
الإعلامية الجزائرية ريم عماري لـ"هي": صوت المرأة العربية أقوى من أي وقت مضى والموضة وسيلتي للتعبير عن الذات
تحمل الإعلامية الجزائرية ريم عماري تجربتها الخاصة التي استطاعت من خلالها أن تصنع لنفسها مسارا يجمع بين الحضور الراقي والوعي العميق بدور المرأة العربية في المشهد الإعلامي، فتألقت كمقدمة لأبرز الفعاليات والتي من بينها قمة المرأة العربية في لندن إلى مهرجانات السينما في وهران وعنابة في الجزائر، وكانت تجربتها أكثر من مجرد ظهور إعلامي، بل رحلة في تمثيل الجزائر والعالم العربي بصورة مشرفة وأكثر تعبيرا على مدى قدرة المرأة العربية على النجاح.
وفي هذا الحوار مع مجلة "هي" تتحدث ريم عماري عن الكثير من التفاصيل والمحطات المهمة، وبداية الشغف بالإعلام فضلا عن مدى ارتباطها بالسفر والتجول حول العالم، بالإضافة إلى محبيتها للموضة، هذا بالإضافة إلى مسؤليتها لتصبح صوتا نسائيا عربيا في المنصات العالمية، حيث تكشف لنا عن الفلسفة التي تقودها في الحياة والإعلام.

ما الذي جذبك في عالم الصحافة والإعلام المرئي تحديدا؟ وهل كنت تخططين منذ البداية لأن تكوني أمام الكاميرا؟
بدايتي كانت بعد تتويجي كملكة جمال الجزائر، حين أحببت التواصل مع الناس والإطلالة أمام الجمهور، رغم أن تخصصي الجامعي كان مختلفا تماما، كنت أدرس الجيوفيزياء وتحصلت على شهادة ماستر في هندسة المكامن النفطية، إلا أن شغفي بالإعلام جذبني تدريجيا لم أسع للشهرة، كنت فقط أبحث عن معنى ورسالة، ووجودي أمام الكاميرا جاء كنتيجة طبيعية لذلك الشغف.

بعد خبرتك كمقدمة نشرات كيف تنظرين اليوم إلى التحولات التي يعيشها الإعلام مع صعود المنصات الرقمية والسوشيال ميديا؟
لا شك أن الإعلام تغير كثيرا، اليوم هو أسرع وأكثر تفاعلا لكن في المقابل، التحدي أصبح أكبر للحفاظ على المصداقية والجودة المنصات الرقمية فتحت آفاقا جديدة، لكنها تتطلب من الإعلامي وعيا أكبر ومسؤولية في ما يقدمه.
قدمت مؤخرا فعاليات كبرى مثل قمة المرأة العربية في لندن و شاركتي في منتدى المرأة في الدوحة وقدمتي مهرجان الفيلم العربي في وهران و قبلها مهرجان الفيلم المتوسطي في عنابة .. ما القاسم المشترك بين هذه التجارب؟
بصراحة، القاسم المشترك بين كل هذه التجارب هو الشغف.. والطاقة الإيجابية التي ترافق كل حدث، كل مرة أعتلي فيها المنصة أشعر أنني أساهم في بناء جسر للحوار والتبادل الثقافي، وأحاول أن أقدم صورة مشرّفة للمرأة العربية، خاصة الجزائرية، هذه التجارب لم تكن مجرد محطات مهنية، بل كانت قبل كل شيء تجارب إنسانية غنية جدا.

كيف تتعاملين مع مسؤولية تمثيل الجزائر في المحافل الدولية؟ وهل تشعرين أن المرأة العربية بات صوتها أقوى على المنصات العالمية؟
تمثيل الجزائر كإعلامية مسؤولية كبيرة بالنسبة لي، لذلك أحمل وطني في قلبي أينما ذهبت وأسعى دائما أن تكون صورته راقية ومُلهمة. وبالفعل، أرى أن صوت المرأة العربية اليوم أقوى بكثير، لأنها باتت تفرض حضورها من خلال كفاءتها وإنجازاتها، وليس فقط من خلال وجودها الشكلي، هناك وعي جديد وثقة أجمل في طريقة تعبيرها عن نفسها.
من بين كل التجارب التي خضتها كمقدمة فعاليات..أي لحظة شعرت فيها بالفخر الأكبر؟
لحظات كثيرة صراحة لكن تقديمي لألعاب البحر الأبيض المتوسط ولقمة المرأة العربية في لندن يبقيان من أكثر اللحظات فخرا بالنسبة لي، كانت هناك طاقة جميلة جداً وشعور بالفخر أن أكون جزءاً من تظاهرة تجمع بلدان مختلفة و أمام جمهور كبير ( 40.000 متفرج و ملايين المتابعين عبر قنوات تلفزيونية دولية ) و الآخر ان أكون جزءا من حدث يجمع قيادات نسائية مؤثرة من مختلف الدول العربية في عاصمة كبيرة مثل لندن.

نرى اهتمامك الكبير بالسفر بين العديد من المدن والعواصم..ماذا أضاف لك السفر على المستوى الإنساني والمهني؟
السفر منذ الصغر علمني التواضع والانفتاح على العالم. كل مدينة أزورها تترك في شيئاً خاصاً، سواء في طريقة تفكيري أو في نظرتي للحياة، وعلى المستوى المهني، جعلني أكثر مرونة وثقة في التعامل مع المواقف المختلفة والأشخاص من ثقافات متنوعة.
وما المدينة التي تعتبرينها مصدر إلهامك الدائم؟ ولماذا؟ هل هناك مكان تحلمين بتقديم حدث أو مهرجان فيه مستقبلا؟
الجزائر طبعا، لأنها الوطن و الجذور والعائلة، فيها أجد نفسي، أما لندن فهي المدينة التي تلهمني بالتنوع والانفتاح، مدينة تعلمني كل مرة شيئاً جديداً، أما حلمي الكبير، فهو أن أقدم حدثاً ضخماً في نيويورك، مدينة لا تنام وتحتضن كل الأحلام الكبيرة.

يبدو من الصور التي تشاركينها مع جمهورك شغفك بعالم الأزياء..كيف تصفين رحلتك في عالم الموضة؟
الموضة بالنسبة لي ليست مجرد مظهر أو إطلالة، بل وسيلة للتعبير عن الذات، أحب المزج بين التراث والحداثة، وأؤمن أن الجمال الحقيقي يكمن في الأصالة، دائماً أحاول أن تكون في كل إطلالة لمسة جزائرية أنيقة ومعاصرة.
مع حرصك على التجدد والتنوع بين الإطلالات العصرية والكلاسيكية.. ماهو الستايل الأقرب إلى قلبك؟
أحب الستايل الذي يجمع بين الرقي والبساطة، أبحث عن الإطلالات المريحة والأنيقة في الوقت نفسه، وأهتم كثيرا بالتفاصيل الراقية لأنها بالنسبة لي تصنع الفارق.

هل تهتمين بمحاكاة الصيحات العالمية أم انك تفضلين الحفاظ على أسلوبك الخاص؟ ماهي ماركاتك المفضلة؟
أتابع الموضة العالمية وأستوحي منها، لكن لا أتبعها حرفياً، أحب أن أحتفظ بأسلوبي الخاص، لأنه هو ما يمنحني هويتي في الأزياء، ومن بين الماركات التي أحبها كثيراً "شانيل"، لأنها تجمع بين الانوثه والأناقة.
كيف تصفين أسلوبك في تنسيق الأزياء؟ وهل تعتقدين أن صناعة الموضة في الجزائر تحظى بالاهتمام الكافي؟
أسلوبي بسيط لكنه مدروس، أحب التفاصيل الدقيقة التي تعطي الإطلالة تميزها، أما بخصوص الموضة في الجزائر، فللأسف لا تحظى بالاهتمام الكافي رغم غناها بالتراث والمواهب المبدعة. أتمنى أن يسلط الضوء أكثر على المصممين الجزائريين لأن لدينا طاقات تستحق العالمية.

يعرف عنك عشقك للأزياء التراثية الجزائرية.. ما هو التصميم المفضل لديك وما هي أصوله؟ ومتى تفضلين ارتداء الأزياء الجزائرية؟
أعشق الكراكو والبلوزة الوهرانية، فهما يختصران تاريخاً من الفخامة والأنوثة، أرتدي الأزياء الجزائرية في المناسبات الرسمية أو عندما يسمح الـ Dress code بذلك، لأنها تمنحني شعوراً بالفخر والانتماء، وأحب من خلالها أن أروّج لثقافة بلدي بطريقة أنيقة.
شاركتِ في فعاليات تتحدث عن تمكين المرأة.. ما أكثر رسالة تؤمنين بها من خلال عملك في الإعلام؟
أؤمن أن تمكين المرأة يبدأ من الوعي والتعليم، وأن الإعلام يمكن أن يكون وسيلة قوية لتغيير الصورة النمطية، بالنسبة لي المهم أن تكون المرأة صوتاً فاعلاً لا مجرد صدى، وأن تؤمن بقدرتها على إحداث التغيير الحقيقي.

من هي المرأة التي تلهمك في مشوارك الشخصي؟
أمي دون تردد، هي امرأة راقية ذكية، حنونة و صاحبة مسيرة مهنية ملهمة. تمثل بالنسبة لي القوة الهادئة. منها تعلمت الصبر والإصرار، وألا أستسلم أمام الصعوبات. هي مصدر إلهامي الأول في الحياة.
ماذا تقولين للفتيات اللواتي يحلمن بخوض تجربة الإعلام أو المسابقات الجمالية؟
أنصحن بأن يكنّ أنفسهن قبل كل شيء. لا تحاولن تقليد أحد. النجاح لا يأتي من المظاهر، بل من الشغف والعمل والمثابرة، الجمال الحقيقي هو جمال الفكر والروح.

كيف ترين صورة الإعلامية العربية بعد عشر سنوات؟ وما الجملة التي تختصر فلسفة ريم عماري في الحياة؟
أراها أقوى وأكثر استقلالية، تمتلك أدواتها وتتحدث بثقة عن قضايا مجتمعها، أما فلسفتي في الحياة فهي الإيمان بالنفس والمثابرة هما أول خطوة لتحقيق المستحيل، مع أنني لم أكن أعرف قدراتي في البداية، لكن مع الوقت والإصرار اكتشفت أن الثقة تُبنى بالتجربة وبالإيمان بما نفعله.
الصور من حساب ريم عماري على انستجرام.