تعرفوا على منطقة العلا التي تحتضن فعاليات مهرجان شتاء طنطورة

في شمال غرب المملكة العربية السعودية، تقف واحة العلا شاهدة على عظمة الإنسان وجهوده التي امتدتْ عبر آلاف السنين. وكواحدة من أعظم عجائب الدنيا التي يحيطها الجمال الطبيعي والآثار العريقة الرائعة، أصبحت العلا واحدة من أفضل المواقع التراثية المحفوظة في العالم، وموطناً للعديد من الحضارات القديمة.

وإذا ما سافرنا عبر إلى التاريخ، وبالتحديد إلى القرن السادس قبل الميلاد، فإننا بالتأكيد سنرى كيف كانت العلا العاصمة المختارة لحضارتين قديمتين، هما الحضارة الدادانية واللحيانية، كما كانت من أهم مواقع النبطيين. أما في الألفية الأولى قبل الميلاد، فقد شكلت محطةً بارزة على طول الطرق التجارية من جنوب الجزيرة العربية نحو بلاد ما بين النهرين ومصر وما.

وعلى مدى آلاف السنين، استوطن الإنسان منطقة العلا، وعمل على تدبير وإدارة الوجود الطبيعي للمياه الجوفية عبر الحضارات المتعاقبة، الأمر الذي ساهم في تطوّرها لتُصبح واحة منتجة، مما عزّز ازدهارها والإبداع المستمر فيها عبر التاريخ.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد! فبالحديث عن العلا لا بّد من الإشارة إلى أشهر المستوطنات فيها وأول موقع مدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في المملكة العربية السعودية، وهي مدينة حِجْرا النبطية، المعروفة اليوم باسم الحِجْر ومدائن صالح، والتي تأتي في المرتبة الثانية بعد البتراء من حيث الأهمية. وقد ذُكرتْ الحِجْر عدّة مرات في القرآن الكريم وحملتْ إحدى السور القرآنية اسمها.

وتحمل المنطقة خصوصية فريدة في مسيرة رسول السلام، حيث يُعتقد أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) زار وادي القرى عدة مرات: مرة عندما كان في الثانية عشرة من عمره بصحبة عمه، ومرة أخرى في السنة السابعة للهجرة، ومرة ثالثة في السنة التاسعة للهجرة (630 م) في طريقه للتخييم في تبوك. كذلك تشمل المواقع البارزة ذات الأهمية في العلا جبل عكمة، وجبل الفيل، وأم الدرج، ومئات الآثار المنقوشة والمحفورة على الصخور.