أبرز مشاكل المتزوجين حديثا وحلولها

تمر العلاقة الزوجية وتحديداً في الأشهر والسنوات الاولى منها بمرحلة حاسمة ومفصلية، يتعرض فيها أغلب الثنائيات لمشاكل وخلافات تحدد مصير العلاقة إما نجاحا واستمرارا أو انفصالاً.

فما هي أبرز مشاكل المتزوجين حديثاً وما هي حلولها ؟ الأخصائية في علم النفس العيادي والتوافقي حنان مرجي تشرح لموقع "هي" أهم أسباب هذه الخلافات وتُرجعها الى اسباب عدة منها أسباب  نفسية بسبب التجارب الشخصية للانسان او بسبب علاقته الفاشلة مع نفسه فيفشل في بناء علاقة مع الشريك. ومن بين الاسباب التي تحدثت عنها مرجي أسباب اجتماعية وضغوط البيئة المحيطة بالشريكين، والتدخلات الخارجية في العلاقة وعدم الدراية في التعامل معها أو تقبّلها. كذلك يمكن ان يكون السبب عيوب سلوكية موجودة في الشريك او اسباب اقتصادية او بسبب الفجوة الثقافية بين الثنائي.

أبرز مشاكل المتزوجين حديثا

الفترة الاولى من حياة المتزوجين حديثا مفصلية

إذاً تُفند مرجي اسباب الصراع الزوجي وتتحدث عن تفاصيلها وتنوعها وتوجزها بالتالي:

- صراعات زوجية نتيجة الأفكار والفجوة الفكرية الموجودة بين الطرفين.

- العوامل الاقتصادية بسبب الفقر او الديون او عدم التنظيم المالي.

- منظومة القيم والأخلاق بسبب تدني مستوى الاحترام في اللغة الكلامية واستخدام الاهانة الدائمة والكلام غير اللائق وغير المهذب والشتائم عند اي ردة فعل او غضب وتحقير الآخر .

- الاختيار الخاطئ للشريك اذ تُركز معظم الفتيات عند الارتباط على امتلاك العريس لمنزل وعمل فتظن انه بذلك ينجح في أن يكون رب أسرة، وهذا الامر ضروري ومن الاسس للزواج ولكن لا يكفي وحده بل يجب التركيز على امور اخرى وعلى شخصيته. فعندما نسأل بعض الحالات "منذ متى كان زوجك يعاني من العصبية وردة الفعل العنيفة مثل الضرب، تجيب بأن ذلك يحدث منذ فترة الخطوبة. فلماذا استمرت اذاً في العلاقة؟ تجيب أنها راهنت على تغييره بعد الزواج، وهذا مفهوم خاطئ جداً لأن أحدا لا يستطيع أن يضمن التغيير بعد الزواج.

- من الاسباب ايضا عدم وجود التكافؤ العاطفي، فلا يوجد تبادل للمشاعر ويكون احد الطرفين فقط متيّم بالاخر وهذا يؤثر على مسار العلاقة، لأنه في هذه الحالة بمجرد ظهور اي شخص يعطي الاهتمام الكافي للشريك سيتم الانجذاب له بسبب الإهمال العاطفي الذي كان يتلقاه احد الأطراف في العلاقة.

- الخلافات يمكن أن تكون لأتفه الاسباب، ولكن هذه الاسباب التافهة مع الوقت تسبب تراكمات ثم انفجارات في العلاقة وتصل الحالة بأحد الطرفين الى القول "لم أعد قادر على التحمل لانها تشكل نوع من الاستفزازات بشكل مستمر". هذه التراكمات البسيطة تكون خطورتها اكبر من الخلاف الزوجي على امر كبير، لأن الاستفزازات الصغيرة التي لا يتم فيها مراعاة حاجات الاخر واحترام الاخر، تصل في المستقبل الى مرحلة من التصادم نعجز بعدها في الإصلاح بين الزوجين.

- احيانا يكون الشريك رائعا ولكن بسبب صراعات داخلية وتراكمات من الماضي (مثل المخاوف والقلق والكآبة والحزن وعلاقة سابقة فاشلة) يتم الانتقام من الشريك.

الحلول لهذه المشاكل

الأخصائية النفسية حنان مرجي

تشدد  مرجي على ضرورة أن يكون الحوار موجود وحاضر دائما في العلاقة، ويجب أن يشمل الحاجات للشريكين والمشاعر. وتقول "عندما ينزعج الشريك من سلوك معين يجب ان يعبر ويقول انا أنزعج اذا أهملتني عاطفياً وأحب ان تتذكرني بالهدايا في المناسبات، فليس خطأ أن نلفت نظر الشريك الى هذه الامور".

وتضيف "عندما يعاني الشخص من الغلط أو الضعف في اللغة التعبيرية مع الشريك، يمكنه طلب المساعدة من المعالج النفسي لتطوير هذه اللغة والمهارة وتقديم خريطة له لتطوير الشخصية والتواصل فيزيد ذلك من نجاح العلاقة مع الشريك.

ولأن الإنسان الذي لا يفهم نفسه او ما يحصل معه يعجز عن توصيل رسالة للشريك، فإن الاستشارة النفسية هنا تصبح ضرورية بحسب مرجي من أجل المساعدة على تفادي الفشل في العلاقة.  

وتؤكد مرجي على ضرورة التسامح في العلاقة بين الشريكين "لأن هذه التراكمات إذا لم نغفرها ونسامح الشريك عليها وإذا لم نقم بتسليط الضوء على ايجابيات الشريك سندمر العلاقة".