
النجمة العالمية سيلينا غوميز تأخذ "هي" إلى كواليس أول عطر من توقيع علامتها Rare Beauty
من خلف شاشة صغيرة، وعلى بُعد آلاف الكيلومترات التي تفصل دبي عن لوس أنجلوس، جلستُ مع النجمة العالمية "سيلينا غوميز" Selena Gomez عبر لقاء خاص على منصة "زوم"، لأكتشف معها الحكاية الكاملة وراء أحدث خطواتها في عالم الجمال، وخاصة حول إطلاقها أول عطر من توقيع علامتها Rare Beauty. كان صوتها يحمل مزيجا من الحماس والهدوء، وعيناها تلمعان كلما تحدثت عن التفاصيل التي جعلت من هذا العطر أكثر من مجرد رائحة، بل تجربة شخصية وامتدادا لهُويتها.
بين لحظات من الضحك والذكريات، وبوح صادق عن رحلة دامت عامين من العمل والبحث، فتحت "سيلينا" قلبها لتروي كيف تحوّل شغفها بالعطور إلى مشروع يلامس الناس بصدق، ولماذا انتظرت كل هذه السنوات لتطلقه.
وأخذتني "سيلينا" إلى كواليس صناعة هذا العطر الذي يحمل اسم علامتها Rare Eau de Parfum، بدءا من مكوناته، وتصميم زجاجته، إلى فلسفتها الخاصة في اختيار الروائح، وحتى اللحظات الشخصية التي ارتبطت به، وجعلته قطعة من ذاكرتها.
في البداية قالت لي "سيلينا": إنها تفتح صفحات فصل جديد من حياتها على كل الصُعُد. وهي تستعدّ لزواجها المرتقب من كاتب الأغاني الأمريكي "بيني بلانكو"، الذي أطلقت معه ألبوما موسيقيا تعاونيا في مطلع الربيع الفائت. وفيما ستعود إلى الشاشات في الموسم الخامس من المسلسل الكوميدي الدرامي Only Murders in the Building هذا الشهر، تخطو خطوة كبيرة في رحلة علامتها الجمالية العالمية النجاح Rare Beauty مع أول عطر يحمل اسم علامتها: Rare Eau de Parfum. وتحدثت لي عن الإلهام الذي قادها، وعن تفاصيل تصميم زجاجة مبتكرة تراعي سهولة الاستخدام دون المساس بجمال الشكل، وعن دور جمهورها في تطوير منتجاتها، وذكرياتها العطرية الأولى، وتغيّر ذوقها بمرور السنين. وبين حياتها الشخصية الغنية بالأحداث ومشاريعها الإبداعية، كشفت لي رؤيتها للجمال باعتباره وسيلة لبناء الثقة، والوفاء للذات، متشوّقة وسعيدة وفخورة لمشاركة هذا الفصل الجديد مع العالم، الفصل الذي وضعت فيه قلبها وروحها.
على مـــدى عـــاميـــــن، عــاشـــت "سيــلينا" هذا العــطـــر وتنـفّسـتــــــــه، وعملت عن قرب مع فريق عملها على صياغة مزيج عطري يعكس شخصيتها والرحلة المشوقة التي مرّت بها في الفترة الأخـــيــــرة على الصعيــديــــن الشخــــصـــــي والمــهـــــني، واختيار كل تفصيل بدقّة، وصولا حتى إلى غطاء القارورة وآلية الرشّ. في سيمفونية آسرة من النغمات اللذيذة والتـــابـلـيـــــة، الـــدافــئـــة والواثقة، يجسّد عبير Rare Eau de Parfum مسيرة فنــــانــــة لامعة ورائدة أعمال ناجحة وامرأة خاضت معارك صحّية وشخصية ونفسية وخرجت منها منتصرة. ولم تتوقف التجربة عند حدود العطر، بل أطلقت أيضا مجموعة البلسم العطري Fragrance Layering Balms بأربع تركيبات تمنح كل مستخدم حرية المزج والتخصيص لتجربة عطرية متجددة ومختلفة في كل مرة.

بداية برأيك ما سرّ نجاحكِ الأهم؟
لا شك في أن مفتاح النجاح ليس واحدا، ولكن الضروري هو الامتنان وإبقاء قدميك ثابتتين على الأرض، مدركا أن حياتك ليست أفضل من أحد ولا أسوأ من أحد، بل هي فقط حياتك. هناك دائما جزء في داخلي يشعر بعدم الأمان، شأني شأن كل الناس، فنحن جميعا نشعر بعدم الأمان تجاه أنفسنا أحيانا. السر في الامتنان، وأن نكون دائما في الموعد، ونعامل الجميع كما نحب أن نعامَل.
من كان في بالك عندما أسّست علامة Rare Beauty؟
منذ البداية، كان في بالي الجميع. أردت أن أبني مجتمعا حقيقيا، وأعتقد أنّ كل أعضاء فريق العمل يهتمون كثيرا بالشخص، بالمستهلك. نحن نبذل قصارى جهدنا لنضعه في المقام الأول. فنفكر دوما في معجبينا، وفي مجتمعنا، وفي كل من يشتري منتجاتنا للمرة الأولى أو يعود لاقتناء المزيد. هدفنا أن يشعر الجميع بالرضى، وأن يكون الأمر مجديا لهم، وأن يتمكنوا من جعل المنتج خاصّا بهم. منذ تأسيس Rare Beauty، حرصت على أن نركّز على الإنسان. هناك ملايين الطرق لجعل علامة تجارية تبدو رائعة، لكني أردت أن تكون لك أنت، للجميع. أردت لكل شخص أن يشعر بأن هناك من يراه ويسمعه، وأن يعرف أنه مهم.
وهذا هو سبب إطلاق مجموعة البلسم العطري، لأنني أريد للناس أن يختاروا ما يناسبهم، لأنني أفكّر دائما في المستهلك، وإن كنت سعيدة جدا بالعطر. أشجّعهم على استخدام أي بلسم بمفرده أو مع العطر الأساسي ليصبح أكثر تعبيرا عن شخصياتهم. فهدفنا الأساسي هو أن يشعر الناس أكثر فأكثر بأنهم على طبيعتهم وأوفياء لحقيقتهم.
ما الذي ألهمك لابتكار عطر Rare Eau de Parfum؟
أطلقت عطري الأول حين كنت في الثامنة عشرة من عمري، وكنت أعلم أنّني لن أرغب في تقديم عطر آخر إلا إذا كان مناسبا ويمثّلني حقّا. واليوم أنا متحمّسة جدا، لأن هذا العطر انعكاس لشخصيتي، بدفئه ونفحته التابلية الحارّة وطاقته المنتعشة. ولطالما أردت لما أقدّمه أن يعكس المرحلة التي أعيشها في حياتي. في الماضي كثيرا ما التزمت برائحة واحدة وتركتها ترافقني، وأحيانا لم أضع أي عطر على الإطلاق. لكن بعد كل ما مررت به خلال العامين أو الأعوام الثلاثة الماضية، شعرت بأنّ هذا العطر هو بصمتي الخاصة، هو عطري. أرشّه منذ أشهر، وكان من الممتع أن أسمع آراء الآخرين حين يجرّبونه، وهو الأمر الذي يجعلني أكثر ارتباطا بالناس. بعض أجمل ذكرياتي ارتبطت بلحظات ابتكاره في أنابيب الاختبار الصغيـــــرة؛ منـــها خطـــوبــــتي، واحتـــفـــــالي بذكرى ميلادي الثـــانيــــة والثلاثين.. لذلك أشعر بأنه جزء منّي، وتمنّيت أن يجسّد المكان الذي أنا فيه اليوم في حياتي.

كيف تقدمينه لقارئات "هي"؟ وكيف تصفين لنا عبيره؟
بالنسبة لي، يجسد العطر دائما شعورا حسيّا غامرا أعيشه. حتى عندما أكون في موقع التصوير أو أؤدي شخصية ما، أحب استخدام رائحة معيّنة ترافق التجربة. هذه الروائح تعيدني إلى أماكن وذكريات كثيرة، وأغلبها جميلة.. لكنني، بفضل تعاون الجميع ومساهماتهم، شعرت بأنّني تمكّنت من ابتكار عطر يجمع بين الدفء واللمسة غير المتوقعة. أما المكونات فهي مزيج غني من النكهات والطبقات: الكراميل، والفستق الحلبي، والفلفل الوردي، والفانيليا، والزنجبيل، وحبوب الكاكاو، لتستقر في النهاية على قاعدة دافئة من خشب الصندل، مع حبوب التونكا، ولمسة من "المسك الجلدي".
عملية تطوير هذا العطر تطلبت منك الكثير من الاهتمام والجهد. ما كانت الأجزاء المفضلة لديك وتلك التي لم تستمتعي بها كثيرا خلال مراحل التطوير؟
كانت الرحلة مشوّقة للغاية. سألنا أنفسنا أولا كيف نميّز عطرنا ونجعله يبرز، وماذا لو صببنا فيه كامل شغفنا وتركناه يعبّر عن نفسه؟! كانت هذه الأسئلة نقطة الانطلاق. أما العملية فكانت مرهقة، لأنني جرّبت عشرات الروائح حتى شعرت في لحظة بأن حاسّة الشم لدي قد استسلمت! كنت أتمنى أن تكون الأمور أبسط، لكنني أعلم أن الأشياء الجميلة لا تأتي إلا بعد جهد كبير.
استغرق الأمر عامين من العمل والتجربة، اختبرنا خلالهما أفكارا جديدة. كنت أرشّ الخلطات المختلفة على بشرتي ثم أعود إلى المنزل لأراقب ردود فعل الناس. أحيانا كانت ردودهم رائعة، وأحيانا فهمت منهم أنها ليست الرائحة المنشودة. كانت رحلة طويلة، لكنها مجزية بكل معنى الكلمة، وأنا متحمسة لرؤية تفاعل الجمهور مع النتيجة الأخيرة، ولا سيما أنني أحرص على أن أضع شيئا من ذاتي في أي مشروع أقدّمه.
ما أولى ذكرياتك "العطرية"؟
رائحة جدّتي! كان حضورها دائما يعبق برائحة رذاذ الشعر الكلاسيكي "أكوانيت" مع نفحة من عبير الورد.
وما الذكريات التي يوقظها في بالك هذا العطر؟
بداية جديدة، وثقة، ومرح، وحيوية. أعتقد أن هذه هي الأماكن التي يذهب إليها ذهني حين أتنفس هذا العطر. عموما، إن كل عطر بالنسبة إلي يأخذك إلى مكان آخر، وكل رائحة توقظ فيك شعورا معيّنا وإحساسا عميقا يغزو جسمك كلّه.
وكيف يواصل سرد قصة علامتك؟
في "ريــــر بــيــــوتي" Rare Beauty لا نــــســـعــــــى أبــــدا لـــمــجـــــــــاراة الصيحات العابرة، بل نهتم دائما بأن نعرف ما هي القصة الصحيحة التي نريد سردها. لا بد أن يكون هناك معنى حقيقي وراء كل ما نقدمه، ولهذا كان إطلاق العطر خطوة مهمة جدا. لم أرد أن يكون شيئا يشعر الناس بأنهم مضطرون لشرائه، بل أن يكون امتدادا لما نمثّله: أن نمنحك دفعة من الثقة بالنفس، وأن نشجّعك على الشعور بالرضى، ليس فقط حيال مظهرك، بل تجاه هُويتك، تجاه نفسك كما أنت. هذا هو دائما هدفنا في "رير بيوتي".
هلّا أخبرتنا عن قارورة عطر Rare Eau de Parfum وتصميمها العملي؟
أعاني من مشكلات في دقّة حركة اليد نتيجة إصابتي بمرض الذئبة، لذا أجد أحيانا صعوبة في فتح حتى زجاجة ماء. قد يبدو الأمر محزنا، لكنني على قيد الحياة، وهذا الشيء الأهم! عملنا مع معالجي أيدي متخصصين على تصميم آلية يستطيع أي شخص استخدامها، بحيث يمكنك وضع كل يدك عليها تقريبا لرشّ العطر بسهولة وبالطريقة التي تناسبك، ثم إقفال الزجاجة من دون الحاجة إلى أغطية يمكن أن تنفلت أو تضيع.
لماذا كان من المهم لك أن تكون زجاجة العطر وغطاؤها سهلَي الاستخدام؟
قد يصعب أحيانا إيصال الفكرة للآخرين؛ ففي بعض الجوانب، كقوّة ساقَيّ مثلا، أشعر بالثبات، لكنّي لسبب ما أواجه صعوبة كبيرة في حركة يدي. واكتشفت أن ابتكار منتجات تراعي مختلف الاحتياجات جاء بشكل فطري بالنسبة إليّ، وأنني أنجذب تلقائيا إلى التصاميم التي تيسر الاستخدام. ومع مرور الوقت، لاحظنا أن الأشخاص الذين يعانون من صعوبات في حركة اليد، مثلي، وجدوا في هذه المنتجات راحة وسهولة استثنائية. عندها شعرت بحماسة كبيرة، وقلت: لمَ لا نجعل هذا النهج أساسا في كل منتجاتنا إذا أمكن؟ ومن هنا انطلقت مبادرة نفخر بها كثيرا. واليوم، وأنا أرى أن الزجاجة وغطاءها يجمعان بين سهولة الاستعمال وجمال التصميم.
إلى جانب العطر الأساسي Rare Eau de Parfum، تطـلــقـــون أيــضــا فئـــة عطرية جديدة تتكامل معه. ماذا عنها؟
إنها مجموعة البلسم العطري Fragrance Layering Balm، وأنا متحمّسة جدا لها. تتألف المجموعة من أربع "نكهات" تتميز كلها بملمس ناعم جدا يذوب في البشرة: الخشبية Woody Oak، والمنعشة Fresh Bergamot، واللذيذة Amber Vanilla، والمزهرة Floral Peony Blossom.