طارق لطفي لـ"هي": الشيخ "رمزي" في "القاهرة كابول" شخصية ثرية متناقضة وأحببت لقب "غول تمثيل"

طارق لطفي في مسلسل القاهرة كابول حيث أن الشيخ "رمزي" لعل هي الشخصية الأكثر جدلاً وحديثًا بين الجمهور فور ظهورها في مسلسل "القاهرة كابول"، فيخوض الفنان طارق لطفي تحديًا جديدًا وأكثر صعوبة مع الشخصية الأكثر تطرفًا في رمضان هذا العام؛ فجاءت الكلمات الأولى على لسان هذا الشيخ، والتي كانت بطاقة لتعريف الجمهور به، بمزج كلمات من قصيدة "براءة"  للشاعر الراحل أمل دنقل تليها كلمات نعلمها جيدًا تعبر عن التطرف والإرهاب، لتنبئ أننا أمام شخصية ثرية تحمل الكثير من التناقضات والصراع الداخلي، ويبدو إنها ستحمل المزيد من الجدل مع بداية العرض.

 يتحدث طارق لطفي في حوار خاص لـ"هي" عن تفاصيل هذه الشخصية التي أثارت الجدل فور الإعلان عنها، كما يتحدث عن أسباب القلق الذي يصاحبه بسبب توقعات الجمهور، وكيفية استحضار الفنان طارق لطفي هذه الشخصية، والكثير من التفاصيل عنها في هذا الحوار.


المؤلف عبد الرحيم كمال صاحب رؤية و لديه فكر مُختلف.. فما هو الانطباع الأول الذي شعرت به فور قراءتك لسيناريو مسلسل"القاهرة كابول"؟ 

البداية كانت عندما قرأت اسم المؤلف عبد الرحيم كمال على سيناريو العمل، فسعدت كثيرًا لهذا الأمر، فهو من الكُتاب الذين أحب أعمالهم، وأنتظر كل جديد يقدمه، ثم بعد قراءتي للحلقات الخمس الأولى، وجدت نفسي أمام عمل يحترم المُشاهد والمُمثل، ويحترم الفن بشكل عام .

تتطلب شخصية "الشيخ رمزي" الكثير من الدراسة لأبعاد الشخصية ورؤيته للدين خاصة في مرحلة التطرف والإرهاب .. فهل هناك مراجع لجأت لها من أجل الدور؟ 

الشخصية ليست سهلة، والتفاصيل الخاصة بها مُعقدة، وهي شخصية ثرية وليست عادية، وبها الكثير من التناقضات؛ فعبد الرحيم كمال جمع خمس شخصيات مُختلفة في شخصية واحدة وهي الشيخ "رمزي"، وهذه الشخصيات من رموز التطرف، وما قدمه الكاتب عن الشخصية كان مهمًا للغاية؛ لكنِ لجأت أيضًا لعدد من المراجع وكتب التاريخ والتشكيل، حتى أدرك الشخصية تمامًا. 

لكن هل هناك نموذج أو أشخاص استحضرت منهم روح وتفاصيل الشخصية التي أفادتك في تجسيد هذا الدور؟ 

استحضار هذه الشخصية جاء من الشخصيات التي كتبها الكاتب ووضعها في الشيخ "رمزي"، وأيضًا من الشخصيات التاريخية التي كانت موجودة ومتداولة على الساحة، ومرورًا بأكثر من حراك سياسي، ورأينا الكثيرين منهم واتضحت شخصياتهم، وهم حولنا طوال الوقت، ونعلم جيدًا كيفية حديثهم وتصرفاتهم، فأخذنا الكثير من تفاصيل هؤلاء الأشخاص، وهناك الكثير من المفاجأت التي سيشاهدها الجمهور بالعمل.

يبدو من الشكل الخارجي أن الشخصية استغرقت الكثير من الوقت للوقف على التفاصيل والعناصر الخاصة بها.. فما هو الوقت الذي استغرقته للتحضير لها؟ 

بالنسبة للشكل الخارجي، فقد أطلقت لحيتي على مدار ستة أشهر قبل التصوير، ثم عام كامل أثناء التصوير، وبسبب هذه اللحية رفضت الكثير من الأعمال، حتى أحافظ على هذا الشكل إلى أن ينتهي التصوير، ولعل نبرة الصوت وطريقة السير، هي أكثر ما أرهقني، واستهلكا طاقة غير عادية، وقُمت بإختيار نبرة الصوت وطريقة الالقاء مع مخرج العمل حسام علي، وتسببت هذه الطريقة في إرهاق أحبالي الصوتية، خاصة مع المشاهد الطويلة، فبسبب هذه المشاهد والإرهاق الذي تعرضت له، كنت أتوقف عن التصوير لتناول المشروبات الساخنة، ثم نضطر لإعادة المشهد من جديد.

كما ذكرت أن تفاصيل الشخصية وتركيبتها الخاصة شكلت صعوبة أثناء التصوير.. فما هي المرحلة الأصعب التي مرت بها وما هو المشهد الذي لن تنساه؟

لم تكن هناك مراحل تحول كبيرة في الشخصية، لكن هناك مشاهد فلاش باك خاصة بمرحلة الطفولة لتوضح للمشاهد الأسباب التي أدت إلي ذلك، أما عن أصعب المشاهد، فهناك مشهد هو الأصعب بالنسبة لي، لكن لا أستطيع الحديث عنه في الوقت الحالي لأنه هام في الأحداث، وهذه الشخصية و"القاهرة كابول" بشكل عام، كان يمثل لي حالة من المتعة، وكنت أذهب للتصوير من أجل الاستمتاع مع زملائي بهذا العمل

هذه الشخصية ليست عادية وستكون محط أنظار الجميع.. فإلى أي مدى يصاحبك القلق وما أكثر ما تخشاه منها؟

أكثر ما يخيفني أن يحدث مُبالغة في التوقعات، فيصبح ضد العمل وليس في صالحه؛ لكن ما أستطيع قوله إننا حاولنا وبذلنا أقصى ما يمكن من جهد، فنحن نحترم ما نقدمه، ونحترم الجمهور، وأيضًا نحترم تاريخنا وأعمالنا التي حققت النجاح، وأصبحت من العلامات الموجودة في تاريخ كلاً منا، لذلك أكثر ما يقلقني هو أن يكون خيال الجمهور أكبر بكثير مما نقدمه.

فور طرح البوستر والصور الدعائية للعمل ربط الجمهور بين مظهره وبعض الشخصيات المعروفة؟ 

هناك الكثير من المفاجأت الخاصة بالشكل الخارجي، والشيخ رمزي كما قلت هو مستوحي من أكثر من شخصية، لذلك حاولنا أن يرى الجمهور أكثر من ملمح لها، وليست مجرد شخصية واحدة، وعندما وصلنا لمرحلة الدعاية تم الاستقرار على الدعاية لهذا الشكل، وهناك أشياء أخرى نحتفظ بها داخل العمل إلي أن يكتشفها الجمهور عند المشاهدة

وكيف رأيت حالة الجدل هذه فور طرح البوستر والدعاية الخاصة بالعمل؟

في الحقيقة صنع البوستر نجاحا ترويجيا غير عادي، وهذا يعود لكل القائمين على العمل، ويعود أيضًا لوجود أسماء أبطال ونجوم كبار لهم تاريخهم الكبير، بداية من الكبير نبيل الحلفاوي، وخالد الصاوي، وفتحي عبد الوهاب، وحنان مطاوع، وكانت هناك مشاركات متميزة من نجوم شباب، وهناك اثنين أراهن على موهبتهم، وسيكونان من النجوم القادمين خلال الفترة المُقبلة، واستمتعت أيضًا بالعمل مع المُخرج حسام علي، وأتمنى التوفيق لنا جميعًا في هذا العمل.

أنت صاحب مسيرة فنية طويلة تمتد لأكثر من 30 عاما .. لكن هل "الشيخ رمزي" هو الشخصية الأصعب والأهم في مسيرتك؟

كل دور وعمل جديد هو الأصعب إلى أن ينتهي ويصبح العمل الجديد هو الأصعب والأهم، وفي مسيرتي التي امتدت لسنوات طويلة كانت أخطائي بها بسيطة واعتذرت عنها، لكن أحمد الله مع كل عمل حاولت بذل فيه جهد كبير، ومازال لدي الصبر لعدم العمل لعام أو عامين حتى أقدم ما يحسب لي ولا يحسب ضدي.

"شهادة ميلاد" و"بعد البداية" و"بين عالمين" وغيرها من الأعمال التي أحبها الجمهور.. لكن هل أزعجك تأجيل عرض "القاهرة كابول" لأكثر من مرة وتسبب في غيابك لفترة طويلة؟ 

كان من المؤلم أن يستمر غيابي على مدار ثلاث سنوات متتالية في رمضان، لكنِ قدمت فيلم "122"، والذي حقق نجاحا كبيرا، وغبت لمدة عام، ثم بدأت في تصوير "القاهرة كابول"، وكان من المُفترض عرضه العام الماضي، لكنه تأجل رغمًا عنا بسبب أزمة كورونا وضرورة التصوير في الخارج، لكنِ أتمنى عدم الغياب مرة أخرى، وتقديم أعمال تحترم عقل الجمهور، وتقديم رسالة هامة لهم.

يعرض إلى جانب " القاهرة كابول" أعمال أخرى مثل "هجمة مرتدة " و"الإختيار٢" وجميعها أعمال صنعت بهدف الحد من التطرف والإرهاب .. فما رأيك بعرضها جميعًا في توقيت واحد؟ 

لا أعلم تفاصيل ما سيقدمه مسلسل "الإختيار2" و"هجمة مرتدة"؛ ولكن حدث هجوم كبير على القيم الوطنية، والرموز، لذلك كان يجب تقديم أعمال تحذف هذا الهجوم، وتوعي وتفهم الناس بما تقدمه هذه الجهات والمؤسسات من إخلاص للوطن، وأيضًا هناك أخطاء التي تنسب للدين، من كثرة ترديدها والاستماع لها، يظن المُتلقي إنها الحقيقة، وهذا خطأ، لذلك كان يجب تقديم أعمال توضح وتصحح هذه المفاهيم الخاطئة.

"غول تمثيل" لقب أصبح ملازمًا لك في الفترة الأخيرة .. فما رأيك به وهل تستهويك فكرة الألقاب؟ 

أشكر من فكر في هذا المسمى، وأعتبره تكريم من الجمهور، وهو لقب تكريمي، ونحن شعب نحب هذه التعبيرات بيننا ونحب إطلاق الألقاب، وبالتأكيد يسعدني هذا اللقب وأحببته، لكنه في الوقت ذاته يشعرني بالخوف في كل مشهد أقدمه، لذلك أذاكر وأجتهد جيدًا حتى لا أخذل من ينتظر مني الأفضل.

بدأت في تصوير فيلم " حفلة 9 " ثم توقف التصوير .. فما هو مصير هذا الفيلم؟

تعثرت الشركة المُنتجة لهذا الفيلم ماليًا، وهناك خلافات بين أصحاب هذه الشركة، لكن المُنتج الفني لهذا العمل تحدث أن الفيلم سوف يتم استئناف تصويره في شتاء 2021، أي في أكتوبر المُقبل، هذا ما أعلمه حتى الآن.

ما هي الأعمال التي تنتظر متابعتها لزملائك في رمضان؟

سأحاول متابعة كافة الأعمال التي قدمها زملائي، وأعلم أن الجميع قد بذل مجهودا كبيرا وأقصى طاقة وتفكير لديه، وهناك منافسة بين الجميع لكنها منافسة شريفة في صالح المُشاهد والصناعة بأكملها، وأتمنى لهم جميعًا التوفيق.