في منزلي توأم

 تعشق العين والقلب معا رؤية التوأم، وبقدر جمالهم والسرور الذي ينتاب من ينظر إليهم بقدر ما يزداد عبء التعامل معهم وتربيتهم، ولعلنا نعلم بقدر الارتباك الذي يصيب المنزل وأفراده حال ولادة طفل صغير يحتاج إلى رعاية وحماية ودفء وأمان، الفرحة موجودة ولكن الخوف موجود كذلك فهو ضيف جديد نتعرف عليه ويتعرف علينا، فما بالكم بطفلين في آن واحد، يالها من فرحة كبيرة تغمر الأبوين ويالها من مسئولية كبيرة تولد مع ولادتهما، والسؤال الذي يتدارك إلى أذهان الجميع ممن ينتظرون ولادة توأم هو كيف استعد لهم؟ وكيف أتعامل معهم؟ إليك مجموعة من الإرشادات في هذا الصدد وهي:

• مما لا شك فيه أنك ستحتاجين مساعدة كل من حولك في البداية، فلن يمكنك الإعتماد على الذات في هذه الحالة ولا تتردي أبدا في قبول المساعدة، فستحتاجين حتما لأن تتركي توأمك مع شخص موثوق فيه لتنعمي بقسط من الراحة ولتكوني بالقوة التي تمكنك من رعايتهما وإستكمال دورك نحوهم

• في بادئ الأمر يمكنك الاستعانة بوالدتك أو والدة الزوج في الأيام الأولى فخبرتهم ستفيدك عند بداية تعاملك مع توأمك.

• اجعلي مهام المنزل أخر ما تفكرين به واعهدي بها إلى شخص يمكنك الاعتماد عليه، سواء كانت أخت أو أحد جيرانك الأقرباء، وإذا كنت تتحرجين من ذلك وتنعمين بمستوى مادي يمكنك من الإستعانة بخادمة فلما لا؟، فهذا أفضل لك خاصة في أول شهور بعد الولادة.

• لا يمكن أبدا الاستغناء عن دور الأب فدوره فعال وبقدر استطاعته، فعلى الأب أن يجعل وقتا يقضيه معهما ويقوم بإحدى مهام الأم البسيطة، والتي لا يتعسر عليه انجازها فالتعاون بين الأب والأم ستكون له نتيجة مثمرة ستنعكس على توأمهم.

• وازني بقدر الإمكان بين التوأم في الحمل والضم والرضاعة، وعليكي أن تجعلي وقت كافيا لكل منهما للانفراد به فلا مانع من ذلك بعد أن تناولا طعامهما ولعبا معا ومرحا وليكن وقت نوم أحدهما هو الانفراد بالآخر.

• أود التركيز على شيء هام أكده علماء النفس وهو أن التوأم فردين مستقلين ولابد التعامل معهم من هذا المنطلق، فالتماثل يأتي في الشبه ولكن ليس كل شئ، وإذا استرجعنا مشاهد لأي توأمين رأيناهم معا سنجد أنهما يرتديان نفس الملابس ولهم نفس الطلة، وهذا خطأ فادح تقع فيه كثير من الأمهات والأباء، ويؤكد علماء النفس ضرورة خلق شخصية مستقلة لكل منهما.

• إذا كان لديك أطفال أكبر فالأمر يحتاج لبعض الحكمة وإعدادهم نفسيا لاستقبال التوأم وإشعارهم بالمسئولية تجاههم، ولا تعطي كل الوقت للتوأم متجاهلة الآخرين فإن لذلك آثار سلبية غير مطمئنة فهم يحتاجون إليك أكثر من أي وقت مضى، سارعي بكسب تعاطفهم معك وأحضري لهم هدية يحبونها، ومرري ملاحظة للأهل والأقارب بالسؤال عنهم أولا والحديث معهم وتقضية وقت معهم قبل رؤية التوأم.

• الصبر سبيلك للتعامل مع توأمك فاجعليه دوما بمثابة حلي أو زينة لا تستغنين أبدا عنها فهو المعين لك على أمورك.

• كل شيء صعب في بدايته، ولكن سرعان ما تستقر الأمور، وتذوب الرهبة والخوف من المسئولية بمجرد الانغماس فيها، ولا تقلقي فقد خلقت لها وبالكيف الذي يمكنك من ذلك.