الصوم لله وهو الذي يجزي به

 

س – لماذا خصص الصوم بأنه لله وأنه هو الذي يجزي به، رغم أن كل عبادات الإنسان هي لله وهو الذي يجزي بها؟

ج – لعلك تشيرين إلى الحديث القدسي الذي يقول الله عز وجل فيه " كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " وفي تفسير هذا الحديث يقول بعض العلماء إن للصوم تخصيصا من بين سائر العبادات التي فرضها الله عز وجل على الناس، لأن جميع هذه العبادات مرتبطة بحركات الجسم التي يمكن للناس مشاهدتها عيانا على العابد، مثل الصلاة أو الحج، إلا الصوم فهو عبادة بغير حركة مخصوصة للجسم، وهو أمر داخلي بين العبد وخالقه، ولهذا قال الله عز وجل في هذا الحديث القدسي " الصوم لي "

وهناك معنى آخر يذكره بعض العلماء، وهم يقولون إن " الصوم لي " تعني" الصمدية لي " وذلك لأن " الصمد " هو الذي لا جوف له، ولا يحتاج إلى الطعام والشراب، فمن تخلق بأخلاق الله بأن صبر على الجوع والعطش فإن الله يجزيه مالا يخطر على قلب بشر.

ومعنى ثالث يورده العلماء، وهو أن الصوم مرتبط بالصبر، ويقول الله عز وجل في كتابه العزيز " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " وإذا كان الله تعالى قد وعد عباده بأن جزاء الحسنة بعشر أمثالها، إلى السبعمائة ضعف، فإنه يوفي الصائمين الصابرين أجرهم من فضله وكرمه بغير حساب.

هذا والله أعلم