اغرب العادات القبلية في افريقيا

العالم حاليا اصبح بمثابة قرية صغيرة بفضل التطور التقني الكبير الذي شهده العصر الحالي والذي زاد من سهولة تواصل المجتمعات المتحضرة مع بعضها البعض، ولكن هذا التواصل لم يشمل الكثير من المجتمعات القبلية المنعزلة والتي مازلت حتى الان تعيش طبقا لعاداتها وتقاليدها الخاصة والتي دائما ما تنجح في اثارة انبهار ودهشة الجميع من خارج هذه المجتمعات القبلية، تعالوا معنا لنتعرف على مجموعة من أغرب العادات القبلية في افريقيا:

قبيلة الماساي (Massai) في كينيا:
قبائل الماساي تعيش في مناطق واسعة من دولتي كينيا وتنزانيا، ومن اغرب العادات والتقاليد لدى قبائل الماساي، الاولى هي استخدام البصق كطريقة للتحية والتعبير عن الاحترام ، ولذلك ستجد أن اعضاء القبيلة يقومون بالبصق على سبيل التحية عندما يقابلون بعضهم البعض ، ومن عادتهم أيضا أن يقوموا بالبصق على الاطفال حديثي الولادة والاشارة إليهم بكلمات سيئة وذلك اعتقادا منهم أن هذا من شأنه حماية الطفل من الارواح الشريرة، وأنه في حالة الاشادة بالطفل الوليد أو وصفه بصفات حسنة فإن الطفل سيتم لعنه. محاربو الماساي يقومون أيضا بالبصق في ايديهم قبل مصافحتهم لكبار السن وذلك للتعبير عن احترامهم وتقديرهم لكبار السن.

قبيلة هامر (Hamer) من اثيوبيا:
مراسم البلوغ التي تقام للصبية الذين ينتمون للمجتمعات القبيلة اختلف من قبيلة لاخرى، ففي حالة قبيلة هامر الاثيوبية، يوجد تقليد غريب يثبت به الصبي بأنه قد اصبح رجلا بالغا ولم يعد صبيا، وفي هذا التقليد يقوم الصبي بخلع جميع ملابسه والوقوف عاريا أما اعضاء القرية ثم يبدأ بالجري ثم القفز حتى يهبط على ظهر ثور تم وضعه مسبقا، بعدها يبدأ في محاولة الجري والقفز على ظهور عدة ثيران اخرى يتم وضعها بالقرب من الثور الاول، الطريف أن هناك طقس اخر يسبق مراسم البلوغ الخاصة بالصبية في قبيلة هامر وفيه تقوم الفتيات والنساء من اقارب وصديقات الفتى الذي سيخضع قريبا لاختبار مراسم البلوغ بتغطية اجسادهن وشعورهن وملابسهن بالكامل بمزيج من الاتربة الحمراء المخلوطة بسائل دهني، ثم يقومون بأداء الحركات الراقصة الخاصة بالطقس بينما يقف حولهم شيوخ القبيلة ويقومون بضربهم بقوة لدرجة تصيبهم بالندوب والجروح، الغرض من هذا الطقس هو اظهار ولائهم ودعهم للصبي الذي سيخضع قريبا لاختبار مراسم البلوغ.

قبيلة بانيانكول (Banyankole) من اوغندا:
وهي من الاقليات التي تعيش في اوغندا، ولديهم عادة غريبة للغاية تتعلق بالزواج، فعندما يتقدم افراد القبيلة لطلب الزواج من احدى الفتيات في القبيلة ويتم الموافقة على ذلك الطلب، تقوم عمة الفتاة بتولي مهمة اختبار القوة الجسدية للعريس بوضعه تحت عدة اختبارات.

قبائل سورما (Surma) في السودان واثيوبيا:
قبائل سورما تعيش في جنوب السودان وفي جنوب غرب اثيوبيا، ويمكن تميزهم بسبب تقليد غريب لديهم يجعل شفة السفلية للنساء ممتدة بشكل لا يصدق وشحمات الاذن الخاصة بالرجل ممتدة للغاية، والسبب وراء ذلك هو قيام نساء القبيلة خلال سنوات المراهقة بازالة أسنانهن السفلية حتى يتسع فمهن للوحة معدنية كبيرة يتم وضعها داخل الفم لفترات زمنية طويلة حتى تتمدد الشفة السفلية بدرجة مذهلة مكونا واحدة من الصفات الجمالية المحببة لدى القبيلة، أما بالنسبة للرجال فهم \يثبتون منذ مرحلة المراهقة اقراط ثقيلة وطويلة في شحمات اذانهم حتى تتمدد شحمة الاذن بدرجة كبيرة، من العادات الغريبة الاخرى لدى قبائل السورما، قيامهم باحداث ندوب في اجساد رجال القبيلة لاعتقادهم بأن هذا سيزيد من جاذبيتهم.

قبيلة ودابي (Wodaabe) في النيجر:
قبائل ودابي هي واحدة من القبائل التي تنتمي لشعب الفولاني وهي تتواجد في الاجزاء الشمالية من نيجيريا وشمال شرق الكاميرون، وجنوب غرب تشاد والمنطقة الغربية من جمهورية افريقيا الوسطى، وودابي لديهم مهرجان يعرف باسم مهرجان "جيريول" (Gerewol) وفيه يقوم رجال القبيلة بتقديم عروض راقصة ليلا، وبالاضافة إلى ذلك فإنه يسمح أيضا لرجال القبيلة خلال المهرجان بسرقة احدى النساء من القبيلة لتكون زوجته، وفي حالة نجاحه في سرقتها تصبح زوجة له ويتم الاعتراف بزواجهما حتى إذا كانت امرأة متزوجة من رجل آخر، الحالة الوحيدة التي لا تجعل القبيلة تعترف بالزواج الجديد هو رفض المرأة لذلك الزواج أو قيام زوج المرأة-إذا كانت متزوجة-بالامساك بالرجل الذي يحاول سرقة زوجته.

قبيلة شيوا (Chewa) في ملاوي:
قبائل الشيوا تنتمي لشعب البانتو وهم يعيشون في وسط وجنوب افريقيا وهم يشكلون اكبر تجمع عرقي في ملاوي، قبائل الشيوا يشتهرون بارتدائهم الاقنعة الغريبة واستخدامهم لتقنيات غير تقليدية في الزراعة.

شعب الفولاني (Fulani) في النيجر:
هناك تقليد غريب لدى شعب الفولاني يعرف باسم "شارو" (Sharo)، وفي هذا التقليد يقوم الرجال الاكبر سنا بضرب العريس ضربا مبرحا لاثبات قدرة تحمله للالم وهو ما يثبت أنه مستعد للزواج، في حالة احتمال العريس للضرب يتم اتمام مراسم الزفاف وفي حالة عدم تحمله للضرب يتم الغاء الزفاف، المثير للقلق في هذا الطقس أن هناك عدد لا بأس به من الرجال يلقون حتفهم بسبب الضرب المبرح، ولذلك لم يعد هذا التقليد الزاميا لدى شعب الفولاني خاصة من يدينون منهم بالديانة الاسلامية.