الرئيس التنفيذي لدار "بوغوصيان" لـ"هي": نسعى لتوسيع حدود عالم المجوهرات

دبي : "مايا صبّاح" Maya Sabbah

من بلدة ماردين الصغيرة إلى جميع أنحاء العالم، هكذا تحولت مؤسسة "بوغوصيان" من تجارة عائلية إلى دار مجوهرات فاخرة وعريقة، فبفضل الجهود المتكاتفة التي بذلها أبناء هذه العائلة، بنوا مملكة مجوهرات فاخرة شهيرة عالمياً.
قابلنا الرئيس التنفيذي للدار ألبيرت بوغوصيان الذي أطلعنا على التقنيات التي تتبعها الدار في تصميم مجوهراتها وأهمية السوق العربي لها.

نود أن تخبرنا أكثر عن تراث وتاريخ العلامة التجارية التي بدأت في عام 1868 في ماردين.
تأسست الدار في مدينة ماردين عام 1868 أوفانيس بوغوصيان، جدي الأكبر العزيز. وكانت ماردين في ذلك الحين بلدة أرمنية مهمة واقعة على طريق الحرير، وعلى مفترق الطرق بين الشرق والغرب، وكان رافائيل ابن أوفانيس وحفيده أوهانيس من الرواد الأوائل، فقد سافرا شرقا وغربا للحصول على الأحجار الكريمة. وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى، أُجبرت العائلة على الفرار فأُعيد تأسيس الشركة في حلب عام 1919 . وفي عام 1950 ، سافر والدي روبرت إلى الصين، وأصبح المورّد الرئيس للّؤلؤ الطبيعي، وساعد في تأسيس "بوغوصيان" لتكون دار صياغة مجوهرات رئيسة في الشرق الأوسط. انضممت أنا وأخي جان إلى العمل، وبدأنا بالسفر على نطاق واسع، من الهند إلى كولومبيا، نبحث عن مصادر أفضل للمجوهرات النادرة. أنشأنا الدار أيضا في وقت لاحق في كل من أنتويرب وجنيف، وساعدنا في بناء خبرات دار "بوغوصيان" Boghossian عالميا، ولا سيما من خلال تطوير تقنيات مبتكرة للمجوهرات. اليوم، أعمل جنبا إلى جنب مع ابني وأشقائي روبرتو ورالف، وابنتي داليا.

ما الذي يجعل الدار مميزة جدا وفريدة من نوعها إلى هذا الحد؟
نحن نعتمد في إبداعاتنا على عنصرين أساسيين، ألا وهما: أولا تراثنا العائلي طوال فترة طريق الحرير الذي قدم لنا ثراء وغنى في الأفكار والابتكار، وصقل موهبتنا إضافة إلى ترسيخ ثقافتنا الأصيلة. ثانيا، اعتمادنا على تقنيات الأسلاف ومهاراتهم وحنكتهم التي نهدف إلى إبقائها على قيد الحياة. هدفنا هو إحداث فرق في عالم المجوهرات، يتردد صداه في مساهمتنا برحلة قديمة جدا وطويلة عشناها وتوارثناها في عالم صناعة المجوهرات، والتي يعود تاريخها إلى الإمبراطوريات المصرية والصينية القديمة، وتطبيقها على الجماليات والتقنيات الحديثة. نسعى دوما لتوسيع حدود عالم المجوهرات، وخلق تصاميم فريدة ومبتكرة من خلال إدخال مواد وتقنيات جديدة. هدفنا الرئيس هو أن نعطي لجماليات الأحجار الكريمة وندرتها حقّها من التقدير والاحترام كي نطلق من خلالها إلهامات لمشاعر وأحاسيس جديدة.
ماذا تفعلون للحفاظ على تراث الأسرة خلال كل هذه الأعوام؟
يعود تاريخنا في تجارة وصياغة المجوهرات إلى ستة أجيال متعاقبة. كان هذا الشغف وما زال دائما في جيناتنا، وذلك عبر هدفنا الأساسي، وهو المزيج المثالي من الشرق والغرب، والجرأة والإقدام، والتعطش للجمال والتفرد.

ما المجموعة الأكثر مبيعا ورواجا على مر تلك السنين؟
جميع مجموعاتنا مرغوبة ومطلوبة من مختلف الأذواق، إذ قد يفضّل أحدهم الدقة الفنية الخفية والتألق الذي يتجسد في مجموعة "ميرفاي" Merveilles ، بينما قد يفضّل البعض الآخر الترف والثراء الذي يتوّج بعض قطعنا الأخرى.

قدمتم الكثير من الأعمال المشتركة خلال أسبوع الموضة في باريس، وخاصة تلك التي شارك فيها المصمم ستيفان رولاند؟ ما الهدف من هذه التعاونات؟
تعاونا مع المصمم ستيفان رولاند مرتين، إحداهما خلال أسبوع الموضة في باريس في يناير 2018 ، ثم في وقت لاحق من العام نفسه في شهر يوليو. كذلك خلال معرض المجوهرات والحرير الذي أقيم في شهر أكتوبر الماضي في لندن، ارتدت عارضاتنا أزياء من تصاميم علامات أزياء شهيرة. بالنسبة لي، المجوهرات الراقية والأزياء الشهيرة تشتركان في جوهر التوجه الأساسي نفسه: لجعل المرأة التي ترتديها تحلم وتسافر في أحلامها إلى حدود الممكن والواقع. كانت التعاونات مثمرة بهذا المعنى، لأن مجوهراتنا وأزياء الدور تحترم وتكمل بعضها الآخر.
تعملون على الحبك بين ثقافات الشرق والغرب، كيف تفعلون ذلك؟
بنينا مزيجا طبيعيا بين الشرق والغرب: الشرق بليونته ورقته واهتمامه بالتفاصيل، وجزء من بذخه وترفه، والغرب بجرأته المعاصرة وتقنياته. قطع مجوهراتنا هي انصهار طبيعي لتلك الأفكار. نريد فتح الحوار بين هذه الثقافات المختلفة.
هل لك أن تخبرنا المزيد عن تقنيات "الترصيع" الجديدة وتقنيات "الالتقاء الحميمي" التي تمت تجربتها مع تقنيات صياغة المجوهرات؟

كلها تتعلق بالضوء وكيفية تحريره وإطلاقه والارتقاء به وبانعكاساته. تقنيات صياغة المجوهرات مثل الترصيع أو كما في تقنية "الالتقاء الحميمي" هي تعابير حقيقية لنقاء الضوء. تستلزم تقنية الترصيع وجود مادتين متعارضتين، أحداهما تتناسب بسلاسة مع الأخرى، من أجل إنتاج تصميم مبهر وآسر للبصر. مع غياب المعدن، تكشف الأحجار الكريمة عن ألوانها وتألقها، وتسطع بالضوء بطريقة فريدة حقاً، ومن خلال إحياء الفن القديم في الترصيع، نقوم بالمزج بين التقاليد والابتكار، والنتيجة بالمحصلة تأتي أكثر من رائعة. أما تقنية "الالتقاء الحميمي" فهي تطور طبيعي من تقنية الترصيع. هنا، نحن نضع أحجاراً كريمة واحداً فوق الآخر، بحيث تحتضن الأحجار الكريمة بعضها البعض لخلق ضوء مثالي يعكس تألقهما ويكمل بعضهما البعض.
ما رأيك في المرأة العربية ومدى إدراكها وتصورها لفنون صياغة الأحجار الكريمة؟
المرأة العربية هي تجسيد للذوق الرفيع والخصوصية الفريدة. إنها أنثوية وجريئة ومميزة، وهي متفوقة في اتجاهات الموضة والأفكار الجديدة ولا تهاب تجاوز الحدود والدخول في مناطق جديدة مجهولة، وحتى في بعض الأحيان ارتداء شيء مختلف تماما عن المعايير المألوفة في هذا المجال.
ما رأيك في السوق الخليجي؟
السوق الخليجي سوق ذو وعي ثقافي وعلى درجة عالية من المعرفة في عالم الأحجار الكريمة والمجوهرات. الناس يتذوقون هذا العالم ويتوقون للحصول على الأحجار الكريمة والتصاميم النادرة والفريدة من نوعها. يساعدنا هذا النوع المتميز من العملاء وبشكل كبير على تحقيق أهدافنا، لأنهم يدفعوننا باستمرار لتحدي أنفسنا، وإلى السعي للحصول على أحجار كريمة عالية الجودة، وإنتاج قطع مجوهرات أكثر تقدما من الناحية الفنية.