محمد ثروت لـ "هي" : فرحة الجمهور بعودتي صدمتني ولم أغب لكن احترمت تاريخي

"صوت الألماظ، عودة أفضل صوت في مصر، صاحب الفن الجميل"، بهذه الكلمات رحب جيل تربى على فنه الراقِ، و جيل أخر جديد لم تسنح لهم الفرصة بالاستماع لصاحب التاريخ الكبير، الفنان محمد ثروت، والذي على الرغم من تواجده بالساحة الفنية بالفعل وتقديمه لعدد من حفلات الإنشاد الديني، إلا أن طرحه لأغنيته الجديدة "يا مستعجل فراقي"، تسبب في ضجة واسعة بالوسط الفني، وخلق حالة من السعادة العارمة بين جمهوره بمُختلف أعماره، لعودة الصوت الذهبي من جديد بأغنية تحترم تاريخه الفني الكبير.

وفي حوار خاص لـ"هي" تحدث الفنان محمد ثروت عن أسباب عودته من خلال الأغنية العاطفية "يا مستعجل فراقي"، وسبب طرحها في هذا التوقيت، وأسباب غيابه طوال السنوات الماضية، وتعليقه على إعجاب الجمهور بهذه الأغنية، والكثير من التفاصيل في هذا الحوار.

صوت من الألماظ وصوت يجب أن يُدرس والكثير من التعليقات التي حملت إشادة من جمهورك لأغنيتك "يا مستعجل فراقي".. فكيف استقبلت هذه الكلمات بعد هذا الغياب؟

هذه التعليقات وغيرها الكثير، كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لي، وأشكرهم وأحييهم على محبتهم التي غمرتني طوال الأيام الماضية وفور طرح الأغنية، وسعيد بوصول صوتي لهم، سواء الأجيال التي تعرفني جيدًا أو الأجيال التي تسمعني للمرة الأولى، والذين أشكرهم تحديدًا على وجودهم في حياتي، لأنهم يستمعوا لما أقدمه لأول مرة، وكانت تعليقاتهم رائعة.

يرغب الجميع في معرفة ما سبب غيابك طوال هذه السنوات والتي اخترت أن تقدم بها الإنشاد الديني فقط؟

ليس غياب أو بعد عن جمهوري الحبيب؛ لكن أحب التواجد بأعمال تستحق هذا التواجد، وأحب اختيار أعمالي بعناية، وأحرص على ما أقدمه للجمهور، ولا أحب أن أطلق على هذا كلمة غياب، بقدر كونه حرص على ما أقدمه للجمهور، وأيضًا بقدري واحترامي لنفسي، ولما قدمته لهم على مدار سنوات طويلة.

هل كان الجمهور ينتظر تقديم الفن الجيد لذلك كانت ردود أفعالهم قوية فور عودتك مرة أخرى وتقديم أغنية بها مواصفات النجاح؟

لا أعلم، لكنِ شعرت وكأنِ شخص مسافرًا ثم عاد مرة أخرى لأحبائه، الذين قاموا باستقباله بترحاب شديد، ولا يمكن وصف سعادتي عند قراءة كافة التعليقات التي تصلني منهم، ولم أتوقع أو أتخيل تحقيق هذا النجاح الكبير، فوافقت على هذه الأغنية لحبي لها، ولم أتخيل أن تصل للجمهور بهذه الطريقة، ومن يتحدث معي يقول إنه يسمعها لأكثر من 10 مرات ويعيدها دون ملل.

حدثني عن اللحظات الأخيرة قبل طرح هذه الأغنية ومقابلة الجمهور من جديد؟

قبل طرح أي عمل جديد وتسجيل أغنية أو حفل غنائي، وبعد كل هذه السنوات والخبرة، أعتدت أن يصيبني القلق؛ لكن شركة الإنتاج والتي يملكها ابني أحمد ثروت، ومجموعة من الشباب، كانت لديهم خطة عمل نسير عليها، وهم على علم ودراية بما يحدث في مواقع التواصل، واختيار توقيت الطرح، ووجدوا إنها مناسبة تمامًا للوقت الحالي، ووفقنا الله في هذا الأمر.

ولماذا اخترت الأغنية العاطفية لتكون هي صاحبة ضربة البداية من الألبوم الجديد؟

 قدمت مؤخرًا أعمال دينية وهي "مناجاة 1" و"مناجاة 2"، وعندما عقدت جلسة عمل مع أحمد ثروت، فضل هو أن تكون العودة من خلال شكل جديد، على مستوى الكلمات والفيديو كليب، وبدأت بالفعل التحضير للألبوم مُنذ سنة، واستمعت للحن هذه الأغنية من الملحن المُبدع محمد رحيم، وخلقت بداخلي حالة مُختلفة، وعند البدء في طرح الأغاني اخترنا هذه الأغنية للبدء بها، وأتمنى بعد النجاح الكبير الذي حدث، أن نقيم حفلات غنائية حتى التقي بجمهوري وبالجيل الجديد الذي تقربت منه، وأرغب في رؤيتهم، والفيديو كليب مهم، لكن الحفلات الغنائية هي الأهم بالنسبة لي.

لماذا تم اختيار التصوير بقصر طوسون ومن صاحب هذه الفكرة؟

كانت رغبة وفكرة أحمد ثروت، فكان يرغب في التصوير بمكان ضخم وتاريخي لكن في الوقت نفسه يظهر المكان وهو محطم تمامًا في الكليب، ليتناسب مع كلمات والحالة الخاصة بالأغنية

تعاونت مع جيل من كبار أساتذة الموسيقى.. فكيف استطعت الإندماج مع الجيل الجديد وما هي أبرز الفوارق بينهما؟

الحياة زاخرة بالموهوبين على مر العصور، ولدينا شباب يمتلك موهبة حقيقية، ومن بين هؤلاء الموهبين محمد رحيم، ووليد سعد، ومدين، وعزيز الشافعي، ومحمود الخيامي وغيرهم، وتعاملت من قبل مع محمد رحيم لكن في نوعية بعيدة عن الأغاني العاطفية، وعندما قررت العودة لهذه النوعية مرة أخرى، كان رحيم ضمن المجموعة التي قررت العمل معها، وكان لقاءنا سهل وبدون أي عقبات.

محمد ثروت

ألقيت بمسؤولية كبيرة على ابنك المُخرج والمُنتج أحمد ثروت.. فهل تخوفت من إخفاقه في هذه المهمة؟

أحمد كان حريص وأمين طوال فترة الأعداد والتحضير لهذه الأغنية، فكان يحرص دائمًا على مشوار والده وألا يتواجد أي أمرًا سلبيًا يؤثر به، وأن يكون كل ما نقوم به مناسب لي، وعلى الرغم من إخراجه لعدد من الأفلام التسجيلية والإعلانات، وتعاونه مع الشئون المعنوية والداخلية ووزارة التخطيط، لكن هذا هو أول فيديو كليب يقوم بإخراجه، وكان بمثابة الإمتحان بالنسبة له، وسعدت برؤيته.

من هنأك على العودة ونجاح هذه الأغنية؟

عدد كبير من الأسماء أذكر منهم ابن جيلي مدحت صالح، وخالد سليم، ومحمد منير، ومحمد حماقي، وأبو، وتامر حسني، وجنات، وهيثم شاكر، وأنوشكا، وأنغام كانت أول المهنئين.

تحدثت عن إعادة تقديم أغنيتك  الناجحة "يا طيور النورس".. فلمذا هذه الأغنية تحديدًا؟

أشعر دائمًا أن هذه الأغنية بها رشاقة وخفة دم ومعلومة للأطفال، وكانت  كلماتها راقية من صلاح جاهين، ومن ألحان هاني شنودة، ومر على إصدارها ما يقرب من 35 عام، لذلك فكرنا في إعادة تقديمها، وهناك الكثير من الأغنيات التي أحبها أيضًا مثل جدو علي، ورشا، وبسم الله، وسلام لماما.

في رأيك لماذا لم يعد هناك اهتمام بتقديم هذه النوعية من الأغاني للأطفال؟

لا أعلم، لكنِ قُمت بواجبي تمامًا تجاه الأطفال، وقدمت لأجيال مجموعة من الأغاني التي أعجبتهم، ومازالت موجودة حتى الأن.

محمد ثروت

هل لدينا مشكلة في كتابة الكلمات للأطفال وتوجيه أغانِ جيدة لهم؟

يجب أن نعلم أولاً ماذا نريد وما نرغب في تقديمه، وإذا كانت هناك نوعية من الأغاني نحتاج لها، يجب تشجيعها حتى تظهر للنور، وبأمانة شديدة، الجمهور كان يطالب دائمًا بتقديم أغانِ جيدة، وعندما قدمتها لهم، لم يقصروا في الإشادة بها وتشجيعها، بل تحدث معي كل الفنانين من داخل وخارج مصر، وكذلك الشخصيات العامة، وعبر جمهوري عن فرحتهم الكبيرة بها، ولا يمكن وصف هذه الفرحة، التي لم أر مثلها من قبل.

لمن تحب الاستماع من المطربين؟

تعجبني اختيارت أنغام، وأمال ماهر، وتامر حسني، وعمرو دياب، وهيثم شاكر، وخالد سليم، ومصطفى قمر لديه دائمًا أفكار جديدة، ومدحت صالح، ومحمد منير.

هل لديك الرغبة في التعاون بدويتو جديد مع أحد النجوم؟

لدى أحمد الرغبة في تقديمي لدويتو جديد، وسابقًا قدمت العديد من الأغاني المُشتركة مع عدد من النجوم، فتعاونت مع سميرة سعيد، وهاني شاكر، ونادية مصطفى، وسوزان عطية، وحياة الإدريسي من المغرب، وكريم الصقلي من تونس، ومع نيللي.