البرت بوغوصيان المدير الإبداعي لـBoghossian: نستلهم إبداعنا من الفن

تتجذر مجوهرات دار "بوغوصيان" Boghossian بعمق في أصولها الشرقية فهي تجمع بين جماليات وحرفية ورفاهية الشرق وبين حداثة وابتكار التكنولوجيا في الغرب. وهي قبل كل شيء ودائما تشتهر ببراعتها الابداعية وحرفيتها المبتكرة واستخدامها الأحجار الكريمة الملونة في قطعها الراقية. ويتبلور أسلوبها في سوار "سوار مانيوسكريبت" Manuscript Bracelet الذي استوحي تصميمه من عمل فني قديم، حتى أنه رصع بأندر أنواع الماس الملون. حطم السوار الأرقام القياسية عندما بيع في المزاد العلني عام 2018 لقاء 4.5 مليون دولار أميركي.

تكرم "بوغوصيان" Boghossian ذلك السوار وتكمل قصته مع أربعة أساور استثنائية استوحت تصاميمها من أعمال فنية شرقية فتترجمها بمفردات المجوهرات. "هي" التقت بمدير الدار التنفيذي، "البرت بوغوصيان"، لتتعرف على بعض خفايا ابداعاته.

"سوار مانيوسكريبت" Manuscript Bracelet حطم الأرقام القياسية في المزاد العلني عام 2018 عندما بيع لقاء 4.5 مليون دولار أميركي.

ما الذي دفعك الى الاعتماد على هذه الأشكال الفنية المحددة كمصدر الهام لإخراج هذه القطع المميزة؟

لطالما استندت عمليتنا الابداعية الى الإستلهام من الفن. لقد كان فعل التحول، الذي يتم من خلاله إحضار عمل فني وتفسيره الى عمل فني آخر، عنصرا أساسيا مهما في روح الإبداع في الدار. وتحديدا، ظهرت هذه المجموعة الجديدة المكونة من أربعة أساور استثنائية بعد غربلة كنوز الشرق الأدنى، وهو موطننا الروحي. هذا ويعرف فن الشرق الأدنى بخطوطه المتدفقة المتناسقة وهندسته المعقدة المتشابكة، كما يظهر جليا في زخرفة الكثير من البلاط العتيق. قمنا بتفسير الأنوثة والأناقة الظاهرة في هذه الكنوز ونقلناها بأسلوبنا الخاص الى أساور معاصرة. ورصفنا في كل من هذه الأساور الفريدة مجموعة نادرة من لآلىء "الأزرار" المفلطحة (تعرف بإسم Button Pearls وهي تشبه الأقراص) التي من شأنها أن تكون بمثابة آلية أساسية.

لماذا قررتم أن تتشكل المجموعة من الأساور وليس من قطع مجوهرات أخرى؟

إن هذه المجموعة من الأساور هي تكريم واستمرار لواحد من أكثر ابداعات الدار رمزية، ألا وهو "سوار مانيوسكريبت" Manuscript Bracelet . وقد استلهمنا ذلك الابداع من مخطوطة ألمانية تعود الى القرون الوسطى، بل الى القرن الخامس عشرة تحديدا. رصع السوار بالألماس الملون النادر ولألىء "الأزرار" الطبيعية. باعته الدار في مزاد "كريستيز" للجواهر الرائعة في هونغ كونغ في مايو عام 2018 فحقق 4.45 مليون دولار أميركي. وكان ذلك المبلغ بقدر الضعفين والنصف لسعره الاحتياطي، وهو بذلك قد حطم السعر القياسي العالمي لقيراط الماس الملون.

كيف أثّرت الأحجار الكريمة على تصميم هذه الأساور؟

العمل الشاق والدقيق في ترصيع هذه الأساور حتم استخدام أفضل الأحجار الكريمة والجواهر. أما في حال سوار الزمرد "إزنيق فير" Iznik Vert ، فقد بدأ تصميمه باقتنائنا زمردة رائعة مقصوصة على شكل زهرة. وهذه الجوهرة بالقطع غير العادي حددت التصميم، والذي استلهم بعد ذلك من الزخارف المنمقة التي شوهدت على بلاط إزنيق العتيق. بالنسبة للأساور الثلاثة الأخرى، قمنا بتكييف اختيار الأحجار الكريمة لتناسب الأنماط والزخارف المختلفة لفخار إزنيق والبلاط الأيبيري، المعروف أيضا بإسم "ازوليخوس". كما قررنا استخدام الياقوت البورمي من المناجم العتيقة والصفير البورمي والماس الأصفر كثيف اللون وفقا للتصميم والمخطط اللوني لكل سوار.

سوار "إزنيق روج" Iznik Rouge تتوسطه ياقوته بورمية، غير معالجة بالحرارة، بعيار 7.28 قيراط ومرصع بنحو 30.78 قيراط من الياقوت البورمي وباللؤلؤ والماس.

من الملفت إدراج الآلىء في كل من الأساور الأربعة. هل هذا لجعل القطع أكثر راحة للارتداء وللمساعدة في ليونة وانسيابية كل منها؟

رصعت القاعدة اللامعة لكل سوار بلآلىء عتيقة صغيرة الحجم بشكل مبعثر يبدو عشوائيا، فيبدو كشغل الدانتيل. وبني استخدام الآلىء على فكرة تناغم الألوان بالإضافة الى تباين الألوان وتباين البريق (الأحجار الكريمة الملونة والماس) والمواد غير الشفافة (اللؤلؤ). إنه من وجهة نظري بالتأكيد مثال ممتاز للتوازن والجمال في قطعة مجوهرات. والغرض منه اضفاء جرعة قوية من الجمال والرقة والدقة الى العمل.

ما هي أكبر التحديات التي واجهتكم في ابتكار وصياغة هذه الأساور؟

كانت هناك صعوبات تقنية ضخمة في تمثيل هذه الزخارف، بداية بصياغة الأساور ووصولا الى اختيار الجواهر التي ترصعها. رسمنا التصميم أولا بالذهب، بحيث يطابق المعدن بعناية مع التصميم الأصلي. وبعد أن تأكدنا أنه مطابق تماما للتصميم، قطعنا العناصر الذهبية وحفرناها لنهيأها لتحضن الأحجار الكريمة. ونظرا لعدم امكانية التسامح مع أي تشويه بخط التصميم، أعدنا قطع معظم الجواهر كي تتطابق مع إطارات الذهب. كان العمل بأقصى درجات الدقة والتعقيد والرقي  كي نحول كل من هذه الأساور الأربعة الى عمل فني  عملية صعبة للغاية.