
دار David Webb تُعيد إحياء أطواق المعصم Repoussé الشهيرة: إرث من الحرفية والإبداع
منذ بداياته، اشتهر الصائغ العالمي دايفيد ويب بشغفه بتاريخ الفنون الزخرفية وتعمّقه في تقنيات صياغة المعادن. ومن أبرز ما استلهمه من مكتبته الغنية بالمراجع، تقنية "روبوسيه" الفرنسية، التي تقوم على طرق المعدن من الخلف لإبراز نقوش نافرة من الأمام، مانحة القطع طابعاً نحتياً مميزاً.

عام 1968، قدّم ويب أول طوق معصم بتقنية "روبوسيه"، ليصبح علامة فارقة في مسيرته. صيغت الأطواق من ذهب عيار 18 قيراطاً بسطح زخرفي نافر وتفاصيل دقيقة، محاطة بحواف مصقولة، فيما تندمج الزخارف الحيوانية مع الخلفية بانسيابية لتمنح القطعة حركة وعمقاً.

أول هذه الابتكارات كان طوق "ليوبار روبوسيه" Leopard Repoussé، الذي حاز شهرة واسعة، حتى أصبح من القطع المفضلة لدى هيلين غورلي براون، رئيسة تحرير مجلة كوزموبوليتان، التي اعتادت ارتداءه كرمز للأناقة العصرية والجرأة.
"روبوسيه" من دايفيد ويب: أطواق حيوانية تنبض بالحياة والفخامة
خلال سبعينيات القرن الماضي، توسعت مجموعة أطواق المعصم "روبوسيه" من دايفيد ويب لتشمل تشكيلة واسعة من التصاميم المستوحاة من عالم الحيوان، مثل الأسود، الغريفونات، الأسماك، الخيول، الأرانب، الثعابين، طيور الطوقان الاستوائية، الخنازير، المدرعات الحية وحتى الديناصورات. هذه الرموز تحمل دلالات شخصية عميقة، حيث يجد مرتديها نفسه منجذباً إلى حيوان بعينه، كما لو أن القطعة تختاره لا العكس.

يُنفذ كل طوق يدويًا باستخدام تقنيات تقليدية في تشكيل المعادن، مع حفر دقيق لتفاصيل الفراء أو الحراشف أو الريش عبر أدوات متخصصة، ما يمنح القطعة مظهراً واقعياً نابضاً بالحياة. وغالبًا ما تُرصع العيون بأحجار كريمة تضيف لمسة بريق وأناقة.
لم يقتصر حضور هذه الأطواق على عالم المجوهرات فقط، بل وجدت طريقها إلى هوليوود؛ إذ ظهر طوق بتصميم فيل في الموسم الأخير من مسلسل The White Lotus، حيث ارتدته الممثلة ليزلي بيب في عدة مشاهد صُورت في تايلاند، ما أضفى بعداً فنياً وسردياً على القطعة.