منى خاشقجي وابنتها تمارا أبو خضرا لـ"هي": متحمسون لمستقبل الفنون داخل السعودية

جدّة – مريم مصلّي

تصوير: ذيب شهزاد Zaib Shahzad

تصفيف شعر ومكياج: "أوريانا سبا أند صالون" Oriana Spa & Salon

منى خاشقجي هي من أبرز الشخصيات في الوسط الفني السعودي، تستمر كراعية للفن في الشرق الأوسط من مدينة سكنها في لندن، فقد تجدونها في The Arts Club أو في المعارض الفنية في منطقة Myfair في لندن. تهدف للحفاظ على اللباس التراثي السعودي عبر تأسيسها لـ"منسوجات" ومن خلال عملها في The Barakat Trust.

أما تمارا أبو خضرا فهي ابنة منى التي تحذو حذوها، حيث يتحدّث مشروعها "هومغرون ماركتس" Homegrown markets عن نفسه، فهو متجر نقال يقوم بتأجير أرفف للمصممين وللعلامات التجارية السعودية لربط الزبائن المحليين بمنتجات سعودية وجعل المحل مركزاً للمواهب الشبابية السعودية في جدة.

مجلة "هي" حصلت على الفرصة للتحدث مع ثنائي الأم وإبنتها في منزلهما الجميل في جدة الذي يسود عليه الطابع التراثي القديم.

 

بداية مع الوالدة منى خاشقجي:

  • كونكِ داعمةً للتراث السعودي من خلال تأسيسك  لمؤسسة "منسوجات" ومساهمتك في The Barakat Trust، ما الذي جعل قضية استعادة التراث الإسلامي وبالأخص السعودي مهم بالنسبة لك؟

يمكنني أن أقول أن الشرق الأوسط تأثر بشكل كبير خلال السنوات الماضية بتراث وقيم العالم الغربي،  كما أن التنمية السريعة في المنطقة استلزمت قوة عاملة مغتربة لتحقيق متطلبات التنمية لدينا، و هذا بدوره آثر أيضاً على التطور المادي والاجتماعي. لذلك فإن أحد أهدافي هو تشجيع وتعزيز تراثنا وثقافتنا من خلال التطور، فنحن في مؤسسة منسوجات نحافظ على لباسنا التراثي في منطقتنا.

  •  كيف غرستي هذه القيم في ابنتك تمارا أبوخضرا؟

غرست هذه القيم في جميع أبنائي الثلاث. ولدوا وتربوا في لندن، ولكن كنا ننتقل بين جدة والمدينة في الإجازات. بالنهاية انتقلنا الى جدة لمدة ستة سنوات. تمارا منذ صغرها، كانت تساعدني في أعمالي الخيرية مع Helping Hands حيث قمنا بجمع التبرعات لتعليم مائتي يتيم لجمعية البر في جدة. نظمنا حفل تعليمي سنوي لهم مع إشراك المجتمع كذلك. ساعدتني تمارا في منسوجات أيضاً. هي وزميلاتها كانوا العارضات في معارضنا في جدة. ساعدتني آيضاً في مشاريعي لتصميم الديكور في جدة منذ عمر التاسعة. دائماً كنت أشجع النساء المحليات للعمل، وكنت أبيع لهن. لذلك أسست تمارا  "هومغرون ماركتس" Homegrown markets، لدعم وتشجيع المصممين المحليين في الشرق الأوسط. بالإضافة لمساعدتها لي في الأعمال الخيرية، تساعدني أيضاً لمشاريع مع معارض الفن في جدة وبساط الريح. لطالما كنت أخذ الوقت لترسيخ الفخر للتراث السعودي في أبنائي كما فعلت عائلتي معنا.

  • كيف تربطين الفن من الشرق الأوسط لشراء الأعمال الفنية؟

أنا لست مستشارة فنون، لكن أقدم نصائحي لفنانين الشرق الأوسط وأروج للفنانين سواء في مؤسسة دلفينا أو معارض أخرى، وأقوم بدعوة جامعي الفن لرؤية القطع. نظمت معرض العام الماضي في "هَي هيل" لترويج مجموعة من الفنانين العرب. كذلك في "غشتاد" في معرض "بيل أير" في سبتمبر من هذا العام.

  • كيف تطور طلب الغرب على الفن السعودي خلال الأعوام؟

في السابق كان الغرب في تجاهل تام للتراث ومواهب السعودية والشرق الأوسط. النجاح العالمي للانترنت ساهم في تعليم العالم الغربي للفن في الشرق الأوسط. المشاركة في المعارض العالمية يلعب دور أساسي في تطور أعمال فنانين من خلال عرض الفن العربي والإسلامي مع الفرص للنمو والازدهار.

  •  استضفتِ معارض لكبار الشخصيات لكل من الفنون و المجوهرات، ما هي أوجه الشبه والاختلاف بين الاثنين؟

المعارض تهدف لتلبية احتياجات أسواق مختلفة، فمعارض الفنون تخدم الأفراد والشركات الجامعة، والمجوهرات بشكل عام لخدمة الافراد الجامعة، ولكن كليهما وسطين ممتازين للترويج للفنانين. على سبيل المثال، أعمل حالياً على دمج الاثنين معاً في معرض بين "جيد جولري" ومعرض "صوفيا العصري" في "مايفير".

  • كيف تغيرت فكرة جمع الفن عبر السنين؟ هل تحول اهتمام المستهلك مع التغيرات في الاقتصاد العالمي؟

آعتقد آن الجيل الحالي من الشباب يشترون  الفن والأثاث العصري، ليس فقط السيارات والمجوهرات. الفن العربي تطور والآن ينظر إليه نظرة استثمارية.

  • ما هي طموحاتك للفن والتراث السعودي؟

أطمح بأن يكون هناك متاحف آكثر و فنانين متعلمين من الخارج آيضاً بالإضافة إلى فنانين سعوديين أكثر في معارض دولية. أتمنى آيضاً أن تسهيل الفيزا للسياح و أكثر انفتاح للزوار اكتشاف تراثنا، منحوتات، و افلامنا. بالتأكيد متحف تصاميم مثل Design Museum في شارع كينغستون الذي أرعاه شخصياً

 

مع الابنة تمارا أبو خضرا:

  •  متى افتتحت مشروعك ؟

"هومغرون ماركتس" Homegrown markets تأسس عام 2014 أي قبل ثلاث سنوات، في البداية كان مشروع لـ"ذا ستور" The Store، أما صاحبة المحل فكانت تمتلك طابقاً خالياً ولم تكن تعلم ما تفعل به، فطلبت مساعدتنا.

  • أخبرينا كيف جذبت أول علامة تجارية؟

قمت بإعداد ملف Pdf يمثّل فكرة "هومغرون ماركتس" Homegrown markets ورؤيته مع صور موضحة للمساحة. بمساعدة الأهل والأصدقاء قمنا باختصار لائحة أفضل العلامات التجارية التي نعرفها (من الانستغرام و البازارات، الخ..) و أرسلناها لهم. كانت الفكرة توضح وجود فجوة في السوق، بحيث أن العديد من العلامات التجارية اغتنمت الفرصة للانضمام.

  • أخبرينا عن أول رحلة شرائية قمتي بها (القصص المضحكة والمأساوية مرحب بها!)

"هومغرون ماركتس" Homegrown markets لا يشتري البضائع ولكن يطرحها للعرض. "أول ثنقز موتشي" "All Things Mochi" كان أول صالة عرض أزورها. في البداية كنت أساعد في اختيار المنتجات التي تناسب السوق في جدة ووجدت نفسي أقضي ساعات أتبضع نصف المنتجات لنفسي! هكذا عرفت أن العلامة التجارية تستحق أن تكون في جدة.

  • ما الذي يميز مشروعك عن بقية المشاريع وما هي طموحاتك له؟

فكرة أن العلامات التجارية تختار طريقة تصميم مساحتهم الخاصة بالإضافة إلى ماهية القطع التي تعرض يعطيهم الحرية لتمثيل علامتهم بالطريقة التي توضح الطابع الخاص بهم (بعكس المشترين الذين يقررون ما سيُباع). وهي كذلك فرصة للتعلم حول ما الطلب في السوق.

  •  ما هو أصعب تحدي عند بناء مشروعك الخاص؟

كفكرة جديدة، لم يكن هناك أي ضمان للنجاح. لم أكن متأكدة من ردود الفعل كذلك. الناس ليسوا دائماً منفتحين للأفكار الجديدة أو أفكار لا يرتبطوا بها. فإقناع العلامات التجارية أنهم فعلاً سيربحون من خلال المشاركة وتكويننا كمصدر ثقة لنا ولرؤيتنا كان من أكبر التحديات.

  • الى أين ترين برأيك يتّجه مستقبل تجارة التجزئة في السعودية؟

بالتأكيد أرى ابتعاده عن سوق الفخامة العالمية إلى المحلي أكثر أو إلى العالمي المميز. أرى أيضاً توجه السوق السعودي للمجال الالكتروني. العلامات التجارية عليها تقوية وجودهم الإلكتروني في مواقع التواصل الاجتماعي. في النهاية ستتواجد العديد من الأعمال المشتركة بين العلامات التجارية.

  •  كيف تخططين للاستفادة من هن هذه الظاهرة؟

أخطط للبحث المستمر عن الجديد من العلامات المميزة في السوق. أخطط كذلك لتقوية و تحويل "هومغرون ماركتس" Homegrown markets للمجال الالكتروني خلال السنوات القادمة. نحن حالياً نعمل مع عدة حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي. مثلاً لعرض قطعنا الشهرية المفضلة نقوم باختيار شخصية حقيقية من المجتمع لارتداء هذه القطع. نحن دائماً نبحث عن فرص للتعاون من جمعيات خيرية أو علامات مثل Sauce في دبي.