فنانة تشكيلية سعودية تعبّر عما بداخلها بتميّز

جدة – إسراء عماد سيما آل عبدالحي فنانة تشكيلية سعودية طموحة، ولدت عام 1981، تَمَيَّزَت باسلوب مختلف وهادف في رسوماتها وأعمالها. يَكمن وراء كل عمل من أعمالها آلاف السطور، فتُعبِّر عمّا يدور بداخلها إما بريشتها أو بقلمها أو بأعمالها اللافتة. تَخَرَّجَت آل عبدالحي من قسم عمارة التصميم الداخلي بجامعة الملك فيصل بالدمام عام 2004، وحصلت على ماجيستير في التصميم الداخلي من لندن عام 2008. أقامت أربعة معارض خاصة، وحازت على جوائز بمراكز متقدمة في العديد من المسابقات العالمية والمحلية. كما أن لها العديد من المشاركات الخارجية والمحلية، بلوحاتها وآعمالها التي كان آخرها تعبيرها عن التفاؤل "بفن الجآن"، أو فن قراءة فنجان القهوة. "هي" طَرَحَت بعض الأسئلة على الفنانة التشكيلية السعودية سيما آل عبد الحي عن عَمَلها الأخير المسمى بـ "فن الجآن" ومعرضها الأخير "ضريح ألوان" الذي أقيم بكندا. بين التصميم الداخلي والفن التشكيلي، وأسلوبك البليغ في الكتابة، والتعبير عن أفكارك بأساليب مميزة، أين تجدين ذاتك؟ جميع لغات العالم جميلة، وكل ما في الدنيا رائع، ما ينقصنا هو أن نُدْرِك ماهية الأشياء فقط كي نحبها ونألف التعامل معها، من الصمت جَرَّبْت جميع ما ذكرتي من لغات والآن لا أستطيع أن أفارق إحداها، أصبحت ذاتي وأدواتي وبها سأكمل مساري، قد أميل في وقت من الأوقات لإحداها أكثر نظرا لظرف ولكنها جميعا تتساعد معي لأن كلا منها يعرف أن له دور آت، هي جميعها أنا لأنها أجزاء من صمت. ما الفكرة التي تَوَدّين إيصالها من خلال فناجين القهوة؟ أن الإنسان هو من يجذب ما يريد لحياته، فكلما كانت نظرته للحياة إيجابية أصبحت حياته أفضل وزاد البياض حوله، وحين تكون نظرته سوداوية يجذب كل شيء ليزيد من كهل السواد بداخله، فيجب أن لا يتسلل اليأس إلى الحياة ما دام هنالك أمل. وما علاقة ذلك بفنجان من القهوة؟ ببساطة لأنني أرى أن الحياة كفنجان قهوة يحوي قصة لابد أن تُقْرأ، وتتغير هذه القصة بين فينة وفينة، فيزداد فيها البياض لساعات، ويقبع السواد في قاعها مرات عدة، ومنَّا من يصدقها ومِنَّا من يأخذها لعبة، وهناك من يلجأ لها باحثا عن أمل، وآخر يرى أنها خرافات بل كذبة. من أين استوحتي تلك الفكرة؟ استوحيتها من الحياة التي نعيشها فعندما نرى الشر، نراه ليس لأنه موجود بل لندرك معنى الخير، وعندما نبكي ليس لأجل البكاء بل لنستطعم معنى الضحك ومن هنا جاءت فكرة التفاؤل، كما استوحيتها من تصوير بسيط للحياة تُجَسِّدها لوحاتي التي عُرِضَت في معرضي الأخير "ضريح الألوان" وأقيم بكندا، وكان يتحدث عن الحياة بكل ما فيها. جميل، وكيف عبرتِ عن ذلك من خلال لوحاتك؟ تحكي اللوحات بشكل بسيط قصصاً عن حياة مليئة بالمشاكل والمتاعب والصعوبات، قصة البشرية والعالم القديم، الكون الكائن بأسره، والعناصر الأربع التي نسعى لتحقيق التوازن فيها : التراب والهواء والنار والماء، والاختلافات والتناقضات، والعلم والدين اللذان ينظر لهما على أنهما عدوان كالزيت والماء. هل لتجارب حياتك دور في طرحك للأفكار؟ نعم، فمعادن الناس كثيرة وجميعها كانت تحيط بي وأنا بكل براءة كنت أظن الناس تحمل نفس معدني لأتفاجأ بالاختلافات الكبيرة، ثرت على العديد من تصرفات الناس بماذا ولماذا؟؟؟ ولكن من دون جدوى، واجهت وواجهت دون تغير في الوقت المناسب، هنالك من ادرك بعد فوات الآوان ولكن حمدا لله أنه أدرك، جعلني هذا انتقل للتعبير عما تراه عيناي بلغة أخرى وهي الريشة بدأت مشوارا طويل ونجحت وسأكمل. ما الدرس الذي تَوَدِّين إيصاله لمن يُشاهد لوحاتك؟ أن يحافظ الإنسان على معدنه الطيب، فبداية الإنسان كانت قلبا أبيض ثم كبر، فلا بد أن يحافظ على بياضه رغم كل التغيرات من حوله، ولا بد أن لا يجعل نقطة واحدة سوداء تنفذ إلى قلبه من الخارج، فنحن نختلف لنتجانس، ونخطئ لنعرف الصواب ونَتَعَلَّم لنعي، ونعي كي لا نُخْطئ.