العطارة Amandine Clerc-Marie لـ"هي" :أتخيّل رائحة العطر عند قراءة تركيبته

إضافة إلى عطر رجالي غني بالنفحات الخشبية والدافئة، أثمر احتفال "فالنتينو" بأصولها المتجذرة في أرض العاصمة روما عن عطر نسائي راقٍ وعصري.عبير "بورن إن روما: دونا"  Born in Roma: Donna ينجح في مزج الهوت كوتور أو الأزياء الراقية بالحداثة الحرّة التي تتصف بها أزياء الشارع، في خلطة أزهار شرقية تحملها اللمسات الخشبية إلى أجواء عصرية. يتمرّد العطر على القواعد الكلاسيكية، ليرسل في صيف 2019 تحية أنيقة وجريئة نابعة من قلب قارورة مستوحاة من عمارة روما إلى جذور دار “فالنتينو” وشخصيتها الفريدة. نكتشف مكونات العطر الجديد ومصادر إلهامه و شخصيته مع المبدعة المفعمة بالطاقة والشغف "أماندين كليرك-ماري" Amandine Clerc-Marie التي تعيش في عالم العطور منذ طفولتها، وتخصصت في صناعتها في “المعهد العالي الدولي للعطور ومستحضرات التجميل والتنكيه الغذائي" ISIPCA

هلا أخبرتنا عن قصة عطر "بورن إن روما: دونا" ؟

أهم إلهام كان بناء عطر بهوية “هوت كوتور” عصرية، أي عطر راقٍ وشعبي في الوقت نفسه. وأهم شيء بالنسبة لنا كمبتكري عطور هو اختيار مواد خام جيدة، فاخترت مع "هونورين" العمل مع ثلاثية ياسمين: الياسمين المعروف بالقانة، إضافة إلى الفل أو الياسمين العربي لتحقيق الجزء الراقي من الياسمين، وشاي الياسمين للمسة عصرية أكثر شعبية. فكانت النتيجة توازنا بين الهوت كوتور أو الأزياء الراقية والجانب العصري الآني المفعم بالشباب وحرية أزياء الشارع. هذا ما اتّصف به المزيج الزهري الذي عملنا عليه.

إذا، المكون الأساسي هو الياسمين. ما مكونات العطر الأخرى؟

نعم، الدور الأبرز للياسمين والفانيليا السوداء التي استعملناها أيضا. فانيليا بوربون ملكة ثمار الفانيليا، وهي الفانيليا الأعلى ثمنا في العالم. لكنها مستخرجة بطريقة عصرية جدا تستخدم ثاني أكسيد الكربون. ذلك منحنا المزيد من الانتعاش، وكأننا استعملنا قرن فانيليا طازجا. هكذا، جمعنا الهوت كوتور والرقي من خلال مكون الفانيليا السوداء؛ لكن طريقة استعماله شابة وعصرية بفضل تقنية الاستخراج.

ثم تأتي الأخشاب العصرية في خلفية العطر أي قاعدته الأساسية، مع مادتي الأمبروكسان والكاشميران اللتين تعززان حيوية العطر وحداثته. كل هذه المواد الخام تعطينا معا عطر "بورن إن روما: دونا" .

كيف تصفين المرأة التي ستتعطر ب "بورن إن روما: دونا"؟

يصعب علي الرد على هذا السؤال، لأنني أركّز فقط على العطر. لكنني أتمنى أن تكون امرأة حرّة لا تقيدها أي قواعد، وامرأة يمكن أن تكون إطلالتها في الوقت نفسه كلاسيكية وملائمة للشارع بلمسة "بوب" . ما الوقت المناسب لوضع هذا العطر؟ هل هو نهاري أم مسائي؟

كل وقت. تجدين في هذا العطر انتعاشا وفي الوقت عينه الكثير من التناقض والجاذبية الساحرة. فيمكنك وضعه كلما أردت.

ما هو التحدي الذي واجهتموه عند ابتكار العطر؟

التحدي كان التمكّن من تقديم عطر يجمع في الوقت نفسه بين الأناقة الراقية وحيوية الشارع وحريته. لم نرغب في صنع عطر كلاسيكي. لكننا نحب أن نصغي إلى لحن موسيقي خلف حكاية العطر يذكّرنا بأجمل وأروع المواد الخام بطريقة جديدة.

حين تبتكرين العطور، هل تبدأ العملية الإبداعية في عقلك أم أنفك؟

تبدأ في عقلي. الأنف فقط للفحص، وللتأكد من تطابق التركيبة الموجودة مع ما تخيلته في ذهنك. فأحيانا، نتخيل عطرا معينا، وحين نشم التركيبة الفعلية، ندرك أننا مثلا أفرطنا في استعمال هذا المكون أو ذاك، شخصيا، يمكنني تخيّل رائحة العطر عند قراءة تركيبته.

هل أثرت نشأتك في اختيارك مجال العطور كعمل لك؟

نعم، لطالما تأثرت بهذه الخلفية. ترعرعت بين باريس، ونورماندي، وجنوب فرنسا في الصيف. لذلك، أنا مزيج من المدينة والريف، والخضار الطبيعي والبحر.

كيف قررت أن تصبحي مبتكرة عطور؟

أعتقد أن هذه المهنة لطالما كانت موجودة في داخلي، فحين كنت طفلة، كنت أمزج في حديقتي العائلية بين الأوراق والبتلات والتويجات. ووالدي أعطاني بيتا خشبيا صغيرا صار بمثابة أول مختبر لي. كنت أجمع فيه بين ما قطفته من أوراق وتويجات وأعشاب. كما كنت أذهب إلى مطبخ والدتي أحيانا لأخذ بعض التوابل ودمجها في تركيباتي.

ما نصيحتك للمرأة التي تريد إيجاد عطرها الخاص؟

ما العطر إلّا بهجة. يجب أن يشعرنا العطر بالسعادة والاستمتاع.