ربيع صيف 2014

ربيع صيف 2014

هي:  أريج عراق
 
في عالم يغلي بالتوترات في أركانه الأربعة، تحولت البهجة إلى عملة نادرة، نبحث عنها في كل مكان ومناسبة، ونقتنص أي فرصة لنسمح لها بدخول حياتنا، لهذا فإن صناعة البهجة لم تعد أمراً عادياً يمر مرور الكرام، بل أصبحت حدثاً يستحق الاحتفاء، وفي مجموعة Louis Vuitton Cruise 2014، استطاعت الدار شديدة العراقة، أن تدخل البهجة على قلوب كل من تابع العرض، بهذه التشكيلة الكبيرة من كافة الألوان الزاهية.
 
كل الألوان بكل درجاتها، خصوصاً الزاهي منها، كان حاضراً، من الأصفر للأحمر للأزرق والأخضر والبني... إلخ، مع الحرص على وجود الأسود من دون كثافة لضبط الموازين بين الألوان لا أكثر، أما الإبداع الحقيقي فكان في كيفية الجمع بين هذه الألوان وبعضها، فرأينا الأصفر مع الأحمر مع الفضي، كذلك الأزرق مع الوردي، والأحمر مع الوردي، والطوبي مع الأصفر والأخضر، والبرتقالي مع الأصفر والأزرق، وهكذا، بينما لعبت النقوشات دوراً كبيراً في استثمار هذا المهرجان من الألوان، فتنوعت وتباينت من الخطوط المستوية إلى المموجة، ومن فروع الأشجار إلى الوردات الكبيرة.
 
الأقمشة أيضاً كان لها حظها من الاهتمام في هذه المجموعة الكبيرة، فكانت خليطاً ضم الكثير من أنواعها المختلفة، من الشيفون إلى الدانتيل، ومن الصوف إلى الجلد والفراء، ومن الجاكار إلى المخمل والحرير، ولم تخرج التصميمات عن السياق نفسه، فظهرت البنطلونات والفساتين الطويلة والقصيرة، والمعاطف بأشكال مختلفة... 
 
باختصار، فإن كل ما تبحثين عنه ويناسب ذوقك، ستجدينه هنا في مجموعة Louis Vuitton Cruise 2014، ولكن مع كثير من البهجة.
في زحام الفساتين الرائعة، والأفكار المميزة ولكن في نفس الإطار، نحتاج لبرهة من الوقت لنلتقط أنفاسنا، ونعيد التأمل، من خلال عرض مختلف، يخرج بنا من أجواء الـHaute Couture، لمناطق أخرى، هذا العام كانت منطقة الدراما هي صاحبة النصيب، في عرض Serkan Cura في أسبوع باريس Haute Couture لموسم ربيع وصيف 2014.
 
رغم أنه قدم مجموعة من التصميمات المختلفة، إلا أن الأقرب في عرض Cura أن نعتبره عرضاً مسرحياً وليس عرضاً للأزياء، أجواء الإضاءة وخشبة المسرح المنقسمة إلى مستويين، مع ماكياج العراضات الدراماتيكي، وحتى طريقة عرضهن بأداء مسرحي بعيداً عن قواعد عرض الأزياء الشهيرة، كل هذه العناصر دعمت الفكرة ووضحتها، حتى تجميعهن على الخشبة في نهاية العرض في تشكيل فني، إذن لم تكن الأزياء هي المحور الرئيسي، لكن هذا لا يمنع من إلقاء نظرة عليها.
 
اهتم Cura بالتطريز والريش بدرجة كبيرة، فلا يكاد يخلو تصميم من أيهما، والألوان كانت في أغلبها أحادية، حتى في التصميمات التي تتكون من أكثر من قطعة مختلفة الألوان، فتحمل كل واحدة لوناً مستقلاً، كما قدم تصميمات كاملة من الفراء، وتعامل مع الجسد باعتباره الخامة المكملة  لأزيائه.
 
إذا تعاملت مع العرض برؤية تقليدية، فإنك لن تستمتع كثيراً، أما إذا تركت لعلقك وروحك مساحة من التأمل، فإنك سترى مواطن جمال لا تدركها الأعين وحدها.
في ذلك الركن البعيد من الذاكرة، تقبع مجموعة من القصص الخيالية، قرأناها يومأ ونحن صغار، أو قصها علينا الكبار، وفي هذه القصص توجد أميرات وجميلات يرتدين أجمل الفساتين، وهذه الفساتين –في مخيلتنا- دوماً مبهرة رائعة، ولها مواصفات خاصة، كنا نظنها حبيسة أفكارنا وأحلامنا، حتى أطل علينا Zuhair Murad بعروضه الرائعة بشكل عام، وعرضه الأخير في أسبوع باريس Haute Couture لموسم ربيع وصيف 2014.
 
في هذا العرض منحنا Murad مجموعة من أجمل فساتين الأحلام كعادته، إلا أن هذا لم يجعله يخاصم الواقع، أو ينفصل عنه، فقدم أيضاً تصميمات عصرية للبذلة والتايور، وإذا حاولنا تصنيف هذا العرض، فإنه يمكن تقسيمه بسهولة وفقاً لمجموعات الألوان، فهناك مجموعة الأبيض الكريمي، والذهبي، والأسود بنقوشه، والوردي، والتركواز، والبنفسجي، وفي كل هذا تعلن خطوط ZuhairMurad عن نفسها بوضوح، سواء من خلال الأقمشة المفضلة لديه، مثل الدانتيل والحرير والتول والشيفون، أو من خلال التطريز الذي يبرع فيه ويمنحه نقطة تميز كبيرة، وهذه المرة كانت أحلام Murad تأتي على هيئة موجات، بعضها ذهبية، وأكثرها من الورود، وكلها في إطار من النعومة والأنوثة لا تخطئه عين.
 
الفساتين المنفوشة كانت محور العرض، سواء كانت طويلة أو قصيرة، مع حضور قوي للبنطلون أيضاً، ولم تغب اللمسة الإغريقية المفضلة عنده، بالأقمشة الملفوفة التي ترسم حدود الجسم، أو بالحزام الذهبي –الذي كان قاسماً مشتركاً في كل التصميمات- على هيئة ريشتان ترسمان حرف Z أو غصن الزيتون الشهير، أما التطريز فكان بالمجوهرات البراقة أو الترتر، أو الورود البارزة المنثورة على أغلب الفساتين، وخاصة فستان الزفاف الذي ختم به المجموعة، والمغطى بها بالكامل.
 
في النهاية يبقى السؤال، أي هذه التصميمات الرائعة سنراه قريباً على السجادة الحمراء؟ عن نفسي، أرشحها جميعاً، فهي تستحق.
ضرب Viktor Horsting وRolf Snoeren عصفورين بحجر واحد خلال عرضهما الأخير في المدينة الباريسية ضمن فعاليات أسبوع الأزياء الراقية لربيع وصيف 2014. فدار العرض Viktor & Rolf أطلق عطره الجديد Bonbon بلوحة إعلانية ضخمة خلفية للعطر الجديد في نهاية العرض، وقدمّ في الوقت نفسه عرضاً موسيقياً راقصاً غير مسبوق تمايلت فيه راقصات باليه حقيقيات تابعات للفرقة الهولندية كعارضات مع موسيقى بيانو، نقلن الحضور الى أجواء حالمة وجميلة وهادئة مع مجموعة بسيطة من حيث التصاميم والأقمشة المستعملة.  
 
كقطع فنية أطلّت راقصات الباليه بوقفتهن ومشيتهن المميزة على أطراف أصابع القدم بالباليرينا وبشعر كثيف على وجوهن، بتصاميم تنوعت فيها القصات الهائدة مع لوحات من اللون الوردي والأصفر الباهت.
 
الملابس جاءت قصيرة الى حد ما كالتنورة الفضفاضة مع الصدرية المطابقة القصيرة أو الفستان الخفيف. إستخدم المصصمان أيضا التنورة الطويلة بقصات هندسية متنوعة فكانت في بعض الأحيان جزءاً من الفستان بفتحات واسعة أو كقطع مركبّة غطتّ مناطق من الجسم. بعض الفراشات والعصافير والعقدات والأشرطة طبعت وزينّت على التصاميم، وكان الملفت في هذه المجموعة الجرأة في بعض القصات والألوان التي إعتمدها الممصمان كالـBodysuits بلون الجلد الشفاف والذي غشّ العيون باللون المشابه للون البشرة.
 
صحيح أن العرض لم يكن على قدر التوقعات ولا يليق بمناسبة كأسبوع الأزياء الراقية، إلا أن دار العرض إختار فكرة مميزة ومبتكرة لتحويل الأنظار اليه. 
منذ أسبوع ونحن نشاهد عروض الأزياء في أسبوع الخياطة الرفيعة في باريس، حيث قدم المصممون ابداعاتهم كٌل على طريقته الخاصة، حتى جاء اليوم الأخير الذي كان الكل ينتظره بترقب وشوق ليرى ماسيقدمه دار Ralph & Russo في أول عرض Haute-Couture لهم، وكونهم أول ماركة بريطانية تندرج ضمن البرنامج الرسمي لاتحاد Chambre Syndicale de la Haute Couture العريقة منذ قرن من الزمن! 
 
مجموعة رومنسية استطاعت أن تعيدنا الى العصر الذهبي للـHaute-Couture الذي كدنا أن ننسى عظمته ورونقه بعد أن اتجهت الموضة الى البساطة والعصرية واستطاعت أن تذكرنا بالمعنى الحقيقي للخياطة الرفيعة التي تجسدت بتصميمات مبتكرة متمثلة بتايورات باللون الأبيض افتتحت المجموعة مصنوعة من الكريب المطرز بدقة عالية جداً بزخرفات مستوحاة من الحديقة الفرنسية الخلابة Jardin à la Française، وبمجموعة من الفساتين الضيقة المفعمة بالأنوثة شُدّت بأحزمة التفت حول خصر العارضات محتفلة بالمرأة بكل عنفوانها، وفساتين كبيرة الحجم ذكرتنا بالحفلات الراقصة في قصور القصص الخرافية حيث تحولت كل عارضة فيها الى أميرة فائقة السحر والجمال. أما للتايورات حكاية أخرى حيث برهنت عن حرفية عالية وتمكُن من أدق التفاصيل، ان كان من الردائات القصيرة المُطرزة، أوالأكتاف البارزة المزينة بورود ربيعية منعشة، اوتنانير "البانسيل" الراقية. 
 
تنوعت الأقمشة بين كريب الحرير، الدانتيل، والشيفون والتول، وترجمت الى تصميمات مبتكرة تدرجت ألوانها بين الأبيض والأسود، الأزرق المغبرّ، الرمادي الباهت، والفضّي اللامع والزهري الشاحب. 
 
أما الشعر فقد صفف بتسريحة بسيطة للخلف وكذلك الماكياج الناعم الذي عبر عن رومنسية حالمة.
 
مجموعة مُبهرة ختم بها دار Ralph&Russo أسبوع الموضة للخياطة الراقية في باريس، وبدأ عصرا جديدا من الفتنة والابداع افتقدناه واشتقنا اليه... 
أن يكون لك موقف فهذا أمر جيد، أن تصر على الثبات على موقفك، فهذا أمر رائع، أن تتمكن من الإبداع من خلال هذا الموقف الثابت، فهذا هو تعريف القوة الحقيقية، وهذا هو -بالتأكيد- Rad Hourani، أحد الأعمدة الرئيسية في أسبوع باريس Haute Couture، لموسم ربيع وصيف 2014.
 
يختلف Hourani عمّن حوله من كبار المصممين، فله رؤية فلسفية متميزة، يصر على تقديمها دوماً، والغريب أنه يجد مجالاً للإبداع من خلال هذه الرؤية. يرى Hourani أن الجمال صفة مطلقة، لا تخص المرأة وحدها، ولكنها تتوفر للعنصر البشري بنوعيه، فنجد دوماً أن عروضه تجمع النساء والرجال، وأن تصميماته مطلقة، تصلح للجنسين، فنجد رجالاً يرتدون التنانير، ونساء يرتدين البنطلونات، والعكس أيضاً صحيح، ولا يمكننا هنا أن نطلق على القطع مسمياتها العادية، فالتنانير ليست كذلك، هي في الأغلب قطع من الأقمشة المسدلة، بخطوطه الحادة الشهيرة، والفساتين أيضاً هي مجموعة من الأقمشة المركبة فوق بعضها بشكل هندسي.
 
إلا أنه هذه المرة تميز ببعض المرونة بعيداً عن قصاته الحادة، فمنح التصميمات بعض الخطوط الدائرية من دون إفراط، لكنه حافظ على أقمشته القطنية القوية، مع بعض الجلد، واكتفى هذه المرة باللون الأسود عنواناً لمجموعته لا يغادره.
 
أما الاكسسوارات، فلم تزد عن الأحزمة المعدنية السوداء، سواء كانت عريضة أو رفيعة، وبعض اليايات (السوست) غير الملفتة، وقليل من الكشكشة.
في اليوم الثالث من أسبوع الأزياء الراقية الباريسية، أبدع "ستيفان رولان" Stéphane Rolland في عرض تصاميمه المفعمة بالاناقة والرقي والبساطة، ليطبع مرّة أخرى لمسة فنيّة واسماً مميزاً في عالم الازياء.
 
لا يمكن أن يمرّ عرض Stéphane Rolland مرور الكرام، فهو الذي عوّدنا على تصاميم غير عادية، أبدع في تصميم الاكمام والفساتين الفخمة والقصات المتطايرة كالفرشات، التي تحاكي ربيع 2014. فبدا Rolland عاشقاً لألوان الابيض والاصفر الى جانب الاسود الذي لا يتغيّب عن عروضه بأي شكل من الاشكال.
 
حملت المجموعة في ثناياها موضة الكشاكش أو ما يعرف بالـRuffles التي زيّنت خصر العارضات وأكتافهن وحتى الارداف، بمزجها بطريقة راقية مع الاقمشة والفساتين المتطايرة ذات الطابع البرجوازي. ولم يتردّد Rolland باستعمال العديد من الأقمشة البلاستيكيّة والأقمشة اللمّاعة التي امتزجت مع الموسلين الناعم، الذي أضفى لمسة من الإنسيابيّة الى معظم التصاميم. واستعان Rolland في أغلب تصاميمه بالاحزمة الرفيعة على الخصر، لتزيين القطع وفصلهم الى طبقتين واعطائهما مظهراً أكثر أناقة وحيوية.
 
أما القصات فتنوّعت بين قصات الفساتين غير المستقيمة أي القصيرة من الأمام والطويلة من الخلف، وبين القصّة المستقيمة المزيّنة بالكشاكش على الخصر مع الشقّ الطويل الأماميّ، والفساتين المتوسّطة الطول التي أتت ممزوجة مع المشالح الشفافة وموضة الكاب الفضفاض الذي يعطي الاكتاف مظهراً متميّزاً. وبدا واضحاً ظهور السراويل الواسعة والمنسدلة على أجسام العارضات وموضة البذلات أو Jumpsuit التي جاءت مع قصّة الاكتاف الواحدة.
 
باختصار، أبدع Stéphane Rolland في عرضٍ أتى متكاملاً بتصاميم بسيطة، زيّنت أجساد العارضات كملكات تتهادين في تلك الأقمشة الطبيعية الراقية والفخمة.
 
"كونك إمرأة عاملة، لا يعني أبداً عدم الأناقة"، إنها رسالة Bouchra Jarrar الدائمة، التي حملت على عاتقها هم هذه الفئة المهمة من النساء، فسعت دوماً لتقديم الأجمل لهن.
 
وفي أسبوع باريس للأزياء الراقية موسم ربيع وصيف 2014، لم تحد Bouchra عن هذا الخط الذي رسمته لنفسها، وقدمت المزيد والمزيد لهذه السيدة التي لا تجد الكثير من الوقت لتعتني بأناقتها، لتوفر عليها بعضاً من هذا الوقت، وتمنحها المزيد من الثقة والقوة.
 
كعادتها، كان البنطلون هو محور الارتكاز الذي تنطلق منه، فلم يقدم العرض أكثر من ثلاثة فساتين، بينما كانت بقية التصميمات كلها تنحاز للبنطلون، ولعبت أكثر على الاهتمام بالنصف العلوي، الذي قدمت من خلاله البلوزات، والتوب، والجاكت سواء كان بأكمام أو بدون، وأطلقت مهاراتها في التزيين، فأكثرت من الريش الكثيف، حتى يبدو وكأنه فراء، إلى جانب الفراء نفسه، سواء بمفرده أو مع الجلد، وأبدعت في استخدام الياقات، والأحزمة الجلدية الرفيعة خاصة في منطقة أسفل الوسط، مع كثير من الياقات الكبيرة.
 
لم تتجاوز ألوان Bouchra دكن الشتاء، ومع ذلك فإنها كانت ممتلئة بالحيوية والانطلاق، فإلى جانب الأسود الرئيسي، لعب الأزرق بدرجات متفاوتة دوراً محورياً، وبدا مميزاً عند اختلاطه بألوان أخرى على استحياء مثل الأحمر والبنفسجي والبرتقالي، كذلك لم يكتف الرمادي بدور ثانوي، وأصر على احتلال موقع متميز في هذه المجموعة، أما الأدوار الشرفية فكانت للأبيض والبيج، والدرجات المعدنية من بعض الألوان (الميتالك) خاصة في البنطلونات.
 
استطاعت Bouchra أن تمنح المرأة مزيداً من حرية الحركة بأقمشة ناعمة مثل الحرير والساتان، وأقمشة قوية مثل التويد والأقطان والجلد، إلى جانب عودة البنطلونات واسعة الأرجل، التي اختفت منذ فترة.
في خضم أسبوع باريس للأزياء الذي تجري أحداثه على قدم وساق أتحفنا المصمم الإيطالي Giambattista Valli بمجموعة أزياء السهرة لربيع/صيف 2014م التي تميزت بتصاميم مليئة بالحياة والألوان. 
 
تميل المجموعة إلى تعزيز حس الشباب والعنفوان والحيوية بفساتين قصيرة تصل إلى منتصف الفخذ و تبدو على حد وصف المصمم "عفوية" بأقمشة من الساتان والحرير مع التركيز في التصميم على منطقة الوركين والمحافظة على البساطة في الجزء العلوي من الفساتين. بدت التصاميم فخمة نوعاً ما وتميل إلى الأجواء الاحتفالية اليافعة يعكسها مزيج الألوان المختارة مثل الأزرق الفاقع و الوردي مع الأسود. 
 
استخدم Valli أساساً من اللون العاجي واللوحات المطرزة مع لفت الانتباه إلى منطقة الوركين عن طريق التفاف الأقمشة الحريرية بشكل فني حولها. أظهر Valli عشقه اللامحدود للأزهار والنباتات ولكن بطريقة أكثر اصطناعية عن طريق تضبيب بعضها وحجب البعض الآخر وكذلك من خلال استخدام ألوان النيون مثل الأصفر والمطرزات هندسية الشكل. 
 
لوحة رائعة من الخيال والجمال والأناقة قدمّها المصصم الفرنسي Alexis Mabille خلال عروض "الهوت كوتور" Haute Couture لربيع وصيف 2014 الذي يقام حاليا في العاصمة الفرنسية باريس. 
 
مع الديكور المفعم بأجواء ساحرة وأرستقراطية في Hotel d’Evreux والفراشات البيضاء اللون التي ملأت المكان وحطّت أيضا على وجوه العارضات، إنطلقنا مع Mabille في أجواء رومنسية وحالمة، وعرض سيكون حتماً من أجمل العروض التي لن ننساها لهذا العام ومن أكثر العروض التي ستجذب النساء من حول العالم. 
 
كتماثيل رومانية وإغريقية وأميرات من العصر الذهبي، لمعت تصاميم Mabille كميدياليات ذهبية باللون الأبيض والشمبانيا والأزرق، وزينّت الأكتاف والخصر بستائر ونسيج لامع من الدانتيل والChiton والحرير، على أقمشة من الأنواع ذاتها. 
 
جمع Mabille العصور القديمة مع الكلاسيكية وأثبت سمعته كعاشق للجمال والإغراء ولرقيّ المرأة ونعومتها وعنفوانها. الفساتين المثيرة تميزت بطولها المحدد الذي أبرز جمال الجسد وبقصات على منطقة الصدر مفعمة بالأنوثة كتلك التي حول منطقة البطن، أو في النصف وغيرها من الموديلات الرائعة بأكتاف واحدة أو عارية الكتفين. 
 
متعيّ نظرك سيدتي بهذه التصاميم وشاركينا رأيك في الفستان الذي أعجبك أكثر؟ 
منذ ان عُيِن Raf Simons المدير الابداعي لـChristian Dior ونحن نرى الدار بمنظور مختلف كلياً، حيث الأحجام أصبحت أصغر، والقصّات أصبحت أبسط، والماكياج أصبح أكثر هدوءاً، ومنصة العرض تحولت من مسرح درامي الى فضاء عصري، ومدعوو الصف الأول أصبحوا أكثر شباباً. مجموعته لربيع وصيف 2014 لم تكن أكثر اختلافاً بل حافظت على نفس النهج الذي يرى فيه Simons مستقبل الـHaute - Couture.
 
بدأت الموسيقى ودخلت على وقعها أول عارضة ترتدي تصميماً باللون الأبيض مؤلفاً من تنورة وقميص عريضين من الشيفون، وكأن Raf أراد من خلالها أن يحرر قيود الـHaute - Couture ويحرر المرأة في ذات الوقت.
 
توالت العارضات وتوالت المجموعة كاشفةً كل مرة عن تصميم عصري فيه تلميحات من هوية Dior العريقة هنا وهناك، حيث رأينا قصة جاكيت البار على التايورات، كما رأينا التنانير الواسعة لكن بمنحى جديد حيث رُكبّت على الفساتين الضيقة خالقة أشكال مبتكرة، وطبعاً الورود التي تزين كل عروض الدار.
 
لفساتين الكوكتيل الحصة الأكبر من العرض حيث تنوعت أشكالها بين الضيق والعريض وألوانها تدرجت بين الأبيض، والأزرق الفاتح، والزهر. ولم تخل المجموعة من البنطلونات مع الكورسية التي أصبحت بصمة Simons المميزة، ومن الفساتين الطويلة ذات التصميم البسيط وأقمشة شُغِلت بعناية فائقة، والمعاطف الصيفة الرائعة ذات الأكمام الواسعة، أما المفاجأة فقد كانت الأحذية الرياضية المرصعة بالكريستال التي ارتدتها العارضات مع الفساتين الرسمية. الشعر كان مصففاً على الجانب بتسريحة طبيعية، ووجوه العارضات بدت وكأنها خلت من أي ماكياج الّا أحمر الشفاه الذي كان مرة باللون الأحمر ومرة أخرى بلون البشرة. 
 
Simons كسر قواعد الـHaute-Couture  جميعها، بمجموعة عصرية، مرهفة، وحساسة، بدت للوهلة الأولى خالية من التفاصيل، لكن بعد التمعن كشفت عن تعقيدات وتقنيات مبهرة، خاطبت المرأة العصرية، امرأة عام 2014 وربما أبعد... 
مع غيوم الشتاء الثلجية البيضاء الكثيفة، يحاول الربيع أن يشق طريقه بصعوبة، ليجد متنفساً ينشر منه بهجته، فيتناثر مثل قطع الكريستال المكسورة على أعتاب تلك الغيمات، هذه الصورة هي الرسالة التي حاولت مجموعة ON AURA TOUT VU أن تنقلها لنا في عرضها الخاص بأسبوع باريس لأزياء Haute Couture موسم ربيع 2014.
 
ولع بالمجوهرات لم يغادر YassenSamouilov وLiviaStoianova، فعبرا عنه في تلك المجموعة المليئة باللؤلؤ وقطع الأحجار المنثورة، فيما يبدو أنه شكل عشوائي، ولكنه ليس كذلك، على خلفيات لا تجاوز حدود الأبيض والأسود، وكأن هذا الربيع مسجون بالفعل خلف غيومه تحيط به الظلال، وعندما استطاع أن ينفذ منها، منحنا بعض الخيوط البنفسجية الخجولة، التي تعلن على استحياء تفتح الزهور.
 
الملفت في هذا العرض هو استهلاله بعارض شاب هو الوحيد، ويرتدي زياً أبيض تماماً، وكأنه تعبير عن الشتاء المذكر القارس، الذي يغادر لتهل نفحات الأنوثة الربيعية، حتى وإن اكتست بالثلوج.
 
الأقمشة التي اعتمد عليها المصممان، تنوعت بين التول والشيفون والحرير والجلد، مع استخدام الفراء للتزيين بطرق مبتكرة وخفيفة، سواء حول الرقبة، أو في التنانير القصيرة المصنوعة بالكامل من الفراء الخفيف، واستُخدمت الكسرات بشكل راقٍ ومن دون إفراط، بينما ظهر البنطلون أسفل الفستان المفتوح من الأمام، في تصميمات ذكرتنا بالمصمم العالمي NAEEM KHAN، وربما كان هو مصدر الإلهام بالفعل، أما أساور الكاحلين، فكانت نقطة تميز رئيسية في هذا العرض، بينما لم يبدُ واضحاً ما الذي يريدانه من تلك القبعات العسكرية، وما الذي تعنيه!
 
في النهاية أعتقد أن العرض لم يكن أكثر من بوابة لدخول الربيع بهدوء، فمتى يطرقها؟