الدرعية تُعيد سرد الحكاية… 8 تجارب لا تفوت في موسم الدرعية
في الدرعية، لا يُستعاد التاريخ بوصفه ماضيًا ساكنًا، بل يُعاد تقديمه كتجربة حيّة تنبض بالحركة والتفاعل. ومع انطلاق موسم الدرعية، تفتح هذه الوجهة التاريخية أبوابها لرحلة ثقافية متكاملة، تمزج بين التراث، والفنون، والترفيه، والطبيعة، لتقدّم للزوّار تجربة متعددة الأبعاد تعكس عمق المكان وروح الدولة السعودية الأولى.
من الأحياء التاريخية التي تستعيد نبضها الاجتماعي، إلى التجارب التفاعلية المصمّمة للعائلات والأطفال، ومن أمسيات الذوق الرفيع إلى فضاءات الطبيعة المفتوحة، يرسم موسم الدرعية مشهدًا ثقافيًا متكاملًا يُعيد تعريف مفهوم الاحتفاء بالمكان، ويجعل من الزيارة رحلة في الذاكرة، والحواس، والهوية.

حي سمحان… حين يُبعث الحي التاريخي بروح فريدة
يأتي حي سمحان كإحدى أبرز محطات موسم الدرعية، في تجربة تهدف إلى إحياء هذا الحي التاريخي وتحويله إلى وجهة ثقافية نابضة بالحياة. هنا، لا تقتصر الزيارة على مشاهدة المباني، بل تمتد لاكتشاف تفاصيل الحياة الاجتماعية والعمرانية التي شكّلت ملامح الدرعية خلال فترة الدولة السعودية الأولى.
تُعاد توظيف المباني والساحات التقليدية لتحتضن ورشًا ثقافية، وأنشطة حرفية، وتجارب مستوحاة من الهوية النجدية، في مساحة تُشجّع على التلاقي والإبداع وتمكين المجتمع المحلي. ومن خلال التعاون مع شركاء النجاح وأبناء المنطقة، يفتح حي سمحان أبوابه للزوّار ليقدّم قراءة أكثر حيوية وعمقًا لتاريخ الدرعية، حيث يصبح الماضي منصة للحوار والإلهام في الحاضر.

ليالي الدرعية… أمسيات تتوهّج بالذوق والضيافة
في قلب حي المريّح التاريخي، تشرق ليالي الدرعية كتجربة مسائية راقية تجمع بين المذاق العالمي وروح المكان. تحت سماء الدرعية، يعيش الزوّار أمسيات غنية تُغني الحواس، حيث تلتقي المأكولات الحصرية من أفخم المطاعم العالمية مع عروض حيّة مصمّمة بعناية.
تجسّد ليالي الدرعية مفهوم الضيافة السعودية بأسلوب معاصر، يمزج بين الطابع التقليدي والأناقة الحديثة، لتتحوّل الليلة إلى تجربة احتفالية تحتفي بالدرعية بوصفها رمزًا للجمال، والتاريخ، والفخر الوطني.

هل القصور… الدخول إلى قلب الحكم والتاريخ
تفتح تجربة هل القصور أبواب معالم تاريخية تُفتتح للمرة الأولى، لتأخذ الزوّار في رحلة سردية داخل قصور الأئمة والأمراء الذين شكّلوا ملامح الدولة السعودية الأولى. لكل قصر قصته، ولكل قصة أبطالها، تُروى من خلال تجارب تفاعلية وسرد قصصي يعيد رسم مشاهد الحياة الإدارية والاجتماعية والثقافية في تلك الحقبة.
تمنح هذه التجربة فهمًا أعمق للدور التاريخي الذي لعبته الدرعية كمركز للحكم والثقافة، وتحوّل الزيارة إلى رحلة معرفية تُقارب التاريخ بأسلوب حيّ ومؤثر، بعيدًا عن العرض التقليدي.

الحويّط… مغامرة عائلية تعيد الماضي بروح اللعب
في حي الظويهرة التاريخي، المعروف بدوره الثقافي والتعليمي، يقدّم الحويّط تجربة ترفيهية تفاعلية مصمّمة خصيصًا للأطفال والعائلات. هنا، يتحوّل التراث إلى مغامرة، وتمتزج القصص باللعب والخيال في رحلة متعددة الحواس تعيد تقاليد الدرعية بأسلوب عصري مشوّق.
يتكوّن الحويّط من خمس مناطق رئيسية، تبدأ بـ واحة العائلة كمساحة مفتوحة للاسترخاء، مرورًا بـ الموطن التي تعرّف الأطفال بأسس بناء البيوت النجدية واتخاذ القرار، ثم الفيضة التي تحاكي التجربة الزراعية التراثية، والنهضة التي تجسّد حيوية التجارة والحياة اليومية، وصولًا إلى الحصن، وهي متاهة تفاعلية تعزّز التفكير والعمل الجماعي.
بتصميم معماري مستوحى من هوية الدرعية، وعروض صوتية وضوئية تُثري التجربة، يرسّخ الحويّط مكانة الدرعية كوجهة عائلية عالمية تجمع بين التعليم والترفيه.

منزال… الطبيعة كما تُعاش لا كما تُروى
في فضاء مفتوح يحتفي بجمال وادي حنيفة وتكويناته الطبيعية، يقدّم منزال تجربة تعيد الزائر إلى بساطة الحياة وعمقها. من الفروسية والصقارة إلى الرماية، ومن تجارب الطعام إلى مراقبة النجوم تحت سماء صافية، يعيش الزوّار لحظات أصيلة تُجسّد ارتباط الإنسان بالطبيعة.
منزال ليس مجرد موقع، بل تجربة حسّية متكاملة تحتفي بالإرث البيئي للمنطقة، حيث تمتزج الحرف اليدوية بالشعر، والمأكولات الشعبية بفنون السرد، في رحلة تستحضر قيم الحياة التقليدية بروح معاصرة.
مسلّية… التعلّم باللعب وروح التراث
تقدّم مسلّية في حي الظويهرة تجربة تفاعلية تعليمية للأطفال والعائلات، تعيد التراث النجدي إلى الحياة من خلال اللعب، وورش الحرف، وسرد القصص. بأسلوب عملي وممتع، يكتشف الأطفال الألعاب الشعبية والتقاليد الثقافية، في تجربة تربط بين الأجيال وتحوّل المعرفة إلى متعة.
يسهم برنامج مسلّية في تعزيز ارتباط العائلات بالهوية الوطنية، ويقدّم نموذجًا مبتكرًا للتعلّم الترفيهي الذي يرسّخ القيم الثقافية بأسلوب حيوي ومحبّب.

طين… العمارة النجدية كما لم تُروَ من قبل
في قلب حي الطريف التاريخي، المدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، يأخذ مهرجان طين الزوّار في رحلة إلى جماليات العمارة النجدية التقليدية. من البناء بالطين إلى الحرف المرتبطة به، يسلّط المهرجان الضوء على العلاقة المتناغمة بين العمارة والبيئة.
من خلال جلسات حوارية، وورش عمل، وعروض حيّة، يقدّم طين قراءة معاصرة للتراث المعماري، ويؤكد أهمية البناء المستدام باستخدام المواد الطبيعية، بوصفه جزءًا أصيلًا من الهوية الثقافية للدرعية.
الدرعية… وجهة تُعاش بكل الحواس
بفعالياته المتنوّعة، يقدّم موسم الدرعية تجربة ثقافية شاملة تُعيد تعريف العلاقة مع المكان، وتحوّل التاريخ إلى تجربة معيشة. هنا، لا يُزار الماضي… بل يُعاش، في رحلة تُثبت أن الدرعية ليست صفحة من كتاب، بل قصة مستمرة تُروى بأسلوب معاصر يليق بعمقها ومكانتها.