صراع الفتيات.. هذا أحبه وهذا أريده

يحدث أن تتيه الفتاة وتظل حائرة بين شخصين، شخص تحبه وترى فيه فارس أحلامها الذي  طالما حلمت به وتمنت العثور عليه، وشخص آخر تريده لأسباب أخرى قد تكون المادة أهمها في حالات عديدة، وعليها هنا أن تختار بين ما تحب وما تريد، فشتان بين الحب والمادة، فمن واقع الحياة التي نعيشها كم سمعنا عن قصص حزينة لفتيات تدخل عنصر المادة في قرارها بإختيار شريك الحياة وغابت فيها عوامل هامة لنجاح الزواح والتي تعد من أهم مقوماته، وهي القبول، والإرتياح والتفاهم، والمودة، والرحمة.
 
وقطعا النتيجة معلومة مسبقا، وهي إنتهاء الحياة الزوجية وربما قبل أن تبدأ بالفشل نتيجة للتسرع في إتخاذ القرار، فلنفرض أن هناك فتاتين، إختارت إحداها من أحبته. اختارته لتكمل معه حياتها ولتشاركه الحياة بمسؤلياتها، وأعبائها، وأخرى فضلت الإرتباط بمن لديه المال ولا يملك سواه .. ترى فمن ستندم في قرارها سريعا؟
 
أثبتت لنا الحياة أن الحب قد يطيل من عمر العلاقة خاصة إذا ما توافرت عوامل أخرى هامة مثل حسن الأخلاق والتفاهم والإحترام، أما المادة فسرعان ما يزول بريقها في عيون الفتاة إذا إنعدمت روح العلاقة وأصبحت حياتها كجدول الضرب تماما، أرقام فقط، وعمليات حسابية، تقلل من شأنها وكرامتها في كل لحظة، خاصة إذا شعر الطرف الآخر أن سبب إرتباط الفتاة به، وزواجها منه هو المادة.
 
وفي أغلب تلك القصص يزداد حنين الفتاة لشاب يحبها ويشعرها بأنوثتها، ويشاركها آلامها، وأحزانها فالممنوع مرغوب، ما يجعل تقبلها للحياة مع الشخص الذي إرتبط مصيرها به أمرا مستحيلا، ويكون الندم الرفيق الوحيد لها في هذه المرحلة.
 
فلا داعي للحيرة أيتها الفتاة بين ما تحبين وما تريدين، فكل ما عليك دراسة كلا الأمرين بعناية وتخيل حياتك مع كل طرف، وتوقع النتائج، والإستفادة من خبرات الآخرين من قصص مماثلة، فالحب لا يعوض، وإذا افتقرت العلاقة للقبول والإرتياح بت في عداد التعساء فهل ترغبين لنفسك في ذلك.
 
فالحب قرار والزواج قرار، وهو القرار الأهم في حياة أي إنسان، فعليك التعقل والإعتماد على دقات قلبك وإرتياحك للشخص وحكمة قلبك في وضع تصور للحياة معه، أما إذا ظللت تائهة بين ما تحبين وبين ما تريدين، فسيضيع عمرك هباء دون أن تتخذي القرار السليم، وأهم ما في القرار هو تحملك لنتيجته أيا كانت.
 
وبين الحب ورغبات الإنسان ودوافعه يتشكل القرار، والفتاة العاقلة من تقدر نفسها جيدا وتحرص على التفكير المنطقي للوصول إلى القرار السليم مع الإستماع للقلب والمشاعر فلا يمكن إتخاذ القرار بتجاهلهما وإلا تحولت الحياة إلى الجحيم، ولربما لجأت الفتاة في هذه الحالة للبحث عن حبيب غير شرعي في ظل زواجها، وهو للأسف ما يحدث في كثير من الحالات، وهو أمر لا يمكن تبريره أبدا للفتاة فهذا قرارك وعليك أن تتحملين نتيجته من البداية للنهاية. 
 
وفي كثير من الحالات قد يكون القبول للشخص والإرتياح له عاملا قويا في نجاح العلاقة والقرار حتى وإن لم توجد قصة حب ملتهبة، فبهما سيخلق الحب وستهدأ الحياة وتستقر.