رئيسة مدرسة l’École لـ Van Cleef & Arpels لـ"هي": هدفنا نشر أكبر قدر من المعرفة في عالم المجوهرات

دبي : "مايا صبّاح" Maya Sabbah

بعد النجاح الباهر الذي حققته مدرسة الفنون "ليكول" l’École لدار "فان كليف أند آربلز" Van Cleef & Arpels في دبي عام 2017 ، تعود من جديد هذا العام من 28 مارس إلى 13 أبريل لتقدّم برنامجاً يمتدّ على مدى أسبوعين ويضم نقاشات ومعارض فريدة جميعها مستوحاة من عالم المجوهرات

العريقة. وفي هذا الصدد قابلنا مديرة المدرسة "ماري فالانيه- دولوم" Marie Vallanet – Delhom رئيسة المدرسة التي أخذتنا في جولة حول أهداف هذه المدرسة وبرنامجها، إضافة إلى النتائج المذهلة التي حققتها.
لماذا قررتم تأسيس مدرسة متخصصة بفنون وصناعة المجوهرات؟
قررنا تأسيس هذه المدرسة منذ 7 سنوات، إذ إن العيد السابع لها كان في الـ 14 من فبراير الماضي، هدفنا الأساسي والوحيد من هذه المدرسة هو فتح باب المعرفة للجمهور الذي ينقصه الكثير من المعرفة حول عالم المجوهرات ودلالاتها، من التفاصيل الصغيرة إلى الكبيرة منها عبر تاريخ المجوهرات إلى الأحجار الكريمة والثمينة إلى كل ما يجعل هذا العالم مميزا وفريدا، والذي يتغلغل في تاريخ الإنسان بحد ذاته منذ بداياته حتى عالمنا اليوم. وعالم استخراج هذه الأحجار الثمينة، كما تعلمين، بدأ من الإنسان القديم في الكهوف ما قبل التاريخ، فالمجوهرات ترافق التجربة الإنسانية منذ القدم. إنها قصة قديمة ورمزية.
كما أن المجوهرات دوما كان لها رمزية ومعنى، فمنها ما قد يعود إلى معنى عسكري، ومنها إلى معانٍ ملكية راقية، وأخرى تعود إلى رموز شخصية تعكس شخصيات ونيات حامليها.
كيف وصلتم إلى هذا الاستنتاج العميق؟ وهل كان هذا قبل الدراسات أم بعدها؟
في الواقع فكرة المدرسة وُلدت من نقاش بسيط دار منذ 8 أعوام مع الرئيس والمدير التنفيذي لدار "فان كليف أند آربلز" Van Cleef & Arpels "نيكولا بوس" Nicolas Bos ، حيث تشاركنا الأفكار، وتوافقنا على أن عالم المجوهرات هو عالم مذهل ولكنه مبهم، وسريعا طورنا فكرة تأسيس هذه المدرسة التي ستنير عالم المجوهرات، كما تُطلع الناس على مجوهراتنا العريقة، وهكذا كانت الخطوة الأهم في فتح باب المعرفة.
ما شعورك باعتبارك الرئيسة الأولى لمدرسة l’École من "فان كليف أند آربلز" Van Cleef & Arpels؟
أرى نفسي محظوظة بصراحة لالتقاط هذه الفكرة منذ البداية والعمل بموجبها والإصرار على إدارتها، فخورة جدا بمنصبي. ما الدروس الأساسية التي تقدّمها هذه المدرسة؟ نعمل في مدرسة l’École على 3 محاور:
- تاريخ فنون صياغة المجوهرات.

- اكتشاف عالم "فان كليف أند آربلز" .Van Cleef & Arpels
- البراعة الحرفية.

بدأنا بـ 7 دروس أساسية، واليوم نصل إلى 24 درسا، وذلك إضافة إلى المؤتمرات والندوات التي نجريها بشكل دوري، كما وسّعنا عملنا ليشمل ورش عمل للأطفال ابتداء من السنوات الخمس إلى سن المراهقة، والتي حازت اهتماما واسعا.
ما الهدف الأساسي للمدرسة؟
هدفنا الأساسي نشر أكبر قدر من المعرفة والاكتشاف، لذلك طورنا وحدات البحث مع مدير الأبحاث الذي أتاح لنا الوصول إلى أبواب متشعبة لم يصل إليها أحد من قبل.
ما الندوات التي ستطلقونها في الإمارات؟ وما محاورها الأساسية؟
لتعزيز البرنامج الثقافي والتعمّق في المعرفة الخاصة بعالم المجوهرات، سننظم 4 معارض خلال أسبوعين:
- الكنوز الخفية: مجوهرات من المملكة العربية السعودية يسلط هذا المعرض الضوء على مجموعات التصاميم في شبه الجزيرة العربية، ويعرض أمثلة رائعة من المجوهرات ضمن مجموعة فنون التراث "أرت أوف هيريتاج" Art of Heritage في الرياض؛ قطع مرصّعة بالمجوهرات خاصة بنساء البدو. 

- تجارة اللؤلؤ بين الخليج وفرنسا: في هذا المعرض الذي يقام للمرة الأولى هنا في دبي سيُسلط الضوء على تجارة اللؤلؤ التي كانت شهيرة في نهاية القرن التاسع عشر بين الخليج وفرنسا. أهمية هذه القصة التي أصبحت في طي النسيان هي أهمية العلاقات التجارية القديمة بين المنطقتين منذ عقود من الزمن. وبعد عام من العمل المتواصل في الأرشيف الوطني للإمارات وجدنا العائلات المصدرة للؤلؤ وتوصلنا إلى أدلة حيّة عن تاريخ هذه التجارة.
- ماسات الملك لويس الرابع عشر النادرة: تعود القصة الثانية إلى القرن السابع عشر إلى قصة تاجر فرنسي أحضر إلى الملك "لويس الرابع عشر" Louis 14 من بلاد الهند 20 حجر ألماس نادرا وغير متواجد في العالم بأسره، وما نمتلكه اليوم هو الوثائق التي أمضاها الملك وغيرها من وثائق تعود إلى ذلك الزمن، ولكن للأسف الماسات اختفت اليوم، ولا نعرف مكانها.
- قطع ثمينة من "آرت ديكو" Art Deco:
للمرة الأولى في الشرق الأوسط، ستُقدم الصناديق الثمينة من المجموعة الاستثنائية التي جمعها الأمير صدر الدين آغا خان لزوجته الأميرة كاثرين علية آغا خان. وابتُكرت معظم هذه القطع من قبل أبرز صائغي المجوهرات في باريس خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، وهي تعكس توجّه تلك الحقبة نحو الأرت ديكو. واشتهر الأمير صدر الدين آغا خان بكونه شخصية ثقافية مرموقة، ارتسمت حياته وسيرته المهنية في الشرق والغرب، وكان يدرك أهمية بناء الحوار بين الثقافات.
ما الخطوات التي تتخذونها للبقاء دوما قيد التطوير وتقديم الجديد في هذا العالم؟
بصراحة ليس من الصعب الابتكار وتقديم الجديد، لأن عالم المجوهرات عالم واسع ومليء بالمفاجآت وغني، لذلك نرى أنه لدينا الكثير لنقدمه، ولكننا نفضّل التروي لأنه عند عملية تحضير الدروس تأخذ الكثير من الوقت بين الأبحاث والتحضير. ولكن العنصر الأهم بالنسبة لنا يبقى أن تكون الدروس متاحة وسهلة للجميع.
كيف تسير عملية التدريس؟ وكم عاما يحتاج إليها الطالب للحصول على شهادة؟
في الواقع مفهومنا مختلف، ولسنا مدرسة للتدريب المهني، بل نحن مدرسة تمهيدية للجمهور. إذا هناك برامج دروس بحسب الطلب، وتُعاد البرامج نفسها كل شهر، ما يتيح للعامل أو للناس المشغولين أن يختاروا اليوم الذي يناسبهم والدرس الذي يناسبهم بأسلوب دوري، وطبعا بعد نهاية كل درس نعطي شهادة. في باريس نقدّم 24 درسا مختلفا، أما هنا، فقد استحضرنا 14 منها للراشدين و 6 للصغار.

كيف ترون الإقبال هنا في الخليج وخاصة في دبي على هذه المدرسة؟
منذ حضورنا إلى هنا عام 2017 كان الإقبال مذهلا، وكانت الأصداء مميزة سواء من الصحافة أم من الناس المهتمين والمشاركين. فنحن محظوظون بالفعل سواء من خلال موقع المدرسة أم من خلال الشركاء، إذ وافقنا جميعنا على موضوع واحد وأساسي، وهو أن ما سينقذ العالم هو"العلم والمعرفة". وهنا في دبي عندما قررنا القدوم وفتحنا باب التسجيل، سارع الناس على الفور إلى التسجيل، وامتلأت الصفوف بأكملها، حتى إنني أتلقى رسائل على الدوام عن تاريخ عودة الدروس إلى الإمارات من جديد وتفاصيل كل ما هو جديد عن المدرسة.