الفنان بيار كوكجيان لـ"هي": لا مانع لدي في مزج المواد الأولية لإنجاح منحوتاتي

هو فنان ومصمم مبدع، يحوّل المواد الأولولية كالتيتانيوم والنحاس والنيون وحتى الزجاج إلى قطع فنية لا مثيل لها. تصاميمه الفنية تعكس مفهوما جديدا من الإبداع والابتكار. حياته المليئة بالتنقل والسفر أثرت في تصاميمه فبولادته وترعرعه في بيروت وانتقاله إلى ألمانيا جراء الحرب ثمّ مكوثه في العاصمة الفرنسية باريس، وتنقّله بين بانكوك التايلاندية وسنغافورة، ووصوله إلى مدريد وتمركزه أخيراً في جنيف جعل منه فنانا متعدد الثقافات مكتسبا خبرة الحياة وتقاليد البلاد المتنوعة، مطبّقا ما اكتسبه في حياته المزدهرة على أعماله المذهلة. في هذه الحياة الصاخبة وهذا الازدحام والنجاحات المتنوعة حاز الفنان "بيار كوكجيان" Pierre Koukjian، على ما يقارب 12 جائزة تقديرية أ لعماله، جوائز جمّعها من البلدان التي زارها ومنها من معارض عالمية عريقة ومؤسسات أوروبية تاريخية. تعجز الكلمات عن وصف براعة و إبداع الفنان "بيار كوكجيان" Pierre Koukjian الذي أ سس مع ابنه" سيدريك" Cedric عملهما في جنيف والذي يشكل ابنه مصدر قوة وعظمة له في مسيرته. "بيار كوكجيان" Pierre Koukjian يخص "هي" بهذا الحوار ليصف مسيرته الطويلة في الفن عبر هذه الأعوام، ويشاركنا خطوات حياته المميزة والخلاقة.

دبي : "مايا صبّاح" Maya Sabbah

متى اكتشفت شغفك بالفن؟

اكتشفت حبي للفن منذ صغري عندما كنت في المدرسة، ولم أكُن بارعا سوى بالصفوف المتعلقة بالفن. في أواخر السبعينيات

 فزت بجائزة "فابريانو للرسم" ،Fabriano Drawing Award وهذا ما شجّعني على الاستمرار ومتابعة أعمالي الفنية.

كيف أثّرت رحلاتك وتنقلاتك خلال حياتك على إبداعاتك؟

المكوث في مناطق مختلفة، والاندماج في ثقافات هذه المناطق جعلني ألتقط بعضا من عادات هذه الشعوب كما تأثّرت بالطبيعة والمناطق الجميلة التي زرتها.

ماذا تعلّمت من كل بلد عشت فيه؟

لبنان أعطاني العائلة، ذكريات الطفولة الجميلة وثقافة "حب الحياة"، علّمتني ألمانيا المثابرة والتكنولوجيا، في باريس أتقنت البراعة وكيفية العمل، أما في مدريد فلمست الأضواء والحرية، وفي آسيا اكتسبت الغموض والإثارة.

أي مدينة أحببتها أكثر ووجدت هويّتك فيها؟

بكل صراحة، وجدت السعادة في كل مدينة زرتها وعشت فيها، فقد استمتعت بكل ما قدمته لي هذه المدن، ولم أتمنَّ ولو للحظة أن أكون متواجدا في مدينة أخرى، لو أنني لم أفكر بهذه الطريقة لكنت وقعت في موجة من التعاسة.

لماذا قررت تأسيس عملك في جنيف؟

انضممت إلى عمل ابني سيدريك، في مكان يدعى "سينس" SINCE ، حيث نعمل على ابتكار القطع الفنية ونتبادل الأفكار والمعرفة إلى أبعد حدود.

أخبرنا قليلا عن "سينس" SINCE وبداياتها.

عملت مع ابني في قلب المدينة التاريخية في سويسرا، حيث حرصنا على التعاون مع أشهر وأجود الحرفيين الصناعيين على الإطلاق. ابتكرنا مجموعة من القطع المميزة والمخصصة للأثاث إضافة الى المنحوتات الضوئية. كما حرصنا دوما على إنجاز ما هو مبتكر وحديث عبر البحث في أشكال جديدة للبقاء على رأس قائمة المصممين الفنيين. من تصميم الأشكال والقطع إلى وضع مفاهيم خاصة بالمناطق العامة، لا شيء يمثل تحديا كبيرا بالنسبة لنا.

لماذا قررتما تسمية مكان المشغل "سينس" ؟SINCE

ابتكرت شعارا ألا وهو "سينس تومورو"  Since Tomorrow أي منذ الغد، مغزاه الطريقة الإيجابية بالتفكير في المستقبل وبالخطوات التي ستأتي، لذلك اعتمدت الكلمة الأولى منه "سينس" SINCE ، لتكون إشارة مميزة إلى اسم المشغل الذي أصمم فيه أعمالي.

فزت بجوائز كثيرة، أي منها كانت الأقرب الى قلبك؟

أكثر جائزة أثرت في نفسي هي جائزتي الأولى والتي تكلمت عنها مسبقا عندما كنت في الثامنة من عمري وهي "فابريانو" .Fabriano

كيف تصف العمل مع ابنك؟

يساعدني ابني على التطور في كل ما يخصّ التكنولوجيا وهو مصمم صناعي يتمتع بمهارات متقدمة، حيث يستخدم تقنيات ثلاثية الأبعاد 3D مع حلول متطورة، ومعا نصمم قطعا فنيّة تجمع جمالية الفن التقليدي بتقنيات متطورة عالية الدقة.

رأينا قطعا مبتكرة كثيرة من تصميمك، ما الذي تفضله منها؟ ولماذا؟

إنها من أصعب الأسئلة على الإطلاق، فالقطع التي لا تعجبني ولا أكون راضيا عنها أدمّرها لكيلا أراها.

ما القطعة التي كان تطبيقها صعبا على أرض الواقع؟

كانت منحوتة لمكان عام يبلغ طولها ثلاثة أمتار وكانت مصممة لتاريخ محدد ولمناسبة خاصة ومهمة وقد نجحنا في إعدادها وإنجازها.

ما المواد التي تستخدمها؟

تتنوع المواد التي أستخدمها بحسب القطعة التي أصمّمها، ولا مانع لدي من استخدام أي نوع من المواد الأولية، كما أمتلك الفضول في مزجها لإنجاح منحوتاتي.