يوسف معاطي : شجاعة عادل إمام وراء شهرتي

الكاتب الكبير يوسف معاطي تميز بالجرأة في تناول الموضوعات الاجتماعية  ، فهو يلقي الضؤ

على قضايانا بشكل كوميدي يحمل البسمة لكي يخرج المشاهد من متاعب الحياة وفي ذات

الوقت يساهم في حل مشاكله . هي التقت يوسف معاطي.. في محاولة للتعرف منه على أفكاره

التي يطرحها في أعماله التي يقدمها  كبار نجوم الكوميديا مثل عادل إمام ومحمد هنيدي

 

بداية حدثنا عن بداياتك ككاتب سيناريو ولماذا ارتبطت بالزعيم عادل إمام..؟

 بدايتي كانت سريعة نسبياً عام 1985 وأيامها التقيت صدفة  بالمنتج أمير سيدهم شقيق الفنان جورج سيدهم  وكان يعلم بتجربتي في الإخراج المسرحي بالجامعة و عرفت منه  انه يعد لمسرحيه فقلت له : أريد أن اخرج  هذه  المسرحية فوافق وقال لي : اكتب أنت فكرة الرواية ونبحث عن شخص يعدها للمسرح. وقدمت فكرتي وكانت ضمن سبعة أفكار عرضهم أمير على الفنانة نيللي  ، وأعجبت نيللي بفكرتي وكتبت المسرحية على اعتبار أنني من سيخرجها وبعدما انتهيت المسرحية فوجئت بأن الإخراج أسند للمخرج الكبير سمير سيف وكانت رواية حب في التخشيبة التي لم تمثلها نيللى وحلت محلها دلال عبد العزيز لكنى اظل مدينا لنيللى بدخولي عالم الكتابة المسرحية

أما عن لقائي الأول مع عادل إمام كان منذ 15 سنة من خلال فيلم "الواد محروس بتاع الوزير" ونجح الفيلم جدا ثم توالت اللقاءات في مسرحية "بودي جارد" والعديد من الأفلام منها التجربة الدنماركية، حسن ومرقص، عريس من جهة أمنية وبوبوس والسفارة في العمارة  ثم مسلسل فرقة ناجي عطالله  المقرر عرضه في رمضان

 تهتم دائما بطرح الأفكار المثيرة للجدل في أفلامك ودائما ما تصطدم بالرقابة وتواجه بالحذف ... فلماذا..؟

الرقابة دائماً متخوفة وتفكر في المنع حتى قبل أن ترى العمل، والفن لا يكون حقيقيا ولا يكون جدير بثقة الناس إلا إذا استحوذ على فكرة وموضوع هام له علاقة وطيدة بمشاكل المجتمع الحقيقية وأكثرها تعقيدا كما أن الكوميديا الهادفة في صراع دائم مع الرقابة مثل فيلم "حسن ومرقص" والذي كان يطرح وقتها موضوع هام يتعلق بالنسيج الوطني وأهمية تلاحمه ولولا شجاعة عادل إمام في طرح القضايا الهامة لما استطعت أن أقدم فكرة وكانت أعمالي خرجت إلي النور.

 لكن هذا الفيلم كاد أن يتوقف بسبب الصعوبات التي واجهتك عندما تقدمت بهذا الفيلم .؟

فيلم "حسن ومرقص"، بحمل جرأة كبيرة وكلما كنت أروي القصة لأحد من الأخوة المسيحيين كان يرفضها، وعندما استشرت البابا شنودة رحمة الله ، كانت لديه بعض التحفظات التي ناقشنها معه ، وفي النهاية توصلنا إلى حلول معقولة ترضي جميع الأطراف، فالتيار الديني لا يسير في اتجاه واحداً فهناك من يشجب ويستنكر باستمرار ومنهم من يتفهم القضية ويحاول أن يحلها بموضوعية شديدة، لذلك كان لابد أن يخرج الفيلم بهذه الجرأة في هذا التوقيت بالذات خصوصاً بعد أحداث الإسكندرية، ولهذا كتبت نهاية الفيلم في الإسكندرية فهذه هي النقطة الملتهبة في جسم الأمة ومن يريد أن يقضي عليها سيكون من خلال إشعال الفتنة الطائفية بين أبنائها ولهذا يجب علينا أن نتوخى الحذر ونعالج المشكلة في أسرع وقت حتى لا يستطيع أحد النيل منا. كذلك فيلم طباخ الريس تعرض لرفض شديد من الرقابة حيث لم يكن أحد يتصور أن يوضع لقب "ريس" على اسم فيلم في النظام السابق ،

 هل تجد الشباب يتم تجاهله في كثير من الأحيان لصالح كبار النجوم..؟

كل إنسان له نموذج خاص به وهو الذي يستطيع أن يؤلف خريطة حياته، وتكمن المشكلة في قلة الخبرة التي يمر بها الشباب ومثابرتهم على العمل فالشباب العربي في حاجة إلى اكتشاف ذاته، وأن يؤمن بقضية يعمل من خلالها والشاب العربي يتمتع بالذكاء لكن مقدرته على  التحمل أصبحت ضعيفة، فأصبح يبحث عن الحلول السهلة وهذا هو الخطأ وفي أعمالي فأنا أقدم ارتباط استثنائي بين الأشياء فليس بالضرورة أن تكون صحيحة ففي مشهد من مسلسل "يتربى في عزو"  الذي لعب بطولته يحيى الفخراني كان الفنان أسامة عباس يقدم اليورانيوم في علبة من " القطيفة" وانتقد الكثيرين هذا المشهد واستهجنوه وبسؤال المتخصصين تبين لهم أن اليورانيوم من الممكن أن يقدم في علبة أو "كيس بلاستيك"أو أي شيء أخر طالما لم يتم تخصيبه.

 ككاتب ساخر ما هي أهمية الأدب الساخر..؟

الأدب الساخر له قيمة هامة جدا في المجتمع فالكاتب الساخر يرسم المشكلة   ويضعها تحت المجهر ، وهو إنسان ارتضى لنفسه أن يلعب دور المتمرّد على سقوط المجتمع وعلى رذيلته وعيوبه ومن ثم فهو يقوم بتحذير النّاس ، وفي تعليق ناقوس الخطر. لينبه المجتمع لأخطر قضاياه في إطار من الكوميديا الهادفة ولعل أقرب مثال على ذلك

فكرة مبروك رمضان أبوالعلمين الذي لعب بطولتها محمد هنيدي في السينما والتليفزيون وتناقش العلاقة بين المعلم والتلاميذ وأخلاقيات التعامل بينهما

 كيف تنظر للإبداع العربي وللمبدعين العرب وما هي ملامح الثقافة العربية

الثقافة العربية تعاني من بعض الغبار نتيجة الغزو الثقافي الذي نتعرض له، فإذا تمت إزالة هذا الغبار ستظهر أمامنا ثقافة تراثية ثرية بالعديد من الفنون والمجالات المختلفة، وكل ما في الأمر أننا لا نقدر ثقافتنا القديمة بما تحتويه من أصالة وتراث . وأرى أن الثقافة العربية والمبدعين العرب أصبحوا أكثر تأثيرا في مجتمعاتهم من خلال تعبيرهم عن مختلف القضايا التي تهم الشارع العربي وأرفض تماما المقولات التي تردد عدم وجود ثقافة عربية فنحن كعرب لدينا من التراث الحضاري والإنساني ما يجعلنا نحقق الكثير ولكن يلزمنا كثير من الثقة بالنفس والعمل الجاد..

 وفي وجهة نظرك ما الرسالة الحقيقة للفن..؟

أنا أعتبر أن الرسالة الحقيقية للفن هو أن يكون من الناس وإلى الناس، فيجب أن يعبر الفيلم عن ما يوجد في داخل الناس كما أن جزء كبير من الفن في قدرتنا عن الدفاع عن ما يشعر به الناس.