Caroline Scheufele تحيي أيقونة بلغة الترف المستدام.. Happy Sport the First

حوار: مي بدر Mai Badr

منذ بداية رحلتها الإبداعية في شركتها العائلية خلال ثمانينيات القرن الماضي، حققت "كارولين شوفوليه" Caroline Scheufele الرئيسة الشريكة والمديرة الفنية لدار الساعات والمجوهرات "شوبارد" Chopard إنجازات كثيرة؛ أهمها إطلاق مبادرة "الرحلة نحو الترف المستدام" التي كان التزام "شوبارد" باستعمال الذهب الأخلاقي تماما في كل ساعاتها ومجوهراتها إحدى أبرز محطاتها. وبدأت معها ومع رؤيتها الإبداعية الجريئة قصص نجاح كثيرة، من أجملها قصة جمعت للمرة الأولى بين الفولاذ والماس في ساعة رياضية أنيقة أحدثت ثورة لدى إطلاقها سنة 1993 ، وهي ساعة "هابي سبورت" Happy Sport.

ومنذ ذلك الحين، صممت "شوفوليه" نسخا مختلفة من هذه الساعة الأيقونة، قبل أن تقدّم هذا العام تحية مخلصة إلى الساعة الأولى والتصميم الأصلي الذي اشتهر بسواره المعدني المتعدد الحلقات وماساته "السعيدة" التي ترفرف فوق الميناء نابضة بالحياة. ساعة "هابي سبورت ذا فيرست" Happy Sport the First التي تصفها "شوفوليه" بالقديمة الجديدة تتميز عن الساعة الأصلية بحركتها الأوتوماتيكية التعبئة التي نفذها مصنع "شوبارد"، وبهيكلها المصنوع من المعدن الجديد "لوسنت ستيل"، والذي أعيد تصميمه وفقا لمفهوم النسبة الذهبية المعروف في الفنون الجميلة والعمارة. واختارت "شوفوليه" الممثلة الأسطورية وصاحبة إحدى أجمل الابتسامات في العالم "جوليا روبرتس" وجها لحملة ساعة "هابي سبورت ذا فيرست" التي تتنفس سعادة، وأنوثة، وإيجابية.

في لقائنا الحصري مع سيدة الأعمال الناجحة والمصممة المبدعة الألمانية "كارولين شوفوليه"، نكتشف الكثير من التفاصيل المشوقة عن ساعة "هابي سبورت ذا فيرست" مثل سر الماسات الحرّة المتراقصة. ونتحدث عن مصادر إلهام "شوفوليه" ورحلتها الإبداعية التي جعلت خلالها الأحجار الكريمة والمعادن النفيسة تتكلم وتتحرر وتفرح، ونناقش طبعا الموضوع الأعز على قلبها: الاستدامة.

كارولين شوفوليه Caroline Scheufele

نختار المستدام والأخلاقي والشفاف كلما كان ذلك ممكنا

إذا عدنا 28 عاما إلى الوراء، هل تخيلت لدى ابتكارك ساعة "هابي سبورت" أنها ستصبح ساعة أيقونية وتحقق النجاح الهائل الذي حققته؟

قبل 28 عاما، لم أتخيل ذلك إطلاقا. وأعتقد أن معظم المنتجات التي أصبحت أيقونية في أي مجال كان، من الأزياء إلى الطعام، لم يكن مبتكروها يعلمون ما ستؤول إليه. وهذا سبب نجاحها، لأنها تنبع من الداخل، من شعور، ولا تولد من دراسة السوق أو من نصيحة مستشارين. لم يطلب مني أحد وقتها أن أترك الماس يطفو فوق هيكل الساعة، بل على الأرجح كان الكل ليظن أن فكرتي هذه مجنونة.

ما الفرق الأساسي بين ساعة "هابي سبورت ذا فيرست" والساعة الأصلية التي ابتكرت سنة 1993؟

مع ساعة "هابي سبورت ذا فيرست"، عدنا فعلا إلى الجذور، إلى البداية. والشيء الوحيد الذي يميزها حقا عن الساعة القديمة، هو الحركة ذات التعبئة الأوتوماتيكية التي صنعها معمل "شوبارد". الساعة الأصلية عملت بآلية كوارتز، لأننا لم نكن وقتها نصنع آليات ساعاتنا؛ وهذا الإنجاز الآن خطوة كبيرة إلى الأمام. لكن عناصر التصميم والرموز الجمالية هي نفسها.

تقدّمون ساعة "هابي سبورت ذا فيرست" في نسختين محدودتي الإصدار، الأولى تضم 1993 قطعة، والثانية 788 قطعة. لماذا اخترتم هذين الرقمين؟ وما دلالتهما؟

الرقم الأول يشير إلى السنة التي ولدت فيها ساعة "هابي سبورت"، والرقم الثاني ببساطة يجمع بين الرقمين المفضلين لدي، 7 و 8. أحيانا يطلب منّي بعض كبار زبائننا سعرا خاصا، وحين ينتهي السعر النهائي برقم 7 أو 8، يكون منّي.

تلهمني أشياء كثيرة أولها الطبيعة

طوّرت "شوبارد" مادة "لوسنت ستيل أي 223" Lucent Steel A223 لساعة "ألباين إيغل". والآن تستعمله في ساعة "هابي سبورت ذا فيرست". هلا أخبرتنا عن هذا المعدن وكيف ينسجم مع قيم الاستدامة التي تتبناها الدار؟

أولا، إنه يأتي من مصادر أخلاقية. نختار المستدام والأخلاقي والشفاف كلما كان ذلك ممكنا. في عام 2013 بدأنا بالذهب، والآن يشمل عملنا المستدام كل المواد الأخرى التي نستعملها من الأحجار الكريمة والماس إلى المعادن مثل الفولاذ. ولمعدن "لوسنت ستيل" ميزة أساسية أخرى هي متانته الكبيرة التي تجعله صعب الخدش. وبفضل طريقة إنتاجه، تلاحظين أنه أكثر لمعانا وأن سطحه أكثر قساوة مقارنة بالفولاذ الكلاسيكي. إن إنتاجه واستعماله أكثر تعقيدا، لكننا نلمس الفرق حقا في النتيجة النهائية.

كيف استخدمتم مفهوم النسبة الذهبية لدى إعادة تصميم "هابي سبورت" هذا العام، وما الذي أضافه إلى الساعات الجديدة؟

إن النسبة الذهبية هي التوازن المثالي بين علبة الساعة وحركتها وعقربيها. أحيانا ننظر إلى شيء ونراه مثاليا دون أن نعرف السبب. قد يكون مصباحا أو كتابا أو سيارة أو ساعة، وفي قطاع صناعة الساعات، هذا ما نسميه النسبة المثالية، لأنه ما من شيء يزعج النظر. أحيانا تكون الساعات كبيرة أو سميكة إلى حد يزعج العين. لكن النسبة الذهبية هي ميزة الساعة التي تلقى إعجاب كل الأذواق ولا تضايق أي عين.

نرى هذا المفهوم في الفنون والهندسة المعمارية. هل هي المرة الأولى التي يطبق في صناعة الساعات؟

أنا متأكدة من أن هناك ساعات تتميز بالنسبة الذهبية، فقد يعدّل المصممون تلقائيا بعض الأحجام والنسب ليبدو التصميم مثاليا لهم، دون أن يدركوا أحيانا أنهم يفعلون الشيء الصحيح. أعتقد أن النسبة الذهبية موجودة في صناعة الساعات من قبل لكن لاشعوريا، واليوم سعينا إلى تحقيقها بوعي كامل وعن قصد.

أجمل ابتسامة هي ابتسامة جوليا روبرتس

Happy Sport – 33mm

تتميز "هابي سبورت ذا فيرست" بسوار جميل ذي حلقات وصل على شكل حصى. كان سوار الساعة الأصلية الأولى، وظهر على بعض التصاميم اللاحقة. ما الذي يميز هذا السوار؟ وهل تصنيعه أصعب من تنفيذ الأساور المعدنية الأخرى؟

في كل شيء تحدٍّ تقني معين، إن كان السوار مسطحا أو محدبا. لكن التصاميم المقوسة أكثر تعقيدا عموما، لأن هناك خيطا رفيعا بينها وبين الشكل النافر. لذلك علينا إيجاد نقطة معتدلة بين السوار المسطح الذي تختاره معظم الدور لسهولته والشكل المقبب. أحب أن أسمي حلقات هذا السوار "حبوب البن"، لأنها تشبهها بجماليتها المدورة الجميلة، وتجذبك إلى لمسها بنعومتها وأنوثتها.

كيف تصممون رقصة "هابي دايموندز"، وتمنعونها من لمس عقارب الساعات؟

يبدأ هيكل الساعة بآلية الحركة وفوقه الميناء، وفوق الميناء زجاجة الكريستال الصفيري. ثم تأتي حبات الماس وفوقها زجاجة كريستالية أخرى. هكذا تطفو الماسات بحرية فوق الميناء بدون أن تلمسه. وتجلس كل حبة ماس في أحضان قاعدة من الذهب بعيار 18 قيراطا مقوسة في أسفلها لتسمح للماسة بالدوران والرقص.

"هابي دايموندز" أي الماسات السعيدة تحكي عن السعادة.. متى تكونين في قمّة السعادة؟

السعادة أشياء كثيرة، لكن حين يتعلق الأمر بدار "شوبارد"، يسعدني أن أرى امرأة تبتسم وهي تضع قلادة "هابي دايموندز" أو ساعة "هابي سبورت". على صعيد شخصي، أرى أن السعادة هي الوجود في مكان هادئ وآمن. الآن مثلا نحن ملتزمون بالحجر، لكنني على الأقل موجودة في بيت جميل مع حديقة وكلاب، ووالداي قريبان مني وهما بصحة جيدة. هذا أفضل وجه للسعادة. والسعادة أيضا في الحب، حين نكون مغرمين بشخص معيّن ونستيقظ مبتسمين مع شروق شمس الصباح. السعادة بسيطة ومجانية.

قلت يوما إن ماسات "هابي دايموندز" تتلألأ وتحتفل بسعادتك، ملهمة كل من حولك. ما الذي يلهمك؟

تلهمني أشياء كثيرة، أولها الطبيعة. أستوحي أيضا من الموسيقى، والعمارة، والألوان، والأحجار الكريمة نفسها، وحتى الكلمات. فابتكرت مثلا مجموعة اسمها "لا في آن روز" أي الحياة باللون الوردي، مرتكزة على الماس الوردي ومستوحاة من الأغنية الشهيرة وكلماتها. قد يكون الإلهام في أي مكان، لكنني سأقول الطبيعة في المقام الأول. ولهذا السبب أيضا أنا متعلقة جدا بكوكبنا ومؤمنة بأهمية الاهتمام به ومعاملته باحترام.

جوليا روبرتس Julia Roberts

سبب نجاح المنتجات الأيقونية أنها تنبع من الداخل من شعور ولا تولد من دراسة السوق أو من نصيحة مستشارين

أخبرينا أكثر عن حملة "هابي دايموندز" مع "جوليا روبرتس". كيف ولد هذا التعاون؟ ولماذا "جوليا روبرتس"؟

كان من المفترض أن نقدّم ساعة "هابي سبورت ذا فيرست" قبل عام، لكنني رفضت ذلك لأنها لم تكن اللحظة الصحيحة، إذ كان العالم في حفرة كبيرة ولم يكن مناسبا أن نطلق حملة عن السعادة وسط جائحة حيث الكل يعاني ويتألم، فآخر شيء كان الناس بحاجة إليه هو الترف. أشعر الآن بأنها اللحظة الصحيحة، لأننا نخرج من النفق المظلم، ويريد الناس أن يكملوا حياتهم ويقعوا في الحب، ويقوموا بكل ما افتقدوه. اجتمعت بفريق التسويق والاتصالات، وقالوا إننا بحاجة إلى ابتسامات جميلة ترتسم على وجوه نجمات جميلات. اقترحت حينها "جوليا روبرتس"، ونظر إلي الكل باندهاش، لأنها لم يسبق أن مثلت منتجا آخر سوى "لانكوم". لكنني قلت لهم إن السؤال مجاني، والمحاولة لا تكلف شيئا. كانت معنا في مهرجان "كان" سابقا على السجادة الحمراء، حيث تزينت بعقد زمردي رائع، ولن أنسى كيف أضحكتني يومها حين قالت: "حسنا مع هذا العقد لست بحاجة إلى حذاء". وسارت على السجادة الحمراء حافية القدمين! هي من الممثلات المفضلات لدي. أنا معجبة بكل أفلامها، وخصوصا منها "بريتي وومان". من منا لا تحلم بأن تكون تلك "المرأة الجميلة"؟! قلت للفريق إن أجمل ابتسامة هي ابتسامة "جوليا روبرتس"، وحاولنا واستطعنا النجاح. هي سعيدة جدا بأن تكون وجه "هابي سبورت" ومجموعة "هابي دايموندز". وأراها وجها مثاليا لساعة "هابي سبورت".

أعلنت "شوبارد" الممثلة درة زروق أول سفيرة لها في الشرق الأوسط. كيف وقع اختياركم على درة، وما المشاريع التي ستتعاونون معها فيها؟

لعب فريق الاتصالات في العالم العربي لدينا دورا كبيرا في عملية الاختيار. اقترح مقرنا في جنيف بعض الأسماء، وطلبنا من السوق أيضا اقتراح شخصيات تندمج مع عالم "شوبارد" وتلائم ماركتنا، فلا تناسب كل إنسان كل العلامات التجارية بالمطلق. أعتقد أن أمامها مستقبلا رائعا مما رأيته منها، وهي تتمتع بابتسامة رائعة أيضا. نخطط لبعض الفعاليات التي ستحدث قريبا وتكون درة موجودة فيها. كنا قد قررنا تنظيم فعالية في ال 8 من مارس الفائت في دبي، لكن التدابير المفروضة لم تسمح لنا بذلك، فأجلنا المناسبة إلى وقت لاحق. وطبعا سندعوها إلى "كان" إذا أقيم المهرجان. أعتقد أنه مهم للمنطقة أن نتعاون مع شخص يحبه جمهوره.

رسمتِ لدار "شوبارد" ولعالم المجوهرات والساعات أيضا بدايات كثيرة، مثل أول مجموعة مجوهرات من "شوبارد"، والشراكة مع "مهرجان كان السينمائي"، وإطلاق مبادرة "الرحلة إلى الترف المستدام"، والالتزام باستعمال الذهب الأخلاقي في كل مجوهرات الدار وساعاتها. ما أهم إنجاز تعتزين به؟

كلها تدفعني إلى المزيد والأفضل. وإذا كان علي اختيار إنجاز واحد، فسأقول كل ما يتعلق بالاستدامة. فإذا لم نهتم بكوكبنا ونعتني به اليوم، فسيدفع أولادنا الثمن.

ابتكرت عبر السنين تصاميم كثيرة من ساعة "هابي سبورت". أي تصميم هو المفضل لديك؟ وهل للساعة الأولى مكان خاص في قلبك؟

طبعا، للأول دائما مكان مميز، فلولاه لما وجد الآخرون. ولذا، فإنني متعلقة كثيرا بالساعة الأولى، ودائما أضع نسخة الذهب الوردي مع القرص المرصع بالماس والميناء المصنوع من عرق اللؤلؤ والحركة الأوتوماتيكية التعبئة.

ساعة هابي سبورت ذا فيرست Happy Sport the First

احتفالا بشراكتها التاريخية مع "مهرجان كان السينمائي"، تقدّم "شوبارد" كل عام مجموعة المجوهرات الراقية "ريد كاربت كولكشن" Red Carpet Collection التي يكون عدد قطعها مطابقا لرقم دورة المهرجان. يصادف هذا العام النسخة 74 من المهرجان. هل يمكننا انتظار مجموعة "السجادة الحمراء" من "شوبارد"؟

نعم، مجموعة هذا العام حاليا قيد التنفيذ، وستضم 74 قطعة.

هل أثر تغيير موعد المهرجان فيما تخططونه للمجموعة؟ وهل ستعرضون بعض قطعها مسبقا في مايو كما فعلتم في الماضي؟

حدد المهرجان موعده من ال 6 إلى ال 17 من يوليو، على أمل أن يجري كل شيء على ما يرام. عادة نقدّم المجموعة خلال المهرجان، لكن يكون هناك دائما عرض تمهيدي وصور وفيديوهات ترويجية. لذلك، سنعرض المجموعة في يوليو بالتزامن مع المهرجان، وسيكون العرض المسبق في يونيو.

أطلقت رحلة الترف المستدام عام 2013 . وفي 2018 كنتم أول دار ساعات ومجوهرات تلتزم استعمال الذهب الأخلاقي مئة بالمئة في كل ساعاتها ومجوهراتها. ومع معدن "لوسنت ستيل"، تخطون خطوة جديدة في عالم المواد المستدامة. كيف بدأت هذه الرحلة نحو الاستدامة؟ وما الذي دفعكم إلى اتخاذ هذا القرار قبل أي شركة أخرى؟

شأن الكثير من المشاريع التي أطلقها، أبدأ بسبب لحظة شعور، أو ما يسميه البعض "حدسا". تعرفت إلى "ليفيا فيرث" في لوس انجلوس حول فنجان قهوة، لأن زوجها كان مرشحا لجائزة الأوسكار عن فيلم "خطاب الملك"، وكان سيحمل على السجادة الحمراء ساعة من مجموعة "إل يو سي" الميكانيكية الرائعة من "شوبارد". "ليفيا" تعمل في مجال الموضة المستدامة، ولديها مؤسسة بيئية اسمها "إكو-إيدج". وسألتني في لقائنا من أين يأتي ذهبنا؟ فقلت لها إنني في الواقع لا أعلم. هذا كان المحفز الذي دفعني، وقلت بعد ذلك لأخي إنه علينا دعم التعدين الأخلاقي، ويجب أن نكون على علم بكل مصادر الذهب، وأن نعرف من أين يأتي تحديدا، وأن نتأكد من أن المناجم آمنة ولا يعمل فيها أطفال. أحيانا يفضل شقيقي التفكير قبل مناقشة الفكرة، لكنه هذه المرة وافق فورا لأنه موضوع عزيز جدا على قلبه، وكل أفراد عائلتي قريبون جدا من الطبيعة. وهكذا بدأت الرحلة.

مع ساعة "هابي سبورت ذا فيرست" عدنا فعلا إلى الجذور.. إلى البداية

ما الخطوات الأخرى التي تريدون تنفيذها ليصبح عملكم أكثر استدامة؟

نعمل على مشاريع كثيرة وننظر إلى الاستدامة من زوايا مختلفة، حتى فيما يتعلق بالتعبئة والتغليف. فنفكر في علب الهدايا التي تحوي الساعات مثلا، وفي طريقة تصنيعها والمواد المستعملة. من جهتي، أهتم بالأحجار الكريمة، لأن معظم الماس يمكن تعقبه، ونعرف تحديدا من أين استُخرج. لكن الأحجار الكريمة عالم آخر، وينتظرنا في هذا العالم الكثير من العمل الذي لا ينتهي في يوم واحد. الأمر يتطلب وقتا، لكن إذا لم يبدأ المرء فلن يصل إلى أي مكان. قررت أن نعمل على فئة الأحجار الكريمة الملونة تدريجيا، وحصلنا مثلا على أوبال معدّن بشكل منصف وأخلاقي من أستراليا لقطع في مجموعة "السجادة الحمراء". والكوارتز الذي يسند منحوتة جائزة "بالم دور" من النمسا ومعدّن أخلاقيا. نعود إلى أصل كل حجر، وأحيانا نواجه عقبات من السلطات المعنية التي تحمي أصحاب العمل المخالف وغير الآمن. إذا، العمل ليس بسهل، لكنه مثير حقا للاهتمام، ويأخذنا حول العالم لأن هذه الأحجار الجميلة تأتي من إفريقيا وأستراليا وآسيا وكل مكان.

كان العام الماضي عاما غريبا وصعبا على الجميع. وما زال السفر حتى هذه اللحظة صعبا. كيف أمضيت وقتك خلال فترة الإغلاق؟ وهل اكتشفت هوايات جديدة؟

أمضيت معظم وقتي في بيتنا الموجود على مشارف جنيف، والقريب جدا من بيت والديّ. واكتشفت شيئا أحبه جدا، وهو الطهو. في الواقع، إنني أعمل حاليا على تأليف كتاب طبخ! أمضيت وقتا طويلا في الطبخ والتصميم والاعتناء بحديقتي. أمضي وقتا كثيرا مع عائلتي أيضا، في حين أنني في الظروف العادية أمضي ستة أو سبعة أشهر خارج سويسرا في السفر حول العالم. كل شيء أغلق فجأة، وللوهلة الأولى سألت نفسي ماذا أفعل الآن؟ لكن هناك أشياء كثيرة لطالما أردنا فعلها ولم تُتح لنا الفرصة. هذا تماما ما فعلته، ولا أندم أبدا على هذه الفترة. بل أعتقد أنها علمتنا أن الأصدقاء مهمون جدا والعائلة أهم، وأنه يجب علينا تخصيص وقت كافٍ للاجتماع وتقدير تلك اللحظات بدون أن نشغل أذهاننا بالتفكير في الخطوة التالية والوجهة التالية، كما كنا نفعل في الماضي. لدى عودة الحياة إلى طبيعتها في الواقع الجديد، أتمنى أن نكون قد تعلمنا بعض الدروس