Desert X العلا 2026 ينطلق بعنوان "سديم لا يعد" تحت إشراف وجدان رضا وزوي ويتلي

Desert X العلا 2026 ينطلق بعنوان "سديم لا يعد" تحت إشراف وجدان رضا وزوي ويتلي

رهف القنيبط
11 ديسمبر 2025

يعود معرض "DesertX  العلا" في نسخته الرابعة خلال الفترة من 16 يناير حتى 28 فبراير 2026، ليواصل دوره كإحدى أبرز محطات "مهرجان فنون العلا"، وهو الحدث الذي يقدّم تجربة فنية تُقام في الهواء الطلق وتعتمد على الحوار المباشر بين العمل الفني والبيئة الصحراوية المحيطة.

ومنذ انطلاقه عام 2020، رسّخ المعرض حضور العلا كفضاء حيوي لفنون الأرض وأعمال الموقع المحدد، مقدّماً حتى اليوم أكثر من 45 عملاً صُمِّمت خصيصاً للتجاوب مع تضاريس ووديان المنطقة، ما جعل عدداً منها جزءاً دائماً من المشهد الطبيعي.

وتأتي نسخة هذا العام بإشراف القيّمتين وجدان رضا وزوي ويتلي، في تعاون يجمع بين خبرة محلية عميقة في المشهد الفني السعودي وتجارب دولية واسعة امتدت من أمريكا الشمالية إلى سنغافورة وإيطاليا والإمارات. وتعملان إلى جانب المدير الفني نيفيل وايكفيلد والفنانة والقيّمة السعودية رنيم فارسي، اللذين يواصلان قيادة الاتجاه الفني للمعرض منذ دوراته الأولى.

DesertX
القيم الفنية للمعرض وجدان رضا

يحمل المعرض موضوع "سديم لا يعدّ"، وهو عنوان يستلهم من الرؤية الشعرية لجبران خليل جبران ذلك التصور اللامحدود للخيال، حيث يتحول كل عمل فني إلى نقطة مضيئة في فضاء واسع يعاد رسم حدوده مع كل تجربة مشاهدة. يربط هذا الموضوع بين تأملات جبران حول اللامتناهي وبين أفق العلا المفتوح، ليصبح DesertX مساحة تولد فيها الاحتمالات، وتتوسّع عبرها الرؤى الفنية التي تستمد مادتها من الضوء والظل والصمت والجغرافيا.

وتتوزّع الأعمال في هذه النسخة على مواقع مختارة داخل وادي الفنّ، بما يشمل الوديان الصحراوية التي ستحتضن لاحقاً مشروعات دائمة ضمن المبادرة الكبرى التي تستعد العلا لإطلاقها في 2028. وقد جرى اختيار المواقع بعناية بهدف تعزيز العلاقة بين العمل الفني والمشهد الطبيعي، بحيث لا يبدو العمل عنصراً وافداً بل امتداداً عضوياً للبيئة المحيطة، سواء من خلال المواد المستخدمة أو من خلال طريقة اندماجه في الأرض والتكوينات الصخرية.

وفي هذا السياق، يوضح حمد الحميدان، مدير عام إدارة الفنون والصناعات الإبداعية في الهيئة الملكية لمحافظة العلا، أن معرض "DesertX X العلا" أصبح من أكثر فعاليات "مهرجان فنون العلا" انتظاراً، لأنه يعكس موقع العلا التاريخي بوصفها نقطة تلتقي فيها الثقافات والخيال والإبداع.

ويشير إلى أن المعرض، عبر دوراته المتعاقبة، أسهم في إنتاج أعمال أصبحت جزءاً من نسيج المكان، وأن هذا التراكم الفني يمهّد لما هو أوسع ضمن مشروع "وادي الفنّ"، الوجهة الثقافية العالمية المرتقبة التي تهدف إلى تقديم تجربة دائمة لفن الأرض تُصاغ عبرها حكاية المكان للأجيال المقبلة.

DesertX 2026
القيم الفنية للمعرض زوي ويتلي

ومن جانبها، ترى وجدان رضا أن العلا، بتضاريسها وطرقها التاريخية، تشكّل "أرشيفاً حيّاً" لقصص تمتد لقرون، وأن الفنانين المشاركين في نسخة 2026 اكتشفوا في هذا الأرشيف دوافع جديدة لإنتاج أعمال تتفاعل مع البنية الطبيعية للمكان. وتوضح أن موضوع "سديمٌ لا يُعدّ" يفتح مساحة للتأمل في الإبداع الذي يولد عندما يلتقي الفن بالطبيعة، وأن كل عمل جديد يتيح منظوراً مختلفاً لاكتشاف العلا من خلال لحظات من الانغماس البصري والحسي.

أما زوي ويتلي، فترى أن المعرض يمنح الفنانين فضاءً رحباً تتجسّد فيه أفكارهم ضمن مشهد طبيعي يرتبط بآلاف السنين من التاريخ، بينما يظل المعرض نفسه حدثاً معاصراً نابضاً بالحياة. وتعتقد أن قرب المواقع من أحد مواقع اليونسكو للتراث العالمي يعمّق الحوار بين الماضي والحاضر، ويمنح الأعمال الفنية سياقاً أوسع يتجاوز حدود العرض إلى تجربة كاملة يعيشها الزائر داخل النص البصري للبيئة نفسها.

وقد كان "DesertX  العلا" منذ إطلاقه أول بينالي للفن العام في المنطقة، وأصبح اليوم جزءاً من الشراكة المستمرة بين "DesertX" و"فنون العلا". ويستند هذا التعاون إلى تاريخ "DesertX" في وادي كوتشيلا بولاية كاليفورنيا، حيث يُنظر إلى الفن بوصفه تجربة تتشكل داخل المشهد الطبيعي، لا خارجه. وفي العلا، يتحول كل عمل فني إلى فصل من فصول المكان، يتجاوب مع تضاريسه وتاريخه، ويقدّم للزائر تجربة نادرة يعيش فيها الفن كحوار حيّ مع البيئة.

وفي إطار المشهد الثقافي المتنامي في المملكة، تواصل الهيئة الملكية لمحافظة العلا تعزيز حضور الفنون عبر مبادرات تفتح المجال للمجتمع المحلي للتفاعل مع الإبداع بوصفه مصدر إلهام ومعرفة وفرصاً مهنية. ويأتي "DesertX  العلا" كجزء من هذا المسار، مؤسساً لمرحلة جديدة تستعد العلا لدخولها مع مشروع "وادي الفنّ" الذي سيجمع أعمالاً واسعة النطاق لأجيال مختلفة ضمن متحف مفتوح يمتد على مساحة 65 كيلومتراً مربعاً.

ويختتم "مهرجان فنون العلا 2026" دعوته للجمهور بفتح أبواب هذا الحدث أمام الزوار على مدى شهر كامل، في واحدة من أكثر البيئات الطبيعية والثقافية قدرة على توليد الإبداع وإعادة تعريف العلاقة بين الفن والمكان.