صور محرجة تنغص احتفالات أعياد الميلاد الملكية في ساندرينغهام
تواجه الأميرة بياتريس البالغة من العمر 37 عاماً، اختباراً قاسياً لولائها العائلي مع اقتراب موسم أعياد الميلاد لعام 2025، ففي الوقت الذي تستعد فيه العائلة المالكة البريطانية للتجمع في ضيعة "ساندرينغهام" العريقة، اختارت ابنة دوق يورك سلوك طريق مغاير تماماً، مفضلةً المنفى الاختياري، في رحلة تزلج خارجية هرباً من ظلال الفضائح التي تلاحق والدها المطرود أندرو ماونتباتن-ويندسور.

هروب من الإحراج الملكي

تشير التقارير إلى أن بياتريس تعيش صراعاً داخلياً مريراً، فهي ممزقة بين ولائها للملك تشارلز الثالث وبين حبها لوالديها، ولتجنب الموقف المحرج الذي قد يسببه وجود والدها المغضوب عليه، أو غيابه المثير للجدل، قررت الاعتذار عن دعوة الملك الرسمية.
لم تكن بياتريس وحدها في هذا المأزق، فشقيقتها الأميرة يوجيني تواجه المعضلة ذاتها، حيث شوهدت الأميرتان في حفل عيد الميلاد المبكر بقصر باكنغهام بدون والديهما، في إشارة واضحة إلى الفلترة الاجتماعية التي تمارسها المؤسسة الملكية لحماية سمعتها.
صور صادمة من ساندرينغهام

ما زاد الطين بلة هو تسريب سيل مستمر من مئات الوثائق والصور ضمن ملفات وزارة العدل الأمريكية المتعلقة بقضية جيفري إبستين، إحدى أكثر الصور دناءة وتسبباً في غضب القصر هي تلك التي تُظهر أندرو ببدلة رسمية، مستلقياً على أرجل خمس نساء في غرفة الصالون بقلعة ساندرينغهام، بينما تبرز غيسلين ماكسويل المدانة بالاتجار بالجنس في خلفية المشهد.

هذه الغرفة ليست مجرد مساحة عادية، إنها القلب النابض لتقاليد العائلة، حيث يجتمع الملك مع أكثر من 40 فرداً من أسرته لمشاهدة خطاب عيد الميلاد السنوي،تزداد وطأة الإحراج بالنظر إلى القيمة الدبلوماسية لهذه الغرفة، فهي ذات المكان الذي استقبل فيه الملك تشارلز الرئيس الأوكراني فولوديميرزيلينسكي في قمة تاريخية عُقدت في مارس الماضي، إن ظهور صور الأمير بوضعيات مبتذلة في قاعة مخصصة لاستقبال قادة العالم وممارسة الطقوس الروحية يُعد انتهاكاً صارخاً لخصوصية العائلة وتدنيساً لمكان له قدسية تاريخية وسياسية.
كواليس الانهيار: من رويال لودج إلى سيبيريا

لم يعد أندرو، البالغ من العمر 65 عاماً، يملك رفاهية الاختباء خلف الألقاب، فقد تم تجريده من مهامه الرسمية وألقابه العسكرية بعد ثبوت كذبه في مقابلته الشهيرة مع "نيوزنايت"، حيث ادعى عدم تواصله مع إبستين بعد عام 2010، وهو ما دحضته رسائل البريد الإلكتروني المسربة.

وللمرة الأولى منذ 20 عاماً، يظهر مقر إقامة أندرو "رويال لودج" كئيباً بلا زينة أو شجرة عيد ميلاد، في إشارة رمزية لنهاية عصره هناك قبل طرده المتوقع في 2026، وفي آخر مأدبة حضرها، تم تهميش أندرو ووضعه في أدنى الطاولة، بعيداً عن مركز القرار، فيما يشبه النفي الداخلي الذي وصفه موظفو القصر بسيبيريا.

إلى هذا كشف كاتب السيرة الملكية روبرت جوبسون عن تفاصيل صادمة حول حفلات أقامها أندرو لإبستين وماكسويل في ساندرينغهام عام 2000، حيث صُدم الموظفون بالعثور على مواد ومستلزمات جنسية في الحمامات الملكية بعد مغادرة الضيوف.
الملك تشارلز وإدارة الأزمة

بينما يحاول الملك تشارلز الثالث الحفاظ على استقرار العرش، تُظهر استطلاعات الرأي تراجعاً في دعم الملكية بين الشباب البريطاني إلى 51%، وهو رقم يدق ناقوس الخطر، ويرى مراقبون أن الحزم مع أندرو ليس خياراً بل ضرورة لبقاء المؤسسة.
على الجانب الآخر، تحاول الملكة كاميلا إضفاء لمسة من التجديد الهادئ؛ فقد قلصت وجبات عيد الميلاد إلى طبقين فقط "الديك الرومي وبودنغ العيد"، وغيرت مكان الغداء العائلي إلى غرفة الرسم البيضاء بدلاً من غرفة الطعام التقليدية التي فضلتها الملكة الراحلة إليزابيث الثانية.
عيد العائلة بدون عائلة يورك

بالنسبة للعائلة المالكة، قد يكون غياب الأمير أندرو وصورته المشوهة عن احتفالات هذا العام هو أفضل هدية ممكنة، فبينما يواجه أندرو مستقبله الغامض وحيداً، تسعى العائلة لاستعادة بريق ساندرينغهام كملجأ للهدوء والتقاليد، بعيداً عن عواصف القضاء الأمريكي وفضائح إبستين.