لا تحرموا أطفالكم جمال وفوائد الطبيعة

للطبيعة أثر هام قوي وفعال في نفوس كل البشر، فالطفل يولد محب للحياة، باحثا عن كل جوانب الفرح فيها، والطبيعة جزء هام من حياة الإنسان، فلماذا نقصر في حق أطفالنا ونحرمهم جمالها وفوائدها؟. فما خلقت الطبيعة إلا للتمتع بها والإستفادة من خيراتها المادية والمعنوية، سخرها الله سبحانه وتعالى لتريح النفس المتعبة، إنها خير صديق للطفل يتعلم منه كل ما هو مفيد. فهل من المنطق أن نترك أطفالنا يتعرفون على الطبيعة من خلال القصص والتصاوير في مجلات الأطفال؟  بالطبع لا لأننا بذلك نقتل فطرة الطفل التي خلق عليها، ونقتل حبه لها بكل مظاهر الحياة فيها.
 
للطبيعة فضل كبير على الإنسان بوجه عام، وعلى الطفل بوجه خاص فلنتعرف سويا على فوائد الطبيعة للطفل 
 
أولا: النواحي النفسية 
فالطبيعة خير ملجأ للطفل ليرتع ويلعب، فهو يهوى الإنطلاق في الهواء الطلق دون تقييد، يسعى للحرية في هذا الفضاء الواسع الذي يقوم سلوكه ويبعد عنه خطر تعرضه للإكتئاب، فاستنشاق الهواء النقي يثير في نفسه سعادة وبهجة لا مثيل لها، فإذا أردنا لأطفالنا أن يحظوا بصحة نفسية رائعة  دوما فلنلجأ للطبيعة.
 
ثانيا: النواحي الصحية والبدينة
إن إستنشاق الهواء النقي يعزز من مناعة الطفل، كما أن تعرضه للشمس في الأوقات المناسبة سيمكنه من الحصول على فيتامين  (د) الهام جدا لبناء وتقوية عظامه وحمايته من شر مرض السرطان فضلا عن إفادة بعض الدراسات الهامة في هذا الصدد بقلة فرص إصابته بقصر النظر. كما أن لعب الطفل وجريه في أجواء الطبيعة يعتبر ممارسة جيدة للرياضة وتحريك عضلاته، فهو يفعل ذلك بطريقة لا إرادية في جو يعشقه تماما هو المرح واللعب، وبالتالي لن يحرم الطفل من فوائد ممارسة الرياضة.
 
ثالثا: النواحي العقلية والإبداعية 
تجسد الطبيعة لوحة فنية رائعة لقدرة الخالق سبحانه وتعالى، فما أن ينظر الطفل إليها بتمعن إلا ويبدأ الأسئلة وتتوالى الإستفسارات عن كل ما يجول بخاطره، الأمر الذي سيوسع مداركه العقلية ويحفزه على الفكر، والإبداع، فالبيئة خصبة تماما لخيالاته وابتكاراته.
 
رابعا: النواحي الإجتماعية 
إن انتظام ذهاب الطفل وتنزهه في الأماكن الطبيعية سيمكن الطفل من تكوين صداقات وعلاقات مع أطفال آخرين، وبالتالي سيبعد عنه شبح الإنطواء وحب العزلة تماما، وستزداد ثقته بنفسه، وسيكون مهيئا شيئا فشيئا لمواجعة الحياة فهو قادر على التعامل مع أفرادها فقد اعتاد ذلك منذ الصغر.
 
خامسا: النواحي القومية والوطنية
فتنزه الطفل باستمرار وتعرفه على أماكن طبيعية عديدة وفي بقاع مختلفة من بلاده سينمي بداخله الإنتماء لوطنه، فينمو عاشقا لترابه وأرضه ولنسمة هواءه، وسيظل مرتبطا به لآخر العمر مهما بعد عنه فلن يكون هناك بديل أبدا.
هكذا تفعل الطبيعة بأطفالنا فهل سنحرمهم خيراتها أم سنساعدهم على الإستفادة منها وبالتمتع بها والتفاؤل معها.