ على المنتج وعلى جودته. فقد اكتشفنا مثلا أن بعض المنتجات تتحسّن نوعيتها بعد التجميد، على عكس منتجات أخرى. نحن إذا بصدد دراسة المزيد من الأمور قبل الوصول إلى تحقيق هذا المشروع.

 

عضوة مؤسسة لتطبيق تعليم اللغة العربية Arabee فرح لاكاني: نتمنّى أن نتواجد في جميع المدارس لتحسين قدرات الأطفال اللغوية

عضوة مؤسسة لتطبيق تعليم اللغة العربية Arabee فرح لاكاني

 

 أخبرينا عن دراستكِ. ماذا درستِ في البداية؟ وما الذي أثار اهتمامك الكبير باللغة العربية؟

ولدت وترعرعت في بريطانيا، ودرست اللغة العربية والدراسات الإسلامية في الجامعة. حصلت على شهادة في اللغة العربية، ثمّ تابعت دراستي وحزت درجة الماجستير في اللغة العربية واللسانيات التطبيقية والفلسفة من جامعة كامبريدج. ثمّ بدأت أعمل صحفية لوكالة "أسوشيتد برس" للأنباء، حيث تمّ تعييني في مكتب الشرق الأوسط، فذهبت حينها إلى الضفة الغربية. وعندما كنت في الجامعة، عملت لدى الأمم المتحدة في تدريس اللغة الإنجليزية للاجئين الفلسطينيين في مخيم الوحدات في عَمان. كما درّست اللغة الإنجليزية في المجلس الثقافي البريطاني في مصر. وبحكم أنني صحفية، سافرت إلى جنوب لبنان وغزة. وعملت أيضا في "أخبار تلفزيون أسوشيتد برس"، ما ساعدني على التقدّم في الصحافة واللغة العربية على حد سواء.

 من أين أتت فكرة تطبيق Arabee؟

أنا صديقة للنكا وسعيد، ونحن جيران أيضا. سعيد إماراتي الجنسية ولنكا سلوفاكية. أمّا أولادهما، فهم يتقنون اللغة السلوفاكية أكثر من العربية. وعلى الرغم من أن اللغة العربية إلزامية في المدرسة، ما زال أولادي يعانون مع هذه اللغة. فهم يدرسونها أربع مرات في الأسبوع في ما يعادل 4 آلاف دقيقة في السنة. فبدأت أذهب إلى مدرستهم لمساعدة المدرّسين في اكتشاف المشكلة، وأجرينا بحثا موسّعا لمعرفة المشكلة.

 وما كانت المشكلة؟

 عند تدريس اللغة، يجب الأخد في عين الاعتبار أساليب التعليم والمحتوى والقيمة التربوية. وبما أن المنهاج التعليمي مفروض من وزارة التربية، بحثنا في أسلوب تدريس اللغة، ولاحظنا أن تعليم العربية قائم على الحفظ، بينما تغيب الشخصيات المسليّة والمحتوى المرح. عندها، نظرنا إلى ما هو متوافر بين أيدينا، بحيث لم يكن أي أحد قد وضع برنامجا شاملا تقدميا قائما على المنهاج الدراسي. إذا، بدأنا من الأساسيات أي تدريس الأحرف، وكيفية وصل مختلف أشكالها ودمجها، بحيث وضعنا المحتوى الخاص بنا. كانت لنكا تذهب إلى الباحات، حيث يلعب الأولاد وتسألهم عما إذا كانوا يحبون هذه الشخصية أو تلك. لقد كنّا نختار شيئا، وعندما نسأل الأولاد عن رأيهم، كانوا يختارون شيئا مختلفا تماما. ولأنّ برنامجنا يستهدف الأطفال، كان محتوانا كلّه مبنيا على خياراتهم. كما لاحظنا أن أحد الأمور التي يعانيها الأطفال هو إطار العمل العالي المستوى، فمع تحقيق نتائج متفوقة، كان يُتوقّع من الأولاد معرفة عميقة بقواعد اللغة والنحو والتنوين مثلا، ففكّرنا في تبسيط الأمر عبر إعطاء الأولاد الكلمات واعتماد مقاربة تواصلية، ثمّ اعتماد أسلوب الاستجابة الجسدية الكاملة. لدينا إذا عدد من الأغاني والشخصيات، كتلك الأغنية التي يتعلّم من خلالها الأولاد 11 فعلا في دقيقة ونصف الدقيقة من الوقت. من ثمّ يتعلّمون الضمائر المنفصلة "هو" و"أنا". وبعد ذلك، نلجأ إلى الفيديو، ولدينا الآن كرّاسات عمل، وكلّ ما يحتاجون إليه. كما أننا ندرّس المهارات الأربع، وهي الاستماع والتحدّث والقراءة والكتابة.

 ما نصائحك للأهل في ما يتعلّق بتدريس أولادهم؟

 بالطبع أنصحهم باستخدام اللغة العربية، وأنصحهم أيضا بالاستماع لموسيقى عربية. ابني مثلا يحب أغنية عربية، وهو لا ينفكّ يرددّها، ويتعلّم منها، ويسألني عن معنى هذه الكلمة أو تلك. استمعوا لأغنية عربية، وأنتم في السيارة أو اجعلوا أولادكم يشاهدون رسوما متحركة باللغة العربية. أظهروا لهم اللغة العربية لكن بطريقة غير مباشرة. يمكنكم أيضا الاستعانة بأغاني تطبيق Arabee، فهي كلّها أغانٍ تعليمية. استمعوا لهذه الأغاني أثناء اصطحابهم إلى المدرسة في السيارة أو أثناء استحمامهم أو تناولهم الطعام. والأهمّ في ذلك، حددوا وقتا معينا للتحدث معهم بالعربية. أولادي مثلا يجيبونني بالإنجليزية حين أكلّمهم بالعربية. عندها أخبرتهم أنّني لن أردّ على سؤالهم إذا لم يستخدموا اللغة العربية. سيشعرون بالإحباط حتما في البداية، ولكن استطعنا أن نتّفق على استخدام اللغة العربية مرّتين في الأسبوع مثلا. لقد درست مع فريق العمل في Arabee النمو المعرفي لدى الأطفال، أي أننا درسنا النصفين الأيسر والأيمن من الدماغ. يربط الدماغ الصور بالكلمات. إذا، حتى لو لم يدرك الأطفال أنهم يعرفون كلمة معينة حين يسمعونها، فإنّهم سيفهمونها. نحن نتمنّى فعلا أن نتواجد في جميع المدارس.

 

مؤسسة Organic Guild لتطوير الصناعة العضوية مريم الجنيبي: نسعى إلى تطوير أجهزة وأدوات تمكّن الناس من الزراعة في بيتهم من دون صعوبة

مؤسسة Organic Guild لتطوير الصناعة العضوية مريم الجنيبي

 

 حدّثينا عن نفسك، وعن دراستك ومسيرتك المهنية.

 أنا من إمارة الشارقة. منذ طفولتي، عملت عائلتي على ترسيخ الوطنية في نفوسنا، وكانت دوما تحثّني على خدمة الوطن. وعندما كبرت قليلا، كانت مراكز الطفولة قد افتتحت في الشارقة، فانضممت إليها وكان لها الأثر الأكبر في بناء شخصيتي، حيث بدأت أدرك أنني أحبّ تعلّم أشياء جديدة واكتشافها. لقد صقل ذلك شخصيتي. كما أنني أيضا أحبّ الطبيعة والتواجد فيها. التحقت بالجامعة للتخصص في الهندسة الكيميائية. لكن لم أشعر بأنّ هذا المجال يشبهني، فأوقفت دراستي فيه وانتقلت للتخصص في إدارة الأعمال الزراعية. كان ذلك في عام 2005، وكان أساتذة الجامعة منخرطين في مجال الاستدامة والزراعة العضوية. لم يكن هذا المفهوم رائجا حينها، فكان الأمر جديدا تماما بالنسبة إليّ. بدأت أشارك في مؤتمرات تتعلّق بالاستدامة والبيئة، فقرّرت أن ألتحق بوزارة التغيّر المناخي والبيئة. وبالفعل، كانت هذه وظيفتي الأولى، وتدرّبت على يد خبير من ألمانيا في مجال الزراعة العضوية لمدة ثلاث سنوات. ولاحقا قررت الاستقالة من وظيفتي وافتتاح شركتي الخاصة، ذلك أن الوظيفة محدودة الآفاق، ولا تمكّنك من اكتشاف أشياء جديدة، على عكس ريادة الأعمال.

 ما الذي دفعك إلى تأسيس مشروعك؟

 كان الأشخاص من حولي يقولون لي إنّ ريادة الأعمال تلائم شخصيتي، ونصحوني بتجربة هذا المجال وشجّعوني. وأحببت أن أظهر للناس أنّ الزراعة لا تتعلّق بالأعشاب فحسب، بل هي مجال أوسع من ذلك بكثير. لقد تعاملت مع شركات في الخارج وجهات خارجية في هذا المجال. وأنا أتوق دائما لاكتشاف المزيد والوصول إلى حلول لمشكلات كشحّ المياه في بلادنا، وذلك خدمة لوطني والأجيال القادمة.

ما أبرز الإنجازات التي حقّقتها؟

 اختارتني القنصلية الأميركية في برنامج القيادة لسلامة الغذاء والزراعة، وكنت الوحيدة من دول مجلس التعاون الخليجي. وعلى صعيد الشركة، جرى اختيارنا في معرض إكسبو 2020 دبي لتمثيل قطاع الزراعة وسلامة الغذاء الإماراتي في جناح الفرص (opportunity pavilion). كما افتتحنا شركة اسمها "نبتة" متخصصة في الزراعة العضوية الخالصة، حيث حصلنا على وكالات من أفضل الشركات العالمية في هذا المجال.

 برأيك، ما مدى وعي الجيل الحالي ومعرفته حول مفهوم الاستدامة والزراعة العضوية؟

عندما بدأنا في عام 2005، لم يكن الوعي حول هذه المسائل بالمستوى الموجود حاليا. حين عملت في وزارة التغيّر المناخي والبيئة، أجرينا استطلاعات رأي في عام 2012. أمّا اليوم، ازداد وعي الناس في هذا المجال، وازدادت معرفتهم بهذه المفاهيم. حتّى إن هناك أفرادا في المجتمع قد طوّروا أنفسهم على هذا الصعيد، وتفوّقوا على بعض الخبراء أيضا. ونرى أنّ الوعي قد انتشر أيضا بين الصغار والكبار، حتّى إن معظم النساء أصبحن ملمّات ومهتمّات بهذا المجال.

 ما مشاريعك المستقبلية؟

 نحن نسعى إلى تطوير أجهزة وأدوات تمكّن الناس من الزراعة في بيتهم من دون صعوبة. نريد أن نصل إلى حلول لتمكين الناس من زراعة طعامهم في منزلهم بشكل موسمي على الأقل.