"جسيكا مكورماك" Jessica McCormack.. تصاميم تجمع بين الحداثة والأنتيك

لندن: “سهى حامد” Souha Hamed

" 7 كارلوس بلايس" Carlos Place 7 ، عنوان أنيق في منطقة "مايفير" الراقية وسط لندن. بيت شيّد في القرن التاسع عشر، حولته مصممة المجوهرات النيوزيلندية الأصل "جسيكا مكورماك" Jessica McCormack الى وجهة هامة للشهيرات والأنيقات اللواتي يبحثن عن مجوهرات عصرية تحمل نفحات العراقة والزمن الجميل. تتزين شهيرات كثيرات بابتكاراتها، فكانت "ريهانا" أولهن في عام 2010 ، وتلتها الكثيرات من بينهن الأميرة "ميغان ماركل" دوقة ويسكس، التي تزينت بعقد "تاتو" Tattoo عند زيارتها الى نيوزيلندة، كما ظهرت أكثر من مرة بقرط أذن "جيبست" Gypset يحمل توقيعها. وكذلك "فيكتوريا بيكهام" و"إيما واتسون" و"مادونا" وتطول اللائحة. تمزج "جسيكا" في أسلوبها بين العصرية والتقنيات العتيقة في صناعة المجوهرات، وتهتم بتقديم مصاغ يصاحب المرأة في جميع نشاطاتها، ويبقى معها طوال العمر. في ذلك العنوان الأنيق، ووسط الأعمال الفنية الجميلة التي تزين غرفة المكتبة في الطابق الثاني من المبنى، جلسنا مع “جسيكا” نتحدث معها عن مشوراها المهني وأسلوبها الفني.

ترعرعت "جسيكا" في عالم الأثريات، فهي ابنة أحد تجار الأنتيك في نيوزيلندة. وانتقلت الى لندن وهي في سن الخامسة والعشرين لتعمل في قسم المجوهرات في دار "سوذبيز" Sotheby’s . وهناك بنت خبراتها ولمست أهم المجوهرات في العالم، مثل جواهر البلاط الروسي واصدارات "كارتييه" Cartier من عشرينيات القرن العشرين وأعمال الفرنسية "سوزان بلبيرون" Suzanne Belperron . فولد مزيج أسلوبها الخاص في التصميم الحديث باستخدام الأساليب التقليدية لصناعة المجوهرات، خاصة تقنيات الحقبة الجورجية والفيكتورية. تقول:"أثرت تجربتي مع "سوذبيز" على عملي بشكل كبير فاذا تأملتي جميع مجموعاتي لرأيتي تأثير حقبة العشرينات من القرن الماضي. وكذلك تأثير الاسلوب الجورجي في ترصيع الماس الذي يضفي عليه مظهر النعومة، الى جانب الأسلوب الفيكتوري في الصياغة. وإنما أفسرها واستخدمها بأسلوبي الخاص والمعاصر فلا تكون نسخة عن القديم. فأنا آخذ تقنيات عتيقة وأحدثها لتكون مناسبة للمرأة العصرية فتتزين بها كل يوم وفي جميع المناسبات، سواء عند ذهابها الى العمل أو مرافقة أبنائها الى المدرسة او حضورها اجتماع مجلس الادارة أو خروجها الى عشاء ساهر". يلفت في انتاجات "جسيكا" أن قطع المجموعات المختلفة تتناسق مع بعضها البعض. تقول: "عندما أصمم مجموعاتي الجديدة أفكر كيف يمكن أن تمزج قطعها مع قطع من مجموعاتي السابقة. كما أفكر أيضا كيف يمكن أن تتناسق مع قطع قد تكون الزبونة ورثتها عن والدتها أو أهداها اياها زوجها مثلا، وكيف يمكن تجديدها. وكثيرا ما يطلب مني أن أعيد تصميم مجوهرات انتيك منها البروشات والخواتم". تحب "جسيكا" أن تجدد القديم مع الحفاظ على قيمته المادية والشخصية أو الشاعرية أيضا، تشجع المرأة على اقتناء قطع تتماشى مع بقية مصاغها، وتعمل أحيانا مع زبائنها على مراجعة ما تمتلكه من مجوهرات، فيوكل اليها أحيانا مهمة تجديد أو تعديل مجوهرات عتيقة لتعطيها شكلا وطابعا جديدا مع الحفاظ على قيمتها المادية والمعنوية.

وقد كان التجديد منبع فكرة خواتم "بارتي جاكيت" Party Jacket ، فكل منها عبارة عن خاتم يصمم ليحتضن خاتما آخر فيعطيه شكلا مختلفا مع الحفاظ على الخاتم الأصلي. تقول:"راودتني الفكرة عندما أهداني زوجي خاتما كلاسيكي التصميم مرصعا بثلاثة ماسات. فكرت بتغيير التصميم كليا، أنما كان له أهمية شاعرية لأسرته فهو موروث عن جدته ويعود الى عام 1910 . فقررت الحفاظ عليه كي أعطيه لأحد أبنائي في المستقبل. فقررت أن أصمم له "جاكيتا" من الذهب الأسود المرصع بالياقوت ليصبح بامكاني التزين به بشكل عصري يناسب ذوقي وشخصيتي. الخاتم بشكله المبتكر يجمع بين الاثنين ففيه خاتم الأنتيك وأيضا الخاتم الجديد الذي يمثلني". هذا وتصمم "جسيكا" خواتم "بارتي جاكيت" بأشكال مختلفة. كما تقوم بتصميم بعضها حسب الطلب. كما يلقى قرط أذن "جيبست" Gypset إقبالا واسعا من زبائن الدار، وتعد الأميرة "ميغان ماركل" والمصممة "فيكتوريا بيكهام" والممثلة "ايما واتسون" من المعجبات اللواتي يتزين به. عند سؤالها عنه ترد "جسيكا" قائلة: "إنه تفسيري لقرط الأذن الصغير وهو أساسا حلقة دائرية صغيرة من الذهب الأصفر، يمكن التزين بها منفردة، أو تعلق منها احدى التعليقات المرصعة بالماس بأسلوب الترصيع الجورجي الناعم". وقد أطلقت "جسيكا" مجموعة جديدة من هذه التعليقات أسمتها "جيبست بلوم" Gypset Bloom تضمنت قطعا رقيقة أتى بعضها على شكل أقران حبوب وزهرة زنبق الوادي. ويلفت فيها أن كل منها مؤطر باللون الأسود الذي يضفي عليها شيئا من طابع الأنتيك، كما أنها مثل الكثير من ابتكارات "جسيكا" تزاوج الذهب الأبيض مع الأصفر حيث أن المصممة ترى في ذلك الأمر جمالية خاصة تذكر بعالم الأنتيك. انطلاقا من عالم الأنتيك، وفكرة توراث قطع المجوهرات وحملها قصصا ومعان، تصمم "جسيكا" علب مجوهرات فخمة تبطن بجلد السويد المستعار وتطرز بالرسومات وربما بعض العبارات التي لها معنى شخصي لصاحبتها. وهي تشتري علب أنتيك عتيقة تعود الى القرن التاسع عشر، ربما كان بعضها علب تحمل الأدوية أو أدوات الكتابة، وتوكل مهمة التطريز الى دار "هاند اند لوك" Hand & Lock التي تعتمدها الملكة "اليزابيث الثانية".

الإقبال على هذه العلب الفخمة كبير، ومدة الانتظار لشراء واحدة منها لا تقل عن الستة أشهر. أما سعرها فهو لا يقل عن العشرين ألف جنيه استرليني، يخصص من هذا المبلغ ثمانية آلاف جنيه لشراء مجوهرات من الدار. وتختتم "جسيكا" الحديث معنا بنصيحة ترددها لجميع زبائنها فتقول: "نفكر دائما بما يمكن أن نورثه لأبنائنا، وأشجع زبوناتي دائما على كتابة رسالة قصيرة أو ملحوظة عن ذكرى ترتبط بأي قطعة مجوهرات تقتنيها. فتلتقط الذكرى وتحفظها لأبنائها".